من بين العناوين الكبرى التي أثارت بعض الجدل في قائمة المدرّب الوطني نبيل معلول هي عودة القائد كريم حقّي لتعزيز النخبة الوطنية بعد مقاطعة اختيارية حاول من خلالها محترف «هانوفر» التنصّل من وطنيته والاكتفاء بما يحقّقه على الصعيد الأوروبي ضمن ناديه الألماني... حقّي الذي رفض في وقت سابق تلبية نداء الواجب والتواجد مع كتيبة النسور عاد بقدرة قادر إلى قيادة دفاع المنتخب بحصانة خاصة من المدرّب الوطني الجديد نبيل معلول الذي شدّد في وقت سابق على أن الظرف الحالي يتطّلب الاستنجاد بخدمات قيدوم المنتخب لاعتبارات عدّة منها قوّة شخصيته وقدرته على تأطير المجموعة بفضل الخبرة التي يكتنزها بين قدميه... الجميع انتظر من وراء هذه العودة أن يكون حقّي في مستوى الإنتظارات وأن يكون حمله لشارة القيادة حقّا مفروغا منه لا وصيّة متروكة على جنب تعهد له طواعية عندما يقرّر هو دون غيره العودة إلى المنتخب... حقّي الذي رفض في وقت سابق تمثيل المنتخب الوطني في النهائيات الإفريقية واختار التقاعد المبكرّ لدواع قيل إنّها شخصيّة بالأساس عاد من الباب الصغير ومردوده في مباراة السبت الفارط طرح أكثر من نقطة استفهام سيّما وانّ الآمال كانت من وراء هذه العودة كبيرة جدّا وعانقت في بعضها السراب... حقّي كان كعادته مصدر الخلل في دفاع المنتخب وبدا أن مفعول السنين نال منه فلم يعد حيويّا كما عهدناه في بداياته وتثاقلت خطواته بشكل مفضوح وحتى الهدف الوحيد الذي تلقتّه شباك بن شريفية كان سببه بهتة «العادة» لحقّي الذي أعاد إلى الذاكرة الهفوات الكبيرة التي ارتكبها في مشاركاته السابقة مع المنتخب وكيف كان عاجزا في مواجهة مهاجمين من الصنف الثاني ولعلّ ضربات الجزاء التي تسبب فيها أكبر دليل... كان أولى بمدرّب المنتخب الوطني منح الفرصة لبعض الأسماء الأخرى لتأثيث الخطّ الخلفي لدفاع المنتخب عوضا أن يستأثر كريم حقّي بهذه الثقّة وهو الذي يعيش بطالة كروية مع فريقه الألماني ولم تعد أسهمه كما كانت في السابق... أحيانا يكون الوازع الوطني و«القرينتة» وحبّ المريول دافعا للظهور بثوب الكبار وتقديم مستوى يليق بقائد لمنتخب وطني لكن من العسير جدّا على من نزع كلّ هذه الاعتبارات من قاموسه بالأمس القريب ان يستعيد ثوابته وتوازنه ويعيد لنفسه الاعتبار خاصة عندما يكون الأمر مجرّد تلبية لنداء «العشرة» وليس لنداء الواجب... بلال العيفة وشمس الدين الذوادي ورامي البدوي ومحمد علي اليعقوبي كلّها أسماء تبدو قادرة على حمل المشعل خاصة وأنّها في بداية الطريق ولم تشارف بعد على عتبة سنّ اليأس الكروي ولمن ينشد البناء لمرحلة الغد والتأسيس لمنتخب عتيد كان لزاما عليه البحث في كرة الحاضر وليس في دفاتر الزمن الجميل.