وسط أجواء احتفالية امتزجت خلالها ألوان الراية الوطنية بألوان الحزب، أشرفت أمس مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري على اجتماع شعبي بمنطقة المروج من ولاية بن عروس بحضور مجموعة من قياديي الحزب مثل فوزي عبد الرحمان والشاذلي الفارح وأعضاء مكتب المروج وممثلين عن «الجبهة الشعبية» و«التحالف الديمقراطي». وشهد اللقاء حضور مجموعة هامة من المواطنين خاصة من الشباب والنساء الذين رفعوا شعارات يطالبون من خلالها بالكشف عن قاتل شكري بلعيد وبالحرية والكرامة والتشغيل هاتفين سوية «حرية حرية عدالة اجتماعية» و«يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح» و«يا شهيد يا شهيد على دربك لن نحيد». وأكدت مية الجريبي أن هذا الاجتماع الذي يحمل شعار «واجب تونس يجمعنا» يتنزل في اطار التواصل مع المواطنين والاستماع الى مشاغلهم وهمومهم أساسا، قائلة: «ان مفهوم الحزب الجمهوري للعمل السياسي هو التواصل مع المواطن وليس الاكتفاء بالبيانات المغلقة والاجتماعات داخل المكاتب، حزبنا بصدد «التشبب» واجتماع اليوم هو شعبي حقيقة لأنه جمع أغلب الفئات الاجتماعية». وأقرّت مية الجريبي أن هدف «الحزب الجمهوري» هو الاستماع الى مشاغل متساكني المروج وأيضا توضيح مواقف الحزب من مجموعة من القضايا التي باتت تشغل الرأي العام على حدّ تعبيرها. وأضافت في هذا الصدد: «تعيش بلادنا وضعا صعبا، أشغال المجلس الوطني التأسيسي متعطلة، والانتقال الديمقراطي عامة متعطل. أما نحن فمسؤوليتنا تاريخية في تفكيك هذا التعطيل من خلال الحوار الوطني». وانتقدت الأمينة العامة ل«الجمهوري» طريقة المفاوضات التي تجريها الحكومة مع صندوق النقد الدولي مجدّدة مطالبتها بتحييد الادارة وبتوسيع دائرة الحوار الوطني لاخراج البلاد من المأزق الذي نعيشه مشيدة بدور الاتحاد العام التونسي للشغل لانجاح ذلك. أحلامنا تبعثرت من جهته، بيّن فوزي عبد الرحمان، عضو المكتب التنفيذي للحزب الجمهوري أن أحلام التونسيين كانت واحدة قبل 14 جانفي 2011 ومتمثلة أساسا في اسقاط الدكتاتورية وأن هذه الأحلام تبعثرت اليوم وأصبحت تختلف من شخص الى آخر على حدّ تعبيره. وقال في هذا الغرض: «لقد غابت الرؤية الواضحة حول مستقبل البلاد والعباد، مضت اليوم سنة ونصف من تاريخ الانتخابات ولازلنا نتخبط في أزمات عديدة،. هاجسنا أصبح الأمن وهاجس الشباب هو التشغيل والمستقبل الضبابي الذي ينتظرهم». وأشار فوزي عبد الرحمان الى أن هاجس الحزب هو الدفاع عن «راية تونس» وأن مشروعه هو «تونس أولا وثانيا وثالثا». شباب الحزب في الموعد وتحدث مروان أحد شباب المنطقة وعضو بالحزب، فرع المروج عن نضالات قيادات الجمهوري قبل 14 جانفي وعن الأهداف التي تأسس من أجلها قائلا: «نحن نخوض معركة ضد الرجعية وسنقف يدا واحدة ضد كل من يريد تدمير البلاد». في ما أكد شباب الحزب (فوج من الكشافة) أنهم سيلبون «النداء» لانقاذ تونس والخروج بها من حلقة الظلمات التي حلت بها على حدّ تعبيرهم. وللفن حظ وعرف الاجتماع حضور الفنان لزهر شعير الذي أضفى جوا احتفاليا على اللقاء من خلال انشاده لمجموعة من الأغاني الوطنية رفقة عضو الحزب الجمهوري وهو ما نال استحسان الحاضرين. «الجمهوري» أم «المسار»؟ كان عضو المجلس التأسيسي المستقيل من حزب «التكتل» سليم عبد السلام في الموعد وأكد ل«التونسية» أن البلاد في حاجة لدخول الشباب وكافة الطبقات الاجتماعية في الحياة السياسية وذلك للوصول الى ديمقراطية حقيقية، مؤكدا أن الرسالة الموحدة التي تجمع الأغلبية هي كيفية العودة الى التحالف والالتفاف على مصالحنا وأن يقع نبذ «القسمة والتشتت» وقال في هذا الصدد: «التونسيون يريدون بديلا عن حكم «الترويكا» الفاشل في التشغيل والأمن والتنمية الجهوية ومقاومة ارتفاع الأسعار، فمطالب الثورة لم يتحقق منها شيء ومن مسؤولياتنا أن نتحد وأن نمثل بديلا للشعب في مستوى كل هذه النقاط الأساسية التي تنتظر اجابات واضحة». كما لم يخف سليم عبد السلام امكانية انضمامه الى أحد أحزاب «الاتحاد من أجل تونس» موضحا أن «المسار» و«الجمهوري» هما أقرب حزبين لتوجهاته السياسية. وتحدث عبد السلام عن أزمة المنح داخل «التأسيسي» وما صدر من تصريحات عن زميله منجي الرحوي قائلا: «وجب أن تعود الأمور الى نصابها داخل المجلس فلجنة التشريع العام ليس لها صلة بتحديد المنح النيابية، ثم ان مشروع القانون الذي قدم في المجلس، يعطي الاستقلالية المالية والادارية ل«التأسيسي» وبالتالي يكون رئيس المجلس هو المشرف على الادارة وعلى النواب ومنحهم، لكن وجب أن نعلم جميعا أن هذه الصلاحيات مازالت بيد رئيس الحكومة ويؤسفني أن زميلي منجي الرحوي قد منع من حق الرد ولم تتح له الفرصة للدفاع عن نفسه».