«تآكل الطبقة الوسطى في تونس ...الأسباب والتداعيات «هو عنوان الندوة الصحفية التي نظمها أمس المرصد الوطني «إيلاف لحماية المستهلك والمطالبين بالضريبة» بحضور مجموعة من الأساتذة والخبراء الإقتصاديين ومن ضمنهم نضال الشيخ وفتحي النوري وزكية الصافي وراضي المدب ومعز الجودي 'وكذلك جلال الدين بن رجب مدير المعهد الوطني للإحصاء ونورالدين حشاد عن مؤسسة حشاد. وقال نضال الشيخ خبير إقتصادي مختص في التنمية البشرية ان الطبقة الوسطى في تونس أصبحت مهددة وهو ما قد ينجر عنه تآكل واضمحلال هذه الطبقة ان لم يتم الإسراع بجملة من الحلول. وكشف « نضال الشيخ» انه خلافا للإحصائيات الرسمية فإن الطبقة الوسطى حسب تقديره الشخصي كباحث مختص في التنمية البشرية هي بين 70 و75 بالمائة بإحتساب الطبقات الوسطى السفلية والعليا. واشار الى انه حسب منهجية البنك الإفريقي للتنمية فإن الطبقات المتأرجحة التي قد ترتّد الى خط الفقر هي تلك التي ينفق أفرادها يوميا من 2 إلى 4 دولارات أي حوالي 5 دنانير يوميا، ومن 4 إلى 10 دولار يوميا تسمى الشريحة السفلى للطبقة المتوسطة وأن من ينفق من 10 إلى 20 دولارا محسوب على الشريحة العليا للطبقة المتوسطة. وأكد « نضال الشيخ» ان عديد الأسباب تهدد اليوم الطبقات الوسطى ومنها الأسباب التربوية و الصعوبات التي تعيشها الصناديق الإجتماعية الى جانب دوّامة التضخم، مشيرا إلى انه في ظل إرتفاع الأسعار و الركود الإقتصادي فإن مختلف هذه العوامل قد تؤدي الى التوترات الإجتماعية وقد تكون وراء تدهور القدرة الشرائية للطبقات الوسطى. وقال الشيخ أن نسبة التداين الأسري في حدود 55 و60 بالمائة وأنه من شأن هذا الأمر ان يؤدي الى المزيد من الضغوط، هذا بالإضافة الى مشكلة التشغيل غير المهيكل والذي يقوم على غياب التغطية الاجتماعية والتي تحرم الصناديق الإجتماعية من مساهمات هي في أمس الحاجة إليها. من جانبه قال الشيخ أن مسألة مراجعة صندوق الدعم وتوجيه الدعم الى الفقراء فقط من شأنه الإضرار بالفئات المتوسطة لأن منظومة الدعم هي بالأساس للطبقة المتوسطة وقال انه في صورة التفكير في إرساء إصلاحات تقوم على الفكر الأحادي ستكون النتيجة كارثية لأن الجباية متأتية بالأساس من الطبقات المتوسطة. من جانبه قال «جلال الدين بن رجب» مدير المعهد الوطني للإحصاء ان نسبة الفقر في تونس بلغت 15٫5 بالمائة في 2010 وان الفقير هو الذي لا يتمكن من تغطية الحاجيات الأساسية مشيرا الى ان نسبة الفقر يمكن تحديدها حسب الحريرات التي يستهلكها الفرد وهو ما يعبر عنه بالفقر الغذائي مشيرا الى ان التغذية تختلف حسب الشرائح الإجتماعية وأن ميزانية التغذية تقدر لدى الأسر التونسية بنحو 30 بالمائة . وأكد ان العائلات التي لديها مدخول في حدود 500 دينار شهريا تعتبر في مستوى خط الفقر. أما «عبد الجليل الظاهري» رئيس المرصد الوطني «إيلاف» فقد أكد أن هناك جملة من المعطيات ستكون لها إنعكاسات إجتماعية على تركيبة الطبقة الوسطى في تونس، وقال ان الطبقة الوسطى تراجعت في تونس بنسبة قدرت ب11 بالمائة، مضيفا أن الطبقة الوسطى ضمانة للإقتراض الدولي وللإستثمار الأجنبي وهي محرك أساسي للإستهلاك . واعتبر «الظاهري» انه أمام الإنفلات الحاصل على مستوى الأسعار وأمام إرتفاع مؤشر التضخم والعجز في ميزان الدفوعات وفي ظل عجز الصناديق الاجتماعية وآليات الدعم فإن مختلف هذه المؤشرات ستساهم في تراجع الطبقة الوسطى. وقال أن صندوق الدعم وبحلول سنة 2014 سيكون مجبرا على التخلي عن 28 بالمائة من قيمة الدعم وهو ما قد يؤدي الى انزلاق الطبقات الوسطى نحو الفقر . وتجدر الإشارة الى ان تونس تحتل المرتبة الأولى إفريقيا من حيث نسبة الطبقة المتوسطة بها.