ذهاب نهائي كاس رابطة ابطال افريقيا – الترجي الرياضي يكتفي بالتعادل السلبي في رادس وحسم اللقب يتاجل الى لقاء الاياب في القاهرة    بوكثير يؤكد ضرورة سن قوانين تهدف الى استغلال التراث الثقافي وتنظيم المتاحف    صفاقس انقاذ 52 مجتازا وانتشال 5 جثث    منال عمارة: أمارس الفنّ من أجل المال    منوبة: الاحتفاظ بصاحب كشك ومزوّده من أجل بيع حلوى تسبّبت في تسمم 11 تلميذا    عاجل/ ضبط 6 عناصر تكفيرية مفتّش عنهم في 4 ولايات    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    مديرو بنوك تونسية يعربون عن استعدادهم للمساهمة في تمويل المبادرات التعليمية في تونس    اتحاد الفلاحين: ''أسعار أضاحي العيد تُعتبر معقولة''    تمدد "إنتفاضة" إفريقيا ضد فرنسا..السينغال تُلّوح بإغلاق قواعد باريس العسكرية    كأس تونس : النجم الساحلي يلتحق بركب المتأهلين للدور ربع النهائي    القصرين: القبض على شخص صادرة في حقه 10 مناشير تفتيش    الإنتخابات الرئاسية: إلزامية البطاقة عدد 3 للترشح..هيئة الإنتخابات تحسم الجدل    عاجل/ مصر: رفع أبو تريكة من قوائم الإرهاب    قريبا.. الحلويات الشعبية بأسعار اقل    الوطن القبلي.. صابة الحبوب تقدر ب 685 ألف قنطار    افتتاح معرض «تونس الأعماق» للفنان عزالدين البراري...لوحات عن المشاهد والأحياء التونسية والعادات والمناسبات    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    بقلم مرشد السماوي: كفى إهدارا للمال العام بالعملة الصعبة على مغنيين عرب صنعهم إعلامنا ومهرجاناتنا!    المهرجان الدولي للمشمش بحاجب العيون في دورته الثانية ...مسابقات وندوات وعروض فروسية وفنون شعبية    قراءة في أعمال ومحامل تشكيلية على هامش معرض «عوالم فنون» بصالون الرواق .. لوحات من ارهاصات الروح وفنطازيا الأنامل الساخنة    شبهات فساد: الاحتفاظ بمعتمد وموظف سابق بالستاغ وإطار بنكي في الكاف    عاجل/ القصرين: توقف الدروس بهذا المعهد بعد طعن موظّف بسكّين امام المؤسسة    محيط قرقنة مستقبل المرسى (0 2) قرقنة تغادر و«القناوية» باقتدار    فقدان 23 تونسيا شاركو في عملية ''حرقة ''    كرة اليد: الاصابة تحرم النادي الإفريقي من خدمات ركائز الفريق في مواجهة مكارم المهدية    ليبيا: اشتباكات مسلّحة في الزاوية ونداءات لإخلاء السكان    القيمة التسويقية للترجي و الأهلي قبل موقعة رادس    المنستير: إحداث أوّل شركة أهليّة محليّة لتنمية الصناعات التقليدية بالجهة في الساحلين    وزارة الصناعة : ضرورة النهوض بالتكنولوجيات المبتكرة لتنويع المزيج الطاقي    وزيرة الصناعة: مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا فريد من نوعه    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    أبو عبيدة: استهدفنا 100 آلية عسكرية للاحتلال في 10 أيام    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    إنقاذ طفل من والدته بعد ان كانت تعتزم تخديره لاستخراج أعضاءه وبيعها!!    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    ألمانيا: إجلاء المئات في الجنوب الغربي بسبب الفيضانات (فيديو)    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    السبت..ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    ابرام اتفاق شراكة بين كونكت والجمعية التونسيّة لخرّيجي المدارس العليا الفرنسيّة    داء الكلب في تونس بالأرقام    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    بينهم طفلان..مقتل 5 أشخاص نتيجة قصف إسرائيلي على لبنان    كمال الفقي يستقبل رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    حلوى مجهولة المصدر تتسبب في تسمم 11 تلميذا بالجديدة    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    الصادرات نحو ليبيا تبلغ 2.6 مليار دينار : مساع لدعم المبادلات البينية    جندوبة : يوم إعلامي حول تأثير التغيرات المناخية على غراسات القوارص    حفل تكريم على شرف الملعب الإفريقي لمنزل بورقيبة بعد صعوده رسميا إلى الرّابطة الثانية    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" رضا بلحاج"" حزب التحرير" ل"التونسية": دولة الخلافة ليست للإخافة أو للخرافة..و حقيقة اغتيال "بلعيد" موضوع مقايضة
نشر في التونسية يوم 29 - 04 - 2013

في تونس وصل الإسلاميون ولم يصل الإسلام.. والعمامة لا تصنع الإمامة
نحن ضدّ مسودّة الدستور لأنه غير إسلامي
لن نشارك في الانتخابات لأننا نرفض أن نكون شهود زور
حاورته: ريم بوقرّة
هو حزب يؤمن بالخلافة وتوظيف الشريعة الإسلامية في كل التشاريع خاصة منها الدستور. لا يؤمن بحدود سايس بيكو ولا بمفهوم الدولة الواحدة ويسعى إلى ترسيخ مفهوم الأمة الواحدة، «حزب التحرير» الذي عرف في تونس من خلال راية التوحيد السوداء يثير العديد من التساؤلات لا سيما انه حزب نشط سياسيا وله رأي في كل ما يدور بالبلاد والبلاد العربية بما أن قواعده ممتدة في جميع بلدان العالم الإسلامي وله طرح خاص به في جميع المسائل. ولاستجلاء نظرة هذا الحزب في مسائل السياسة التونسية والدستور ومدّ وجزر الحراك الاجتماعي والسياسي من اغتيال بلعيد الى السلفيين وتحييد المساجد وعلاقتهم بالسلطة وحركة النهضة والعديد من المسائل الأخرى كان ل«التونسية» هذا الحوار مع رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم الحزب.
كيف تقدم لنا «حزب التحرير»؟
«حزب التحرير» حزب سياسي مبدؤه الإسلام، معروف في العالم العربي والإسلامي له هوية فكرية وسياسية ثابتة وهي بصمة تميزه في الوسط الإسلامي والسياسي بصفة عامة ويتبنى بديلا إسلاميا مفصلا ألا وهو نظام الحكم ونظام إقتصادي واجتماعي لا يؤجله كما يفعل البعض. حزب التحرير يتبنى ما يكفيه بكل وضوح ولب هذا التبني هي الدولة الإسلامية بمفهوم دولة الخلافة. وهي دولة مميزة غاية التميز لأنها مأخوذة من أحكام شرعية مستنبطة ليست تجسيدا أو تمثيلا للتاريخ بل هي على منهاج النبوة والمعنى أن الحزب قام بعمل فكري وفقهي قوي واستنبط من مجموع الأدلة ما يكفيه لإقامة دولة عالمية مميزاتها السيادة للشعب والسلطة بيد الأمة بحيث أنها تنتخب من يحكمها وتقوم بكل الأعمال السياسية من خلال مجلس الشورى أو من خلال إقامة أحزاب . وفي تصورها كاملة الأركان والأجزاء وهي ليست مجرد أفكار عامة وإنما قواعد و أجهزة تفي بمتطلبات دولة لتحقيق ما نسميه الرعاية والكفاية والرفاه.
