وقائع هذه القضية التي تعود أطوارها الى تاريخ 25جوان 2011 والتي نظرت فيها احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة انطلقت على اثر ورود إعلام الى مركز الأمن بقفصة من القسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان بالمكان موضوعه قبول جثة شاب تحمل آثار عنف. فتحولت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقفصة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة ,فيما عهد لفرقة الابحاث والتفتيش البحث في ملابسات الجريمة بمقتضى انابة صادرة في الغرض عن قاضي التحقيق المختص وبانطلاق الابحاث تم سماع أقوال والدة الضحية التي أفادت انه في يوم الواقعة وفي حدود الساعة الثامنة ليلا وبينما هي بالمنزل أعلمتها ابنتها ان شقيقها بصدد التشاجر مع احد الشبان فهرعت لاستجلاء الأمر فشاهدت شابا يطارد ابنها وبيده عصا وسكينا ثم شاهدت ابنها يسقط أرضا فتقدمت نحو المعتدي للومه غير انه اعتدى عليها بالعصا فأطلقت عقيرتها بالصياح طالبة النجدة فهرع الجميع نحوها وقاموا بنقل المصاب إلى المستشفى لكن المنية لم تمهله ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. واعتمادا على تصريحات الأم توجهت أصابع الاتهام نحو المظنون فيه فتم القبض عليه. وباستنطاقه اعترف بما نسب إليه وصرح انه في يوم الجريمة كان في طريق العودة الى المنزل رفقة شقيقه فوجد الهالك بالحي بصدد معاقرة الخمر وبحكم علاقة الجوار التي تجمعهما جلس بجانبه وواصل معه شرب الخمر فيما دخل شقيقه المنزل وأثناء تجاذب أطراف الحديث سأله المجني عليه عن هاتفه الجوال الذي افتقده منذ مدة ثم بدون أسباب تذكر تلفظ نحوه بألفاظ منافية للاخلاق وعمد الى الاعتداء عليه بالعنف كما افتك منه قبعته وجمازته ونعله ثم عاد الى منزله فيما رجع المتضرر بدوره الى محل سكناه فشاهد شقيقه –المظنون فيه –آثار العنف بادية على وجهه فخرج للوم الضحية واستفساره عن سبب اعتدائه عليه وكان متسلحا بسكين فوجد الهالك بدوره حاملا لسكين لوح بها في وجهه وحاول الاعتداء عليه غير انه نجح في تلافيها مرتين وسدد بدوره طعنة لغريمه استقرت بصدره فشاهده يسقط أرضا فيما تحصن هو بالفرار وقد أفاد هذا الأخير ان نيته لم تكن ازهاق روح الضحية بل تأديبه فحسب لأنه عنف شقيقه وافتك منه أغراضه وقد أثبتت التحريات تورط شخصين آخرين في المعركة التي أسفرت عن الجريمة فتم القاء القبض عليهما واعترفا بدورهما بما نسب إليهما وبررا ضلوعهما في الجريمة بحالة السكر المطبق التي كانا عليها. وبعد ختم التحريات احيل المتهمون على أنظار القضاء من أجل جريمة القتل العمد والمشاركة في ذلك بالنسبة للشريكين. وبالتحرير عليهم من طرف القاضي تمسكوا باقوالهم السابقة واكدوا ان المجني عليه هو الذي كان وراء هذه الجريمة كما اكد المتهم الرئيسي ان نيته لم تكن ازهاق روح الهالك بل انه طعنه بطريقة عشوائية دون تحديد لموطن الإصابة. أما دفاع المتهمين فقد طلب من هيئة المحكمة التخفيف عنهم قدر الامكان. المحكمة بعد استقراء الادلة وماديات الجريمة اعتبرت ان المظنون فيه الرئيسي تعمد ازهاق روح الضحية وذلك من خلال تسلحه بسكين وكذلك موطن الاصابة الذي كان بمكان حساس من جسده واعتبرت ان العلاقة السببية بين الفعل المادي والنتيجة الإجرامية وهي القتل متوفرة وبناء على ذلك قضت بسجن هذا الأخير مدى الحياة و20سنة لكل من شريكيه.