يتوقع الملاحظون ان مناسبة أربعينية الشهيد شكري بلعيد لن تهتم بها عائلته السياسية والقانونية من محامين وقضاة فقط بل ستكون مناسبة ثانية بعد اغتياله لتجميع الشعب التونسي الذي مازال متمسكا بمعرفة الحقيقة في هذا الملف الذي يرنو الكل إلى معرفة حقيقته. بعد مرور 40 يوما على اغتيال الزعيم والمناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد مازال الشعب التونسي والرأي العام ينتظر الحقيقة والكشف عن الجهة التي لم تتردد للحظة في قتلها للفقيد. الأربعينية ستكون مناسبة حتى يعبر فيها الشعب التونسي عن تمسكه بمعرفة الحقيقة ودعمه للأبحاث والتصدي لأي محاولات التلاعب بهذا الملف الذي ستكون حقيقته هي التي ستحدد المستقبل السياسي لتونس.
أسرة المحاماة بدورها خصصت برنامجا تتخلله مداخلات في القانون وفي الجريمة السياسية وفي أسبابها وكيفية التصدي لها خاصة أن انعكاساتها وخيمة على المجتمع وعلى وضع البلاد بصفة عامة.
كلنا شكري بلعيد
وفي هذا السياق أفاد عميد المحامين شوقي الطبيب والعضو بهيئة الدفاع عن ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد أن أربعينية الفقيد والمناضل السياسي ستكون بمثابة رسالة مفادها «كلنا شكري بلعيد ولن ننسى شكري بلعيد».
وأكد العميد أن هذه المناسبة ستكون بمثابة خطوة للاستعانة بخبراء أجانب في ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد مضيفا أن لجنة القانون الدولي بهيئة الدفاع سيكون لها اجتماع غدا مع عدد من الأساتذة الأجانب المتخصصين في القانون الدولي وذلك للإستعداد والبحث في مسألة تدويل قضية الشهيد.
وأضاف العميد أنه ستكون هناك استشارات ومشاورات مع خبراء في محاكم جنائية دولية وسيتم التنسيق معهم في فرضية تدويل قضية الشهيد شكري بلعيد.
وأشار العميد شوقي الطبيب أن هذه المناسبة سيحضرها عدد من المحامين والقضاة والعائلة السياسية للشهيد شكري بلعيد وممثلي المجتمع المدني ووسائل الاعلام وعمداء كليات الحقوق وستكون مناسبة للبحث في الجريمة السياسية التي ستسلط عليها الأضواء لتفاديها والسيطرة عليها في المستقبل ومعالجة أسبابها مؤكدا أنها فرصة لمزيد التعمق في الأبحاث وحث السلط المعنية على التعامل مع الملف بجدية.
وفي هذا الاطار تنظم الهيئة الوطنية للمحامين ندوة علمية بدار المحامي بالعاصمة ستحضرها العائلة السياسية للشهيد وعدد من الشخصيات الوطنية وممثلي المنظمات والجمعيات الوطنية.
البرنامج
يفتتح الندوة العلمية العميد شوقي الطبيب الذي سيتولى القاء كلمة يرحب فيها بالحضور ويسلط الضوء على أربعينية الشهيد شكري بلعيد التي تعتبر من أهم المناسبات السياسية التي ينتظرها الشعب التونسي والتي يمكن أن تكون مناسبة أخرى لتوحيد التونسيين الذين مازلوا ينتظرون ما ستتوصل اليه الأبحاث في هذه القضية.
من جهة أخرى سيقدم المحامي سليم اللغماني أستاذ القانون العام مداخلة حول الجريمة السياسية في منظور القانون التونسي وسيتولى الأستاذ نور الدين حشاد النائب السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مؤسسة حشاد لبحث تاريخ الشهيد وتقديم مداخلة علمية بعنوان تاريخ الجريمة السياسية.
كما سيقدم الأستاذ اللبناني جوهان الصوفي العضو بمكتب الدفاع بالمحكمة الخاصة بلبنان مداخلة حول المحكمة الخاصة بلبنان. أما الاستاذ البلجيكي جون لوي قليسان فستكون مداخلته حول الضحايا أمام القضاء الجنائي الدولي. أما الحصة المسائية للندوة فستخصص لتدشين قاعة الشهيد شكري بلعيد بدار المحامي وتكريم عائلته وتسليمها درع المحاماة التونسية.