نص "برونتو قاقا" للجامعية والمسرحية نضال قيقة كتب سنة 2008 عن أحداث الحوض المنجمي بقفصة، طوعته رؤية المخرج العراقي مهند هادي ضمن تظاهرة "النص المسرحي العربي المعاصر" ليقدم عروضه أيام 21و22و23 فيفري الحالي بفضاء التياترو ويوم 2 مارس بالمركز الثقافي نيابوليس بنابل. مزج التجربة المسرحية العراقية بمثيلتها التونسية في"برونتو قاقا"، لم يكن في صالح النص التونسي الهوية والأداء، حيث ظهر تباين واضح بين رؤية المخرج الإبداعية - رغم جماليتها وتفردها مقارنة بأعمال عراقية وعربية أخرى – وبين النص والأداء التونسي في هذا العمل فمشاهدتنا لعرض"برونتو قاقا" جعلنا نشعر بمسافة بين المخرج وممثلي عمله.. فأغلب المشاركين في هذا العمل جسدوا أدوارهم بحرفية وتمكن من أدواتهم الفنية وبالتالي فعدم الشك في مواهبهم يقودنا ضرورة للتساؤل عن الإضافة التي قدموها في هذا التعاون بين مدرستين في المسرح تختلفان من حيث التجارب والخصوصية. وفي مقارنة بين أعمال مهند هادي السابقة على غرار"حضر تجوال" والتي عرضت في تونس ضمن إحدى دورات أيام قرطاج المسرحية وبين عمله "برونتو قاقارين" نلحظ الفرق بين أداء الممثلين العراقيين في مسرحياته وبين أداء التونسيين لنص نضال قيقة.. فاللوحات المشهدية ل"برونتو قاقا" تعكس هنات في أداء الممثلين إذ لا يقدمون أقصى ملكاتهم في الدور رغم أنهم كانوا متألقين في أعمال محلية أخرى. ولعّل صعوبة اللهجة التونسية والمدرسة المختلفة، التي ينتمي لها الممثل التونسي تعد من العوائق التي اعترضت مهند هادي في تجربته مع "برونتو قاقا" كما كانت محاولته تحين نص نضال قيقة وافتتاحه وختمه بعبارة "ديقاج" - التي تحيل في رؤية أشقائنا العرب والدول الغربية على الثورة التونسية- في غير محلها بل صارت مستهلكة بالنسبة لجمهور تونسي يدرك جيدا ما حدث في الحوض المنجمي وغير منصفة لكاتبة العمل التي تميزت بتقديمها لأعمال ملتزمة منذ بداياتها مع المسرح الوطني. عدم تميز العرض"برونتو قاقا" مقارنة بالعملين الآخرين المشاركين في تظاهرة "النص المسرحي العربي المعاصر" "هللو يعني مرحبا "من لبنان و"باباي جيلو" من فلسطين لا يقلل من قيمة المشاركين به ولكن خيار مزج التجربة العراقية بأخرى تونسية مختلفة من حيث السمات لم تقدم توليفة فنية مستساغة بالنسبة لرواد التياترو خصوصا من أهل المهنة رغم مكانة المخرج مهند هادي بين أبناء جيله من المسرحيين العراقيين وتفرد تجاربه. تجدر الإشارة إلى أن عرض"برونتو قاقا" يعكس حالات إنسانية متصارعة ومتناقضة في مواقفها من اندلاع حرب أهلية قد تقود البلاد للهاوية: فهل يناضلون أم يهربون؟ جسد أدوار العمل مجموعة من الممثلين التونسييم من بينهم منى تلمودي وحاتم القروي في انتاج لفضاء التياترو.