هل تسرّعت وأخطأت الرابطة الوطنية لكرة القدم لما اتخذت قرارها الأول الخاص بهزم أولمبيك الكاف ضد النادي البنزرتي بتعلة أنه لا يحق لأيّ ناد الغياب عن أيّة مباراة من البطولة في جولاتها الأربع الأخيرة ثم لما سمحت للنجم الساحلي واتحاد المنستير بإجراء مباراتهما القادمة يوم السبت 30 مارس 2013 عوضا عن الأحد 31 مارس على غرار بقية مباريات الجولة 13. بالنسبة للقرار الأول والذي من خلاله وقع هزم أولمبيك الكاف جزافيا (0 - 2) بعد ما اعتبر مكتب الرابطة أن الغياب غير مبرّر وغير شرعي وأنه لا يحق لحافلة «الكافية» أن تتعرّض لأيّ عطب ولا يحق للكافية أن يستظهروا بأيّة وثيقة تؤكد صدقهم في ما تعلّلوا به وقانون الأربع جولات ينطبق على الجميع.. نعم هذا صحيح ولكن المنافس الذي استنفع بعطب حافلة الأولمبي الكافي لم يكن في نفس وضعية منافسه يوم اللقاء بما أنه حسابيا لعب أقل مباريات من الكاف ولم يبلغ سقف الأربع جولات المنقوصة في القوانين العامة (الفصل 173)، لهذا لا يمكن تطبيق هذا الفصل في لقاء لم يكن متوازنا على مستوى عدد الجولات المتبقية لكل فريق!! الأول يتعرّض للعقوبة والثاني لا تشمله حتى ولو فرضنا أن الوضعية كانت معاكسة أي العطب قد حصل لحافلة النادي البنزرتي ولم يتحول لملاقاة منافسه. الرابطة في مثل هذه الحالة (لو حصلت) لن تعاقب أبدا النادي البنزرتي بتعلة أن هذا الأخير لم يكن في خانة الجولات الأربع الأخيرة لأنه علاوة على لقاء الكاف كانت تنتظره أربع مقابلات أخرى (المرسى الترجي جرجيس والقيروان) فالفرض للنادي البنزرتي والسنّة لأولمبيك الكاف. وكان لابدّ على مكتب الرابطة التريّث والإمعان بدقة في الموضوع قبل اتخاذ مثل هذه القرارات.. الخطيرة.. من جانب آخر استغربنا كيف وقع السماح للنجم والمنستير تقديم مباراتيهما للجولة 13 إلى السبت 30 مارس بطلب من الفريق المستضيف وبعد اتفاق مع الفريق الضيف في الوقت الذي كان من المفروض فيه كما شاءت العادة في البطولات السابقة أن تجرى كل المباريات في نفس اليوم ونفس الوقت تفاديا لكل ما من شأنه أن يثير الجدل والشكوك والتلاعب بالنتائج، النجم والمنستير مازالا معنيين بالمراتب الأولى المخوّلة للعب في البلاي أوف بمعنى أن هناك رهانا في اللقاء كما أن بقية مباريات البطولة تعج بالرهانات ثم الأهم والمخيف في المسألة أن الباب فتح الآن لكل الأندية حتى «تتّفق» معا لتقديم أو تأخير مبارياتها القادمة كما شاء لها وربما ل«تخديم المخ» بما أن الفرصة متاحة الآن من طرف الرابطة لكل الأطراف في أي لقاء من الجولة الأخيرة أن تختار اليوم الذي يخدم مصلحتها ولا يمكن لها (أي الرابطة) أن ترفض أي طلب منها ولا تتحدثوا في ما بعد عن القوانين أو أخلاقيات اللعبة واللعب والصعود والنزول بالشرعية والاحترازات والاستهداف الخ...