قضت احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد الجمعة الفارط بسجن كهل مدة عشرين سنة من اجل تهمة القتل العمد والتي ذهب ضحيتها شاب دون ذنب يذكر اذ تعرض الى طعنة بسكين على مستوى صدره ورغم محاولة اسعافه فإنه لفظ انفاسه الاخيرة متاثرا بالمضاعفات الخطيرة للاصابة التي تعرض لها. وتفيد تفاصيل هذه الجريمة التي جدت في شهر سبتمبر 2012 ان نزاعا نشب بين الجاني ومرافق الضحية على اثر طلب هذا الأخير من القاتل الذي كان بحالة سكر مطبق الكف عن التلفظ بفاحش القول لكنه لم يكترث له وتمادى في غيه واحتد النقاش وانتهى بمغادرة الهالك ومرافقه المكان درءا للمشاكل. لكن الجاني التحق بهما وتولى طعن مرافق الضحية على مستوى رجله بواسطة آلة حادة عندها تدخل الضحية للدفاع عن صديقه ومنع وقوع كارثة لكن الجاني لم يمهله الفرصة وباغته بطعنة على مستوى صدره فامسك موطن الإصابة وسار بضع خطوات ثم سقط أرضا يتخبط في دمائه فيما تحصن الجاني بالفرار. وقد نقل المتضرر إلى أحد المستشفيات لتلقي الإسعافات غير انه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها والتي تسببت في نزيف دموي حاد. ومباشرة اثر إعلام السلط الأمنية بالجريمة تحولت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة من قبل ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد وحاكم التحقيق ثم أذن بعرضها على الطب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بسيدي بوزيد بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات اتجهت الشبهة نحو المظنون فيه وأمكن لأعوان الفرقة في ظرف وجيز إلقاء القبض عليه وباستنطاقه اعترف بما نسب إليه وبرر فعله الإجرامي بحالة السكر المطبق التي كان عليها وبأن نيته لم تكن متجهة إلى إزهاق روح الضحية بل ان المستهدف كان رفيقه الذي أهانه أمام الملء فعزم على الانتقام منه. باستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل القتل العمد ثم بعد ختم التحريات معه احيل على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد. وبالتحرير عليه من طرف القاضي تمسك باقواله السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الامكان لانه لم يكن في وعيه زمن اقتراف الجريمة. المحكمة بعد المفاوضة قضت بالحكم المضمن أعلاه.