نظرت احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الجمعة الفارط في جريمة محاولة قتل نفس بشرية عمدا تعرض لها شاب على يد احد أجواره عمد الى طعنه ب«آلة حادة» على مستوى صدره وقضت المحكمة بإدانة المتهم وسجنه مدة 15سنة . وتفيد وقائع هذه القضية التي جدت في شهر أوت 2012 ان احد مراكز الأمن تلقى من احد المستشفيات بالعاصمة اشعارا موضوعه تعرض شاب إلى الاعتداء بواسطة آلة حادة على مستوى صدره ويديه وان حالته الصحية خطيرة فتحولت دورية أمنية على عين المكان لكن تعذر سماع أقوال المتضرر بسبب حالته الصحية الحرجة حيث خضع لعملية جراحية دقيقة وتم الاحتفاظ به تحت العناية الطبية المركزة. في المقابل تبين من التحريات المجراة ان المتضرر خرج لإجراء اتصال هاتفي أمام منزله في الأثناء مر الجاني من المكان و تولى مباشرة توجيه عبارات منافية للاخلاق للمتضرر الذي تجاهل استفزازاته درءا للمشاكل لكن ردة فعل هذا الأخير لم ترق للجاني الذي ازداد حنقا من لامبالاة غريمه فتقدم منه وسدد له طعنة على مستوى صدره فسقط أرضا وأطلق صرخة مدوية فخرج والده لاستجلاء الأمر وأسرع لفض النزاع وجذب ابنه للداخل لتطويق الخلاف لكنه فوجئ بالجاني يحاول اقتحام المنزل لمواصلة الاعتداء على ابنه ونجح في اصابته مجددا على مستوى يده بسكين كبيرة الحجم. وقد بادر الأب بإسعاف ابنه و ذلك بنقله على جناح السرعة إلى المستشفى وقد كان لتدخله الفضل في نجدة المصاب من موت محقق. وبناء على هذه المعلومات كثف أعوان الأمن مجهوداتهم ونجحوا في التوصل إلى مكان اختفاء المظنون فيه والقبض عليه وحجز أداة الجريمة وباستنطاقه اعترف بما نسب إليه مفيدا ان خلافا نشب بينه وبين المتضرر قبيل الجريمة سببه رفض المتضرر إعارته ملابسه التي يحتاجها لحضور مناسبة عائلية الامر الذي حز في نفسه وأشعره بالمهانة والفقر فعزم على الانتقام منه وتوفرت له الفرصة يوم الواقعة اذ نشب خلاف بينهما لما كان هذا الأخير أمام منزل عائلته فاخرج الجاني سكينا وطعن بها المتضرر على مستوى صدره وانتابته حالة هيجان جعلته يحاول اقتحام منزل غريمه وتجديد الاعتداء عليه مضيفا انه لم يكن في وعيه زمن الجريمة. وقد أعرب عن ندمه وأكد أن نيته لم تكن متجهة أساسا إلى إزهاق روحه. واثر ختم التحريات معه احيل المتهم على انظار احدى الدوائر الجنائية لمقاضاته من اجل ما نسب إليه وبسماعه من طرف القاضي تمسك بأقواله السابقة وأكد ان نيته لم تنصرف الى قتل الضحية بل إلى تأديبه، في المقابل التمس لسان الدفاع من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله واعتبار الأفعال المنسوبة لموكله من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد وليس محاولة القتل . المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم مدة 15سنة وارتأت عدم تغيير نص الإحالة وكيفت الأفعال التي أقدم عليها الجاني بمحاولة القتل استنادا إلى موطن الاصابة وما سبق الجريمة من عزم وتخطيط على الانتقام.