نظمت أمس الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية ندوة صحفية سلطت خلالها الضوء على الأسباب التي دعتها لتوجيه نداء للجامعيين ونشطاء المجتمع المدني والمواطنين المحبين للحرية للمشاركة في التجمع المساند للعميد الحبيب الكزدغلي الذي سيلتئم اليوم على الساعة التاسعة صباحا أمام المحكمة الابتدائية بمنوبة، وذلك لمثوله اليوم وللمرة الخامسة أمام المحكمة في قضية اعتداء بالعنف وصفتها الجمعية بالمفتعلة. هذه الندوة التي أثثتها رابعة الكافي بن عاشور رئيسة الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية والسيد الحبيب الملاخ مؤسس الجمعية والسيد خالد النويصر الكاتب العام للنقابة الأساسية لكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة حضرها ممثل عن الجامعة الحرة ببروكسال وعن مركز العمل العلماني بنفس البلد وممثل عن الممضين على البيان العالمي لمساندة العميد الكزدغلي، وقد ساند جميع الحضور عميد كلية الآداب واعتبروا أن قضيته سياسية بدرجة أولى أريد من خلالها ضرب المؤسسة الجامعية باعتبارها مصدر كل ما هو حداثي. وفي هذا الإطار قال خالد النويصر إن قضية منوبة والأحداث التي جرت بها تزامنت مع بروز «تركيبة جديدة» في تونس. وأشار الى أن تلك الأحداث كانت بداية لما يمكن أن يقع في المجتمع التونسي ككل وأن مسألة النقاب ما هي الا بوابة لتغيير نمط مجتمع بأسره. وأكد خالد نويصر أن قضية منوبة عكست عدم التوافق بين الحكام الجدد والمطالب والشعارات التي نادت بها الثورة وهي الكرامة والحرية والشغل. وأن الاطار العام الذي انطلقت منه الأحداث يعكس أيضا عدم التوافق المذكور ذلك أن ضرب الجامعة هو ضرب لكل ما هو حداثي باعتبار أن الجامعة حاملة للحداثة ولحرية التعبير. وقال النويصر: تعرض الأساتذة للإهانة والتخويف وللانتهاكات وقدموا شكايات الى القضاء لكن القضاء لم ينصفهم ولم يستمع اليهم أصلا واستمع الى الطالبة وأدان العميد. وأضاف: استخلصنا العبرة من كل ذلك واستنتجنا أن الديمقراطية في بدايتها لا تكون كاملة بل تكون حاملة لاعاقات وعاهات وأن المجتمع المدني سيصحّح هذا المسار ولن يأخذ ذلك كثيرا من الوقت. من جهتها أكدت رابعة عبد الكافي أن هذه الندوة تتنزل في اطار فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي وتهدف الى استقطاب المدافعين عن الحريات الأكاديمية. مشيرا الى أن ظاهرة العنف التي عرفتها كلية منوبة والتي استهدفت الطلبة واطار التدريس تطورت لتصل الى حد التهديد بالقتل واستدلت على ذلك بمثال الدكتورة رجاء بن سلامة التي تلقت تهديدات بالقتل عبر الشبكة الاجتماعية «فايس بوك». كما أشارت رابعة عبد الكافي الى أن الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية كانت في بدايتها لجنة مساندة للعميد الحبيب الكزدغلي باعتباره أول من تعرض الى العنف السلفي ثم تحولت الى جمعية لما اتسعت رقعة العنف وطالت الاعلاميين والمثقفين والحقوقيين. في بيانها التضامني مع عميد كلية الآداب قالت الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية والائتلاف المدني ضد العنف ومن أجل الحريات والنقابة الأساسية لكلية الآداب بمنوبة وكل الجمعيات الممضية على البيان: ان الجمعيات التونسية والنقابات الممضية على هذا البيان لا يسعها في ظل هذا المناخ المتعفن الا أن تعبر عن قلقها أمام هذه التتبعات التي لا مبرر لها وتدعو السلطات الى التخلي عنها. وأضافت: وإذ تعبر عن ارتياحها للسير العادي لمحاكمة العميد الى حدّ الآن وإذ تجدد ثقتها في القضاء التونسي فهي تعتبر أن تأجيل القضية ليوم 28 مارس 2013 أي بعد أكثر من شهرين من الاعلان عن الدخول في المفاوضة يبعث على الحيرة بسبب الطبيعة السياسية بامتياز لهذا التأجيل وبسبب المخاوف من الاخلال بالقضية بسيرها العادي.