إنتصار صعب وثمين ذلك الذي حققه أبناء المدرب مختار العرفاوي على حساب مستقبل المرسى في الدقائق الأخيرة من المباراة بما أعاد الثقة في تحقيق البقاء دون اللجوء إلى مباراة «الباراج» رغم أن الفريق سيكون على موعد خلال الجولة الأخيرة مع مقابلة فاصلة عندما يستقبل منافسه المباشر ترجي جرجيس في مواجهة ستحسم ورقة البقاء...هذا الفوز أكد قوّة العزيمة والتشبث بالأمل رغم أن مصير الأولمبي الباجي كان رهين نتيجة مباراة ترجي الجنوب والنادي البنزرتي التي أعطت الباجية فرصة ثمينة لتحقيق البقاء وتدارك ما فات طيلة موسم مليء بالتقلبات والمصاعب. «العرفاوي» تدارك في الوقت المناسب خلال الفترة الأولى من اللعب لم يتمكن الأولمبي الباجي من فرض آدائه على منافسه وظهرت عديد النقائص خاصة على مستوى منطقة وسط الميدان التي نجح أبناء المدرب «بوشار» في السيطرة عليها في ظلّ الأداء الباهت لبعض العناصر وبصفة خاصة الثنائي «تاب قاي» وحسين جابر الذي بدى متثاقلا ولم ينجح في تسريع الهجمة وتمرير الكرات اللازمة لثنائي الخط الأمامي محمد السليتي وعلاء الدين عباس...وأمام هذه الوضعية تحرك المدرب مختار العرفاوي الذي تواجد على المدارج وأعطى تعليماته للقيام بالتغييرات اللازمة حيث أخذ الكامروني «فرانك إيسمبا» مكان «قاي» وبعده بدقائق دخل سليم المهذبي بديلا لحسين جابر فتغيرت المعطيات على الميدان ورأينا هيجانا هجوميا لزملاء محمد السليتي حيث تتالت فرص التهديف وتمكّن الفريق من العودة في النتيجة وتحقيق الفوز رغم إهدار ضربة جزاء قبل 5 دقائق من نهاية المباراة. بصمة الدكتور «بن ونيس» رغم البداية الصعبة وعجز الأولمبي الباجي عن فرض سيطرته على منافسه مستقبل المرسى فقد نجح الفريق في التدارك وإنهاء المقابلة بالسرعة المطلوبة حيث حسم نتيجة اللقاء في الدقائق الأخيرة ولم يتأثر أبناء المدرب مختار العرفاوي بالضغط المسلّط وتأخرهم في النتيجة وحافظوا على حضورهم البدني إلى آخر لحظات المواجهة بما يؤكد قيمة العمل البدني الذي ينجزه المعد البدني للفريق الدكتور عمر بن ونيّس الذي أثبت حنكة كبيرة وكفاءة عالية في العمل منذ عودته إلى حضيرة النادي...بن ونيس يعتبر أحد أبرز الكفاءات التونسية في مجال الإعداد البدني بفضل محصوله العلمي وهو المتحصّل على الدكتوراه في أكثر من إختصاص في العمل الرياضي والبدني على غرار الدكتوراه في فيزيولوجيا الرياضة والدكتوراه في فيزيولوجيا تنشيط العضلات كأستاذ محاضر في الجامعة التونسية نهائي جديد مباراة الجولة الأخيرة التي ستجمع الأولمبي الباجي بمنافسه المباشر ترجي جرجيس في ملعب باجة ستكون بمثابة نهائي أسفل ترتيب المجموعة الأولى بما أن هذه المواجهة ستؤكد بقاء أحد الفريقين وترسل الثاني منطقيا للعب مباراة «الباراج»...الأولمبي الباجي الذي سبق له أن لعب نهائي الكأس في أربعة مناسبات يعرف جيدا ما تستدعيه هذه المواجهات الحاسمة من تحضير نفسي وتكتيكي وما تتطلبه من توفير لعوامل النجاح وإلتفاف كافة الأطراف حول الفريق وتوفير الأجواء الملائمة للرفع من معنويات اللاعبين وتمكينهم من الإحاطة اللازمة لتخفيف الضغط وتوفير الحوافز المادية والمعنوية...كما سبق للأولمبي الباجي في موسم 2000/2001 أن لعب مباراة حاسمة في سباق البطولة عندما كان مطالبا بالفوز لتحقيق البقاء على حساب جمعية جربة في ملعب باجة فكان له ما أراد عندما تألق المهاجم الحالي للفريق محمد السليتي...فهل يجدد الأولمبي الباجي العهد مع التألق في المباريات القادمة؟ «يكن» يغيب عن مباراة الموسم بعد تلقيه لإنذار في المباراة الأخيرة هو الثالث في رصيده تأكد غياب المدافع المحوري بلال يكن عن لقاء الجولة الأخيرة الحاسمة أمام ترجي جرجيس وهو ما سيترك فراغا في الخط الخلفي لما يتمتع به يكن من إمكانيات وخبرة...والأكيد أن الإطار الفني سيعمل على توفير الحل المناسب بالتعويل على خدمات محمد أمين عمامي القادر على المحافظة على صلابة الخط الخلفي بالتعاون مع قائد الفريق نضال النفزي.