اطلاق بطاقات مسبقة الدفع بداية من 22 جوان 2025 لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي    الخطوط التونسية: تطور مؤشرات النشاط التجاري خلال أفريل وماي 2025    وزارة التجارة للتونسيين: فاتورة الشراء حقّك... والعقوبات تصل إلى 20 ألف دينار    اتحاد الفلاحين ينظم، اليوم الخميس، النسخة الرابعة لسوق الفلاح التونسي    بطولة برلين للتنس (منافسات الزوجي): التونسية أنس جابر وشريكتها الاسبانية باولا بادوسا في الدور نصف النهائي    كأس العالم للأندية: الفيفا يسلط عقوبة الإيقاف على أبرز نجوم المسابقة    وفاة 5 أعوان في حادث مرور: الحرس الوطني يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    تحذير للسائقين.. مفاتيح سيارتك أخطر مما تعتقد: بؤرة خفية للجراثيم!    الخطوط الجوية الجزائرية تلغي جميع الرحلات للعاصمة الأردنية عمان    ما حقيقة مقتل مصطفى زماني بطل ''يوسف الصديق'' في قصف قرب كردستان؟    عاجل: تحديد جلسة مفاوضات للزيادة في أجور أعوان القطاع الخاص..    مسؤولون من وزارة الصناعة ومن ولاية قفصة يؤكدون ضرورة تسريع اجراءات مناظرات الانتداب لرفع مردودية المؤسسات    تعرّف على جدول مباريات كأس العالم للأندية اليوم.. مواجهات نارية بانتظارك    نائب بالبرلمان تطالب ب"تفعيل الإجراءات القانونية" لحل حزبي "النهضة" و"التحرير" ورئاسة الحكومة توضح    فضيحة مدويّة: شبكة تستهدف القُصّر عبر ''تيك توك'' تُفكَّك في قلب العاصمة!    عاجل -خطايا ب 20 مليون : وزارة التجارة تعلن ملاحقة المحتالين في التجارة الإلكترونية !    أزمة لقاحات السل في تونس: معهد باستور يكشف الأسباب ويُحذّر    لجنة الصحة تعقد جلسة استماع حول موضوع تسويق المنتجات الصحية عبر الانترنت    تونس: مواطنونا في إيران بخير والسفارة تