أكد نضال الشيخ الخبير الاقتصادي والمختص في التنمية البشرية أن تونس تحتل المرتبة الأولى افريقيا من حيث نسبة الطبقة الوسطى التي تمثل 50 بالمائة، والتي هي اليوم بدأت تتآكل وتتلاشى بسبب العديد من الظروف والتحولات التي أصبحت تهدد استقرار هذه الطبقة. وجاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمها المرصد الوطني إيلاف لحماية المستهلك والمطالبين بالضريبة اليوم السبت 20 أفريل حول ''تآكل الطبقة الوسطى في تونس... الأسباب والتداعيات ''، بحضور العديد من الخبراء الاقتصاديين وعلم الاجتماع وكذلك الرئيس المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء. وفسر الخبير الاقتصادي نضال بالشيخ أسباب تراجع استقرار الطبقة الوسطى في تونس والأخطار التي تهددها بدوامة التضخم التي لها آثار كارثية على مستوى المعيشة ، وتدهور النظام التعليمي وعدم التوازن في توزيع المداخيل بالإضافة إلى تزايد الضغوط من جهة التداين الأسري. وأكد فتحي النوري الأستاذ في الاقتصاد بالجامعة التونسية أن تونس تتميز بالطبقة الوسطى في العالم العربي والإفريقي، نظرا إلى الامتياز الذي تتصف به هذه الطبقة ويلعب دورا مهما جدا في تحديد هوية البلدان والشعوب وهو يرجع إلى مدى توسيع الطبقة الوسطى. وبين النوري أن الطبقة الوسطى مفهوم سياسي قبل أن يكون اقتصادي باعتبارها الوسيط بين رأس المال والعمل، مشيرا إلى أن هذه الطبقة تتكون من جماعتين الأولى تتمثل في التجار وأصحاب الشركات الصغيرة والذين لا يؤهلهم دخلهم للانضمام لذوي النفوذ والجاه في الحياة السياسية، أما الثانية فهي الجماعات المختلفة من مهنيين مختلفين، لذلك تمثل هذه الطبقة العمود الفقري وصمام الأمان للمجتمع، على حد قوله. من جهته قال مصطفى النصراوي المختص في علم النفس الاجتماعي أن توازن المجتمع يرتبط كثيرا بالطبقة الوسطى لأنها منزلة بين منزلتين في التعريف الاجتماعي وهي تحب العمل وتقبل على التربية والتعليم بشكل متزايد على عكس الطبقات الفقيرة التي تعتبره غير مجدي. وشدد النصراوي على أن الطبقة الوسطى هي محرك أساسي للحياة الاقتصادية والاجتماعية، وهي في تونس قد تطورت منذ السبعينات حتى أنها وصلت في بعض الفترات إلى نسبة عالية قدرت ما بين 75 و80 بالمائة.