لم يكن يخلد ببال هذه العائلة انها ستمر بمحنة تظل عالقة بمخيلتها ولن تدخل طي النسيان الى الأبد حتى ينال من أساء اليها والى ابنتها القاصر التي لم تتجاوز الثالثة عشر ربيعا واختطف منها براءتها وسعادتها في لحظة غادرة جزاؤه... تمر الايام على هذه الأسرة بطيئة بثقلها على قلوب حزينة تجتر مرارة الألم في أعماقها كيف لا وهي ترى من عبث بابنتها حرا طليقا؟ قصة الفتاة الضحية يرويها ل «التونسية» والدها بعبرات خانقة وهو يسترجع شريط ذلك اليوم التعيس. صدفة قلبت حياته رأسا على عقب وحسب ذكر محدثنا فإنه في يوم الواقعة غادرت زوجته حوالي الساعة السادسة الا ربع مساء الى دكان يقع بالحي تفصله عن المنزل حوالي 700مترا فتراءى لابنتها ان تلتحق بها فلم يمانع لقرب المكان كما انه لم يجل بخلده ان مكروها يترصد ابنته اذ انه عندما غادرت الضحية المنزل سلكت طريقا مغايرا لوالدتها وذلك من سوء حظها فاعترضها المظنون فيه الرئيسي وكان على متن دراجة نارية وعمد الى إركابها عنوة على متن دراجته حتى بلغا منزلا يعود الى صديق تركه في عهدته فأجبرها على الولوج الى الداخل فيما كانت الفتاة تترجاه وتتوسل إليه ان يرحم عجزها وصغرها. لكن توسلاتها لم تجد نفعا اذ مدها بحبة مخدرة جعلتها تفقد وعيها وعمد الى مواقعتها وعندما استعادت وعيها تدريجيا بعد فترة قدرتها حسب تقييمها الشخصي بحوالي ثلاث ساعات تقريبا أي في حدود التاسعة ونصف ليلا قدم المظنون فيه الثاني في القضية والذي كان يحمل اغطية للمظنون فيه الاول والذي رغب على ما يبدو في الحصول على نصيبه من «الغنيمة» غير ان المتضررة أجابته بحدة فعدل عن موقفه لكنه تولى صفعها بقوة. في الأثناء كانت عائلة المتضررة تبحث عنها في كل مكان وتستغرب سر اختفائها وبقيت تنتظر بزوغ الشمس حتى تعلم السلط الأمنية ومرّت الساعات كدهر على هذه الأسرة التي كانت تبتهل إلى الله أن تعود ابنتها اليها سالمة. وفعلا عادت ولكنها كانت في حالة نفسية يرثى لها وأعلمت عائلتها بتفاصيل ما تعرضت له فتولى والدها تقديم شكاية إلى مركز الأمن بالعطار وتمسك بتتبع المظنون فيه الرئيسي الذي قام باغتصاب ابنته وكذلك شريكه الذي عمد إلى اهانتها وتعنيفها. وقد أدلت المتضررة بأوصاف المظنون فيهما بكامل الدقة.وعلى ضوء هذه الشكاية انطلقت التحريات في الجريمة وأذن بعرض الفتاة على الفحص الطبي لتحديد حجم الأضرار التي تعرضت لها. أفاد التقرير المذكور أن الفتاة مفتضة البكارة حديثا. وقد افادنا والد المتضررة انه منذ وقوع هذه الجريمة النكراء لم يهنأ له بال وظل يبحث عمّن حوّل وجهة ابنته خاصة ان المتهم الرئيسي مازال حرّا طليقا. وقال الأب أنه وفي احدى الجولات لما كان رفقة ابنته على متن سيارته شاهدت المظنون فيه الثاني الذي عنفها فأشارت صوبه وطلبت من والدها التوقف غير ان المتهم ما إن شاهدها حتى لاذ بالفرار ولكن والدها ظل يطارده حتى تعرّف على مقر سكناه وهويته وتقدم ضده بشكاية إلى السلط الأمنية فتم استدعاؤه لسماع أقواله غير انه انكر أن يكون عنف الفتاة وقد أجريت مكافحة بينه وبينها تعرفت خلالها عليه منذ أول وهلة ولكن رغم ذلك اخلي سبيله رغم انه يعرف هوية الفاعل الأصلي جيدا وهو الذي مكنه من غطاء صوفي يوم الواقعة لكنه تمسك بإنكار معرفته به وتكتم عن الأمر في حين انه السبيل الوحيد للوصول إلى الجاني المتحصن بالفرار. والد المتضررة يأمل من السلط الأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتهم الذي اعتدى على ابنته بالعنف وحمله على الإدلاء بهوية الفاعل الأصلي حتى ترى الحقيقة النور وينال هذا الأخير الجزاء الذي يستحقه وهو مقر العزم على مواصلة المشوار ولن يترك حق ابنته يذهب هباء مهما كان حجم الضغوطات المسلطة عليه حسب ذكره .