نظرت أول أمس الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرنبالية في قضية مقتل التلميذة هيفاء بسليمان والتي تورط فيها شاب وجهت له تهمة القتل العمد . تفاصيل هذه القضية انطلقت في شهر ماي 2012 عندما تعرف المتهم على الضحية أثناء حضوره لحفل زفاف أقيم بالمنطقة. ومنذ أن شاهدها أعجب بها كثيرا وأصبح يكن لها حبا جارفا فاعترف لها بإعجابه بها وتوطدت علاقتهما وأصبح يهاتفها بشكل مستمر ويلتقيها أمام محل سكناها وخاصة في ليالي رمضان إلى أن حلت السنة الدراسية وأصبح يلتقيها أمام المعهد الذي تدرس به. ومن فرط حبه الشديد لها فقد كان شديد الغيرة عليها مما خلق مشاكل كبيرة بينهما ساهمت في توتر الأجواء خاصة ان الضحية لم تكن تبادله نفس المشاعر بل كانت تلتقيه رغما عنها. وقد تقدم لخطبتها فلم تمانع عائلتها شريطة إتمام الزواج خلال سنة مع توفير مسكن لها. هذا الشرط كان من المستحيل على الجاني تحقيقه في فترة وجيزة لذلك وحتى لايخسر من أحب فكر في الهجرة إلى الخليج ففاتحها في الأمر وطلب منها انتظاره إلى حين عودته لكنها لم تقدم موقفا حاسما من الأمر لذلك قرر في يوم الواقعة التوجه إلى المعهد الذي تدرس فيه لملاقاتها واخذ موقفها النهائي من الأمر وحاول الدخول الى المعهد لكن مدير المعهد وناظره منعاه من ذلك. كما استنجدت الفتاة بوالدها الذي حل بالمكان وطلب منه عدم ملاقاة ابنته لكن إصرار الشاب على ملاقاتها كان كبيرا اذ نجح في التسلل إلى داخل المعهد وبدأ يبحث عن فتاته في أرجاء المكان إلى ان عثر عليها وسط المخبر فطلب منها أن توضح موقفها من سفره وان كانت ستنتظره. ونشبت بينهما مناوشة أخرج اثرها المظنون فيه سكينا كبيرة الحجم وسدد بواسطتها سلسلة من الطعنات إلى الفتاة ثم غادر المكان بعد أن تركها تسبح وسط بركة من الدماء. وحال التفطن اليها تم نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة غير انها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالمضاعفات الخطيرة للإصابات التي تعرضت لها. وتم إعلام السلط الأمنية وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الابحاث والتفتيش بالبحث في ملابسات الجريمة وأمكن حصر الشبهة في المظنون فيه فالقي القبض عليه. وباستنطاقه اعترف منذ أول وهلة بما نسب إليه وأفاد انه لم يقصد قتلها وانها استفزته بطريقة إجابتها وتجاهلها المفرط له فطعنها ولم يدرك حقيقة ما أقدم عليه الا عندما شاهدها تسبح وسط بركة من الدماء. وقد تمسك المتهم بأقواله هذ7ه في جميع مراحل البحث. وبإحالته على أنظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرنبالية وباستنطاقه من طرف القاضي أعاد أقواله السابقة وطلب لسان الدفاع من هيئة المحكمة عرضه على الفحص الطبي غير أن المحكمة رفضت المطلب وقد عبر المحامون أمس عن استعدادهم للترافع في القضية الا أن ممثل النيابة العمومية تقدم بطلبات لإدانة المتهم طلب على أساسها المحامون التأخير للاطلاع، فأجلت المحكمة القضية الى جلسة 29 أفريل القادم للحسم فيها.