عقد امس المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية ندوة صحفية بنزل «المشتل» بالعاصمة تحت شعار «هيكلة جديدة من اجل تفعيل البحث واستشراف المستقبل» للحديث عن المعهد بين الماضي والحاضر (في سياق الثورة). وحضر هذه الندوة «طارق الكحلاوي» المدير العام للمعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية وعضو المجلس الوطني التأسيسي عن كتلة «المؤتمر من اجل الجمهورية», الذي اكد ان الرئيس الاسبق «بن علي» استغل المعهد لقضاء مصالحه الشخصية وخدمة اجندات حزبية ضيقة لا تمت للوطنية بصلة مضيفا ان التقارير التي ينشرها المعهد تكون سرية وغير متاحة للعموم ما عدا المؤسسات الرسمية . وكشف الكحلاوي عن بعض الوثائق والمراسلات السرية التي تم العثور عليها تثبت توجه احد وزراء بن علي الى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وتشجيعه للسير على هذا المنوال قائلا: «احد الوزراء راسل بن علي يطلب منه استغلال مشاركة اسرائيل في قمة المعلومات كبادرة للتطبيع معها عملا بمقولة «رب ضارة نافعة» ...» مضيفا: «طلب احد مديري المعهد السابقين في مراسلة لبن علي مده بقائمة الاحزاب التي سيرخص لها ويعطيها الصفة القانونية للنشاط قصد ضرب احزاب وجهات اخرى ...». وأوضح الكحلاوي ان العديد من الوثائق السرية ستكون في ايدي المختصين للبحث فيها والتقصي وفق ما تقتضيه متطلبات العدالة الانتقالية مضيفا: «ان المعهد كان يوظف لخدمة النظام الاستبدادي ويحضر البرنامج الانتخابي لبن علي ...» كما تحدث الكحلاوي عن ظاهرة الفساد التي عششت في المعهد منذ تأسيسه مبرزا ان احد المديرين العامين السابقين يتقاضى 90 الف دينار سنويا مع العلم ان ميزانية المعهد لا تتجاوز 400 الف دينار... وأشار الكحلاوي الى ان المعهد هو مؤسسة عمومية تشرف عليها رئاسة الجمهورية وتأسس سنة 1993 مضيفا ان الندوة الصحفية جاءت بعد الانتهاء من انجاز بعض الدراسات التي سيتم ارسالها إلى الرئاسات الثلاث «الحكومة ورئاسة الجمهورية والتأسيسي ...».