لازالت هذه الجريمة التي جدت في منتصف العام الفارط تطرح أكثر من سؤال حول خفاياها وأسرارها. عائلة الضحية اعتبرتها فاجعة ورغم الشكوك التي حامت حول الموضوع ويقينها بهوية الجاني فإنها عجزت عن الوصول لدليل كفيل بتوجيه الاتهام لمقترف الجريمة الذي كان وراء حرمان رضيع وطفلين من والدهما دون ذنب يذكر وأم لم تكف مقلتاها عن ذرف الدموع على ابنها الشاب الذي لم يتجاوز 30سنة والذي افتقدته كثيرا ... وللتذكير بوقائع هذه القضية متشعبة الاطوار ولمعرفة الظروف الحافة بهلاك هذا الشاب اتصلنا بوالدته التي حدثتنا عن وفاة ابنها والدموع تغالبها وأفادتنا أن ابنها عرف في المنطقة التي يقطن بها باستقامته ورفعة أخلاقه اقترن منذ سنوات بفتاة عمرها 23سنة بعد أن آواها رحمة بها اثر مغادرتها لمنزل عائلتها بسبب قسوتها وأنجب منها ثلاثة أبناء بنتان – 4سنوات و 3سنوات وابن رضيع 14شهر كان لا يبخل عليهم بشيء همه الوحيد إسعادهم والاهتمام بهم غير أن مشاكل زوجية طفت في الأفق عكرت صفو لحمة هذه الأسرة. وقد حاول الهالك تجاوزها محافظة منه على استقرار عائلته لكن محاولاته باءت بالفشل إلى أن بات الطلاق أمرا لا مناص منه وهو ما زاد في حدة الخلاف بين الطرفين, وقبيل وفاته بشهرين تعرض إلى اعتداء بالعنف الشديد خلف له تشويها بوجهه من قبل شخصين ورغم معرفته بهويتهما وهوية من حرضهما على إتيان هذا الفعل المجرم في حقه فإنه عفا عنهما ولم يتقدم بشكاية ضدهما استماتة منه في المحافظة على أسرته . وتضيف محدثتنا أنها يوم الواقعة استيقظت باكرا حوالي الساعة الرابعة صباحا لإعداد «قفة ابنها الآخر» لأنها ستتوجه لزيارته بالسجن وانهمكت رفقة ابنتها في ذلك لكنها تنبهت لحركة مريبة على السطح قرب منزل ابنها المتخاصم مع زوجته إلا أنها لم تعر الأمر اهتماما لأنها لاحظت أن النور منطفئ وتأكدت أن ابنها نائم فلم تشأ إزعاجه وتقول انها وحوالي الساعة السابعة غادرت المنزل وطلبت من ابنتها أن توقظ شقيقها حوالي الساعة الثامنة قبل قدوم المرشدة الاجتماعية للمنزل وانها في الطريق وقبل بلوغه وجهتها تلقت اتصالا هاتفيا من ابنتها تعلمها بنبإ صاعق لم يخطر ببالها إذ قالت لها بالحرف الواحد أن فلذة كبدها توفي فعادت الأم أدراجها سريعا إلى المنزل لتجد ابنها جثة هامدة وقد حاول شقيقه إسعافه وذلك بالقيام بعملية تنفس اصطناعي ثم نقله على جناح السرعة للمستشفى لكن الطبيب أكد انه توفي قبل أربع ساعات. كانت صدمة الأم عنيفة لفقدانها فلذة كبدها ولم يبق لها من سلوى غير ابنه وابنته الكبرى اللذين هما في كفالتها منذ ولادتهما . ورغم مباشرة الأبحاث بشكل حثيث من طرف الفرقة الأمنية المختصة خاصة بعد ثبوت وجود آثار عنف على جثة الهالك فإن الابحاث لم تتوصل الى الجاني وظلت القضية مسجلة ضد مجهول نظرا لضعف قرائن الإدانة لمن وجهت لهم التهمة. لكن تقول الأم المكلومة بعد اشهر من وفاة ابنها اعلمهم احد الشهود بهوية احد المورطين في هذه القضية الذي تسلل إلى منزل الهالك وعمد إلى رشه بالغاز bombe à gaz وهو ما اكد ما اتجهت إليه العائلة حول وجود حركة غريبة وضجيج فوق سطح الهالك كما لا تستبعد هذه العائلة أن يكون الجاني على علاقة بزوجة الضحية وهو ما يبرر سكوت ابنها إبان الاعتداء الأول الذي تعرض له وهو ما قد يفسر كذلك ارتباك الزوجة وإصرارها على أن وفاته كانت طبيعية رغم آثار العنف الواضحة التي كانت تحملها الجثة .