تعاني منطقة المأمونية السياحية التابعة لمعتمدية قليبية من الانعكاسات الضارة لمصب الفضلات العشوائي المتكون حديثا بالجهة من أكوام القمامة المنزلية أو تلك الناتجة عن فواضل المحلات والمطاعم والمساحات التجارية الكبرى وفضلات حضائر البناء والتي تم التخلص منها بصفة عشوائية محاذاة التجمع السكني والمنطقة السياحية والشاطئ مما مثل مصدر اختناق لمتساكني المنطقة ولزوارها من طالبي الراحة والاستجمام ومن السياح والتونسيين بشكل يثير الاشمئزاز. بسبب ما ترتب عن الوضع من روائح كريهة وحشرات. موقع المصب وسط هذه المنطقة السياحية أصبح يزعج أصحاب المحلات والمقاهي والإقامات السياحية والنزل بشكل خاص نظرا إلى أن العديد من اصحاب الوحدات الصناعية المتخصصة في تحويل السمك تتعمد التخلص من فضلاتها بهذا المصب مما نتج عنه روائح كريهة لا يمكن تحملها بالإضافة إلى تكاثر الحشرات من ذباب وناموس مما نفر السياح والوافدين من المنطقة. هذا الوضع دفع المستثمرين بالجهة إلى التوجه إلي رئيس بلدية قليبية وطالبوه بحل سريع لهذه الأزمة إلا أن البلدية لم تستجب بالسرعة والنجاعة المطلوبة واكتفت بالوعد بإقرار إجراءات فورية لرفع الفضلات وتعيين حارس على المنطقة وإنذار أصحاب المصانع بالكف عن تصريف فضلاتهم الصناعية بالمنطقة المذكورة. إن مصب «المأمونية» لا تقتصر أضراره على الروائح والحشرات والمنظر غير الحضاري بل يتجاوز ذلك ليكون مصدرا لتلويث البيئة ويهدد المائدة المائية نظرا لقربه من الشاطئ مما قد يكون له انعكاسات سلبية ومدمرة على الغطاء النباتي والحيواني والبشري. لذلك فان انتهاج أسلوب الإمهال والمماطلة في اتخاذ الإجراءات السريعة بالنسبة لهذا المشاكل البيئية الخطيرة لم يعد مقبولا خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة مما قد يعمق الإشكال الذي لا تعاني منه منطقة المأمونية بل مدينة سليمان أيضا تعاني من تضخم مصبها البلدي الذي زحف على المنطقة الرطبة المحاذية له مما تسبب في تلوث كبير بالجهة المتاخمة للمنطقة السياحية.