الخلافة هي من ثوابت الإسلام ولا يمكن لأي أحد دارس للإسلام وصادق مع نفسه أن يغيرها أو ينكرها لأنها ثابتة بالدليل من خلال القرآن والسنة أولا وثانيا من يقف ضدها يجد نفسه يتضاد مع النبوة لأن النبي (ص) قال «ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة» ومن ثمة يجد نفسه أمام إشكالية منهجية هو يعيشها ولسنا نحن وهي انه سيأتي ببديل عن الدولة الإسلامية سيكون مهتزا وغير مؤصل في عقيدة وحضارة ووجدان الأمة. إذن الدولة المناسبة حسب القرآن والسنة واللازمة والواجبة هي دولة الخلافة. ولكن ولمزيد التأكيد للخصوم الذين يريدون التشويه أن دولة الخلافة ليست للإخافة آو للخرافة.
ما هو رأي الحزب في الديمقراطية؟
بالنسبة لنا هي منهج كامل ليس فقط للحكم بل هي نظرة للحياة بحيث أنها قامت على إنسان لا يملك في ذمته وحيا ويصرف شؤونه بأقصى درجات عبقريته وهو أن يضع نظاما من عنده بأسلوب التمثيل وبالتالي يصبح الإنسان سيد نفسه ويضع القوانين كما يشاء ويغيرها كما يشاء. أما وفي ذمتنا نبوة ووحي فإنها تلغي هذه المنهجية لأن الوحي حدد لنا منهجا كاملا للحياة نحن نتقيد به ولذلك نجد أنفسنا نعرف الديمقراطية على أنها طراز خاص نشأ في الغرب في غياب اعتماد الدين جملة وتفصيلا بل ما سموه فصل الدين عن الحياة ونحن بالمقابل لنا منهجنا وهو الانبثاق من عقيدة المسلمين والأحكام الشرعية اللازمة للتطبيق.
لكن الديمقراطية مكنتكم من الوجود على الساحة السياسية ؟
منهجية الديمقراطية دائما عندما تقال يراد استحضار ضدها لدى السامع أو المتكلم وهي الدكتاتورية .حين نرفض المنهج الديمقراطي أبدا لسنا مع الدكتاتورية بل نحن ضدها وهذه هي المسألة لأن القضية في هذه الثنائية التي بها الكثير من التضليل .فالإسلام فيه ما يكفي للانتخابات وإقامة 100 حزب ويزيد و100 مذهب ويزيد وفيه مجلس شورى ينتخب انتخابا صريحا ومباشرا ويحاسب ورأيه ملزم في الكثير من الأشياء. هي حياة سياسية ناضجة وكاملة لكنها ليست على المقياس الغربي. فالغرب خلق منهجيته ووصل بها الآن إلى الأزمة فهناك فكر سياسي في أوروبا وقد جاء في كتاب «مؤسسة الديمقراطية» ل«جان لوال» كلام عن المأزق الأخلاقي للديمقراطية ولا بد لها أن تعترف أنها لم تنجح وأنها توهم الناس بالحرية لكن في النهاية تضيع لهم حقوقهم وهذه مسألة كبيرة في الفكر السياسي. فلماذا لا نأخذ نحن المسلمون منهجنا من القرآن الذي يحتوي على ما يكفي من التشاريع وإذا وجد تقاطع مع هذا أو ذاك فهذه مسألة أخرى.
هل تقصد حزب «النهضة»؟
الكثير من التيارات و«النهضة» ارتضت أن تسير في هذا النهج صراحة وأصبح الكثيرون يقولون «أين الإسلام؟» فقد وصل الإسلاميون ولم يصل الإسلام. وهذا الأمر الحساس جعل البعض يخرج من الصراع بالبديل الإسلامي. بالنسبة إلينا يشرفنا البديل الإسلامي وأعطيناه ما يكفي من الجدارة بالتفصيل في الكفاح الفكري والسياسي واليوم نرى ثماره فالبديل الإسلامي تعج به كل الساحات في البلاد العربية والإسلامية وآخرها الثورة في سوريا فشعاراتها إسلامية بنسبة تفوق 90 بالمائة وإسلامية صريحة منها دولة الخلافة وحتى مفوض الأمم المتحدة أصبح يتكلم عن هذا ويقول إن الشعب والرأي العام يتحدث عن عكس ما نتحدث عنه نحن. وهذا ما يؤكد أن للمشروع الإسلامي مناصرين ونحن سباقين في رفع رؤوسنا بالطرح الإسلامي ولن نتخلى عنه وفي نفس الوقت لسنا في وضعية التهور ولا ردود الفعل وإنما في تقديم هذا بطريقة إيجابية تقنع وتخلق رأيا عاما لأن الدولة الإسلامية جاءت لتطبق أحكام الإسلام لا فقط جعلها مجرد شعارات.
