مثل واقع وآفاق العلاقة بين اعوان التراتيب والبلديات محور ورشة عمل نظمتها الغرفة الفتية العالمية بالمنستير يوم الخميس بفضاء مسك الليل بمارينا المنستير، تحت اشراف الحبيب ستهم والي المنستير ومختار الهمامي مدير عام الجماعات المحلية بوزارة الداخلية وبحضور ممثلي بلديات ولاية المنستير وممثلي عدد من الاحزاب السياسية والمنظمات ومختلف مكونات المجتمع المدني. اكدت هدى بورقيبة رئيس الغرفة الفتية العالمية بالمنستير ان اللقاء يعد بادرة من الغرفة للوقوف عند مشاكل البلديات وتفشي ظاهرة الانتصاب والبناء الفوضويين جراء غياب الرؤية في العلاقة بين الشرطة البلدية والبلديات. وقالت ان اعضاء الغرفة الفتية العالمية بالمنستير قاموا بزيارات ميدانية ل31 بلدية بولاية المنستير حيث تبين ان المشكل يكمن اساسا في فراغ ادارة الشرطة البلدية وصعوبات في التصدي لظاهرتي الانتصاب والبناء الفوضويين. وأقرّ مختار الهمامي مدير عام الجماعات المحلية ان هناك مشكل يكمن في عدم قابلية تطبيق منشور عدد 32 الخاص بالتراتيب البلدية مبيّنا ان ادارته بصدد اعداد منشور جديد سيتم تفعيله قريبا مؤكدا انه يشارك في اللقاء الذي تنظمه الغرفة الفتية العالمية بالمنستير بهدف مزيد الاستماع الى مشاكل البلديات وخاصة توضيح العلاقة بين الشرطة البلدية والبلديات ليكون فيها انسجام في التعاون للقضاء على البناء وانتصاب الفوضويين وتطبيق قرارات الهدم.. وقد ثمّن الهمامي دور المنظمات ومختلف مكونات المجتمع المدني في دعم العمل البلدي والوقوف جنبا الى جنب الى البلديات لمعالجة المشاكل والبحث عن الحلول الكفيلة التي من شأنها أن ترتقي بمستوى عيش المواطنين. وفي سياق متصل اوضح الهمامي لوسائل الاعلام ان قرابة 19 بلدية بولاية المنستير ستصلها قريبا اليات ومجرورات من ضمن الهبة التي وصلت إلى تونس من دولة تركيا لدعم الجماعات العمومية المحلية ببلادنا. الانتصاب الفوضوي وفي جلسة عمل مسائية، نظمت الغرفة الفتية العالمية بالمنستير ورشة عمل حول تفاقم ظاهرة الانتصاب الفوضوي مما شوه المنظر العام على حد تعبير الملاحظين من سكان المدينة ومن مختلف مكونات المجتمع المدني. وقالت هدى بورقيبة ان تحقيق ميداني وعملية إحصاء أمنها شباب الغرفة تبين وجود قرابة 60 منتصبا فوضويا بمدينة المنستير قرب المناطق الحيوية على غرار القباضة المالية والمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير والسوق البلدي بالمدينة. واضافت ان الباعة المتجولين والمنتصبين فوضويا جلهم قادمين من مناطق خارجية عن ولاية المنستير. وفي استطلاع لاراء المنتصبين حول امكانية الامتثال لقرارات البلدية بتحويلهم الى اماكن مهيأة، قالت هدى بورقيبة ان 40 في المائة منهم قبل الفكرة ورفض الباقون الانتقال بتعلة تضرر تجارتهم وتراجع مداخيلهم عند الابتعاد عن الحركية وسط المدينة. وقال علي مزالي رئيس النيابة الخصوصية لبلدية المنستير ان البلدية سبق ان اقترحت تهيئة فضاءات واكشاك للباعة المتجولين بالسوق الاسبوعية الا انه لم ينفذ بسبب غياب الشرطة البلدية. وقد جدد رئيس النيابة الخصوصية تعهد البلدية بتطبيق المقترح في ظرف 15 يوما شرط ان تلتزم الشرطة البلدية بتنفيذ قرار ازالة مختلف اشكال الانتصاب الفوضوي وسط المدينة مع تمكين الباعة المتجولين من مجانية استغلال الاكشاك طيلة سنة كاملة. واضاف مزالي ان البلدية تسعى للتنسيق مع بعض الهياكل والجمعيات التنموية لتوفير قروض صغرى للباعة المتجولين لتطوير تجارتهم وضمان هامش من الربح. وقد أجمع الحضور ان مقاومة ظاهرة الانتصاب الفوضوي مسؤولية جماعية تستدعي تظافر جهود الجميع من بلدية وشرطة بلدية ومكونات المجتمع المدني لاخذ قرارات حاسمة وتطبيقها بهدف المحافظة على جمالية المدينة من مظاهر الفوضى وتناثر الفواضل في كل ركن.