هل هناك صراع بينكم وبين الإسلاميين الذين وصلوا للسلطة؟
الإختلاف واضح وصريح يلاحظه الجميع لان القاعدة تقول «يعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال» ولذلك وكما قلنا أكثر من مرة «العمامة لا تصنع الإمامة» والصفة لا تصنع الموصوف. فقد تأخذ الصفة مثل صفة عالم أو شيخ مثلا لكن أنت لا تملك من مواصفاتها الكثير. إذن القضية بالنسبة لنا ليست شكلية فاليوم البديل الإسلامي الذي قامت من أجله الصحوة الإسلامية وضحت من اجله عشرات السنين وقدمت تضحيات رهيبة جدا لم يجد ثمرة هذا في الحكم وبالعكس تجد استنكافا منه وترددا ودخولا تحت عناوين خصومهم الليبراليين والعلمانية وحتى اللائكية قالوا تجوز ولا مشكل فيها ولا تخالف الإسلام والمدنية وما إلى ذلك وهذه كلها عناوين امتصت البديل الإسلامي. فالعربيّ عندما يضع مصطلحات تقف وراءها مرجعية كاملة لذلك عندما تدخل تحتها ولا يكون لك بديل في النهاية تستعمر وهذا الملاحظ الآن فكل الناس تشعر بخيبة لأن الطرح الإسلامي غائب في التعبير الرسمي أي في الحكومة والمجلس التأسيسي والرئاسة.
هل يعني هذا أن «النهضة» خانت المبادئ الإسلامية؟
هي اختارت طريقها لكنني أؤكد أن أبناء الصحوة الإسلامية الذين يمثلون أتباع «النهضة» العاديين والذين خرجوا من السجون حديثا والذين ضحوا يشعرون أن هناك مسافة بينهم وبين طموحهم وما يرونه اليوم .فالصحوة الإسلامية سياق عام والتعبير الحزبي ل«النهضة» أو غيرها غير قادر حتى على الإحاطة بأتباعها فكريا وإيديولوجيا ولذلك غاب الطرح التعبوي.
لو كنتم في السلطة ماذا ستفعلون؟ وكيف ستحكمون؟
هناك فرص مهدورة تجعل الأمور تتعقد وبالعكس السلطة بصدد تكبير الأزمات في الوقت الذي كان من المفروض أن تذلل الصعاب وكما قال الشاعر «الغلط إذا تركته تعدد وإذا أدركته تبدد». كانت هناك إمكانية تأسيس والعنوان من الأول مرحلة تأسيس وطرحوا مسألة الدستور لكنهم منذ البداية صرحوا أن الدستور خارج الشريعة وهذا تحد لمشاعر الناس وكان هذا جرحا عميقا في وجدان الناس والشريعة الإسلامية أشرف من أن توضع هذا الموضع ويقال عنها فتنة وهذا يعتبر خطأ منهجيا. وهناك ممكنات أخرى فبالإمكان أن نتعامل مع منطقة بجانبنا بها ثورة «عزيزة» وهي ليبيا ونستوفي ممكنات الوحدة او حتى أعمال واتفاقات قوية تفتح لنا آفاقا اقتصادية. فاليوم ذكر أن 112 مليار دولار تتداول خارج الحسابات الرسمية وذلك بالتهريب وكان من الممكن استيعابها عن طريق قرارات سياسية جريئة تبعد عنا صندوق النقد الدولي واستحقاقاته الكارثية. إذن لا توجد أعمال سياسية باتجاه الغاية والتي من الممكن ان تكون صعبة ولا تدركها لكنك تسير باتجاهها .و هذا الأمر لم يلاحظه الرأي العام بل أكثر من هذا لم يتحدثوا أصلا في البديل الإسلامي. وعندما قاموا باستشارة حول الدستور تحت إشراف الأمم المتحدة وجابوا المدن قالوا ان الدستور سوف يكون إسلاميا وهذا موثق عندنا وجاء أيضا على لسان الحبيب خضر لكنها كانت استشارات شكلية فقط لرفع اللوم. فإذا كان حزب التحرير في الحكم فإنه سيأخذ الأمور بجد فالحكم جده جد وهزله جد.
لماذا اتهمت بتجنيد الشباب للذهاب إلى سوريا ؟
أولا أنا لم أذكر بإسمي وإنما وقع إقحام رقم هاتفي المعروف لدى الجميع مع اسم وعنوان مجهولين وكانت عملية دس وفيها درجة عالية من الخبث ولم يتجرأ من قام بهذا العمل الدنيء على ذكر اسمي أو صورتي لإحداث الإرباك. لكني أقول إن «حزب التحرير» عندما يقوم بعمل يقوم به مجاهرا ويتحمل مسؤوليته كاملة. فعندما دخلت أمريكا إلى العراق قمنا بحملة نشرات في تلك الفترة واعتبرنا التدخل عدوانا على الأمة رغم أننا ضد صدام حسين وضد نظام «البعث». قوة «حزب التحرير» في أنه يتبنى ما يقول ويفعل... الالتفاف والالتواء لا نعرفه. إذن نحن نؤيد الثورة في سوريا في حدها الأول باعتبارها ردا لعدوان وظلم من الحاكم كما تم في تونس ومصر وفي حدها الثاني والمميز عن الثورات السابقة وهي أنها إسلامية. ميدانيا الذين يقدمون الشهداء يوميا وبدرجة عالية من الذكاء والنضال هم أبناء الصحوة الإسلامية ومعروفون ويدعون إلى دولة إسلامية بطراز خاص وهذا يعرفه القاصي والداني.إذن بهذين المعنيين هناك التزام مع سوريا وهو التزام مبدئي وآخر أخلاقي. فاليوم نتكلم على 120 ألف قتيل في سوريا وهو رقم مهول بالإضافة إلى مليوني مشرد ومن الجانب الأخلاقي عيب على إنسان يأتي ضده بقطع النظر عمّا وقع ميدانيا.
الثورة في سوريا متروكة للأسف دوليا وكل ما يقال مزايدات وتصريحات. وإقليميا هناك تآمر على سوريا فالخليجيون وغيرهم لم يعجبهم العنوان الإسلامي وباسم الثورة يدخلون المرتزقة لتفكيك الثورة ويدربونهم في الأردن المتورطة تورطا رهيبا ويوصلونهم الى دمشق .هناك مؤامرة ومن هذا الباب أتت صرخة إخواننا لإعانتهم بالمال ولوجستيا وإعلاميا... يبقى السلاح وهو أمر غير سهل ويخضع للإرادة الدولية. عمليا أكثر من 65 بالمائة من جيش بشار انشق إذن بشار يحارب جيشه وشعبه. هذا الجيش المنشق استولى على مقرات عسكرية بها سلاح رهيب جدا وكفاهم الله مسالة التسلح من الخارج مع وجود إمكانية التهريب من لبنان وما إلى غير ذلك. وصفوت الزيات يقول ان السلاح بقي سلاحا دفاعيا ولم يصل بعد إلى سلاح هجومي.
ماهي مصادر تمويلكم؟
«حزب التحرير» تمويله ذاتي وهذه قوته ولا يدخل تحت تمويل رجال الأعمال ولا رجال السياسة لأن المال سلطان وقوة. لدينا شبابنا الخيّرون الذين يملكون درجة عالية من التطوع في كل المناسبات.إذن هناك طاقة للتبرع بالإضافة إلى الإلتزامات الحزبية.
ماهو رأيكم في مسألة الجهاد ؟
أي إنسان واع وراشد يريد القيام بعمل سواء الجهاد أو ما يعبر عنه ب«دفع الصائل» تطوعا فلا تستطيع منعه لان هناك منطق أمة.
لكن هناك من يتحدث عن أموال تدفع لاستقطاب الشباب إلى سوريا، فكيف يكون جهادا بالمعنى المتعارف عليه والركن الأساسي ألا وهو موافقة الوالدين مفقودا؟
أولا منطق الإجارة غير موجود فهذا العمل يتطلب إرادة وشجاعة وشهادة ومفهوم الموت... وليس بالبساطة التي يصورونها. ثانيا من أين سيأتون بالأموال التي يتحدثون عنها فهم لا يجدون السلاح حتى يجندون الناس وتسند لهم أموال. لكن الأصل أن من يريد الجهاد لا بد له أن يذهب وأهله راضون فأمران لا يغفران للشهيد ألا وهما الدين والوالدان. لكن هناك مبالغة في المقابل وأحيانا هناك انتحال أمومة كما شاهدنا مؤخرا في التلفاز كما ان هناك من قالوا أنهم يتشرفون بجهاد أبنائهم في سوريا. لكن الخطر في بعض الشبكات المخابرتية فمن يخرج لا يعرف من سيؤمنه فهناك من خرج بنية الجهاد وجد نفسه على سبيل المثال في الأردن يدرب ليقوم بأعمال قذرة في سوريا. أما ان يذهب إنسان بكامل إرادته ومقتنع فلا تستطيع المزايدة عليه فغيفارا ذهب لمحاربة الظلم في غير بلاده وهو يساري. فإذا هناك ثغرات لا بد من تأطيرها لكن دون المزايدة عليها.
ماهو موقف حزب التحرير من اغتيال شكري بلعيد؟ وهل تتهمون جهة معينة باغتياله؟
كنا سباقين في صبيحة الإغتيال في إصدار بيان مفاده أن هذا الأمر في سياقه فوق العادي وبالتالي فهو عمل أقرب إلى المخابراتي من العمل الجنائي العادي وحتى شبه الرواية التي قدمت في ما بعد فارغة ولا تليق. إذن أهم شيء في المسالة هو الإختراق فأولا هناك نفس أزهقت وثانيا لم تبين الجهة الأصلية التي قامت بالعمل فما وقع اليوم يمكن أن يقع غدا. يعني منطق الماء المعكر غير مقبول والمهم في تأمين البلد إذا كنت بالفعل تؤمن أن الحكم أمانة لا بد من حل هذه الشفرة ويبدو أن الحقيقة موضوع مقايضة بين الجهات التي قامت بالإغتيال والسلطة. ونحن لنا مظنة في جهة أجنبية بالإستنتاج السياسي ولن اذكرها. وهي قامت بهذا الإختراق المرعب. ونحن أيضا أمام أمر آخر لا يقل خطورة وقع مع محمد لسعد عبيد النقابي المنشق حيث تعرض لتسمم في صفائح الدم والأطباء قالوا أن الأمر غير عادي ولا بد له من العلاج في الخارج. هي نقطة استفهام وتعجب. هنا أقول أن رعاية شؤون الأمة والبلد تقتضي أن يحيط الحاكم بكل الأمور وإن لم يحط بأمر فليتحمل مسؤوليته. فالسلطة إذا علمت مصيبة وإن لم تعلم مصيبة. وإذا علمت وأصبحت تقايض بالمعلومة هي اجبن من التصريح بها لأنها تخشى الجهة التي أتت الفعل. اليوم أنا اطرح أسئلة إلى الآن لم يقع تفكيك أية خلية مخابراتية في البلاد, أين الحس الامني الذي سيؤمن الثورة لأن لها خصوم وأعداء .أحس ان هناك قلبا ميتا يتيح لنا طرح كل الأسئلة الحارقة ونأمل ألاّ تبقى عالقة.
أنت تتهم السلطة بتورطها في اغتيال بلعيد؟
هي متورطة بعلمها أو بغير علمها وأكثر من هذا فالمسألة يكتنفها الغموض فهم قدموا لنا الإغتيال من أقوال وأفعال تدل على درجة عالية من الحرفية وهو ما يفضح جانب المخابرات في المسألة ثم «التخريجة» التي أتوا بها لا تثبت أن من قدم هو القاتل الرئيسي وحتى وإن كان فإن المخابرات عندما تريد القتل تستطيع أن تجند حتى احد أفراد العائلة بينه وبين الضحية خلاف. يكفينا من الغباء السياسي.
ماهو رأيك في مسودة الدستور وكل ما يقال عنه ؟
الدستور هو أم القوانين وبالتالي له صبغة منهجية ومنه تتفرع القوانين وبالتالي الأصل فيه أن تكون انبثاقاته من العقيدة الإسلامية بمعنى لا يعقل لأمة إسلامية في ذمتها مسؤولية عقائدية وأسبقية حضارية وهي أنها اكبر مدونة تشريعية في التاريخ البشري أن يترك كل هذا ويقول إنه سيبدأ من درجة الصفر ويقول سنكتب دستورا توافقيا أو يستأنس بالتجارب الغربية. لذلك منهجيا نحن ضد هذا الدستور باعتباره غير إسلامي. وهناك حرص شديد على تلغيم مواد الدستور بألفاظ تترك العديد من الثغرات وهذه المعركة القانونية المعروفة، فالبعض يريدها لمزيد من العلمانية في ما بعد والتي تمس المواقع الحساسة على غرار تثبيت كلمة المساواة بين المرأة والرجل في الدستور ويترتب عنه مخالفة التشريع وما سيترتب عنه من صراع أسري, هذا ويتهم البعض الإسلاميين أنهم يريدون زرع بعض الفخاخ التي يمكن أن تؤول وأؤكد أنها غير موجودة وإن وجدت فهي ضعيفة جدا. والأخطر أن هناك جهات دولية تفرض أشياء تجعلك تحت الوصاية الغربية.
أين تصنفون حزب التحرير؟هل انتم في شق المعارضة ؟
نحن نصنف أنفسنا ضمن المفاجأة الإسلامية ومع البديل الحضاري الذي يتخلق في الحياة السياسية ويوشك ان يولد .و هناك عنوان جديد لم يحسب له احد حسابا في الحياة السياسية ألا وهو الثورة. إذن هناك مجال للبناء والرؤية والاستشراف وهذا ممكن والأمة لن تتركه.سيبقى كل شيء مفتوحا والعناوين ممكنة. اليوم وبفضل ما سيقع في سوريا وبإذن الله ستنجح الثورة والذي سيفتك سوريا سيفتك كل المنطقة وإن شاء الله لصالح الأمة والمسلمين. كل هذا سيعطي ممكنات جديدة ونحن نحاول قيادة هذه المرحلة بتقديم البديل الإسلامي وهو ممكن وممكن جدا.
هل ستشاركون في الانتخابات ؟
لن نشارك ولماذا نفعل؟... لن نكون شهداء زور.هم لم يتحدثوا معنا أصلا ومنذ قال راشد الغنوشي لا للشريعة مضوا في نهج بعيد عن الطرح الإسلامي. عندما يؤمنون الطرح الإسلامي سنشارك في الإنتخابات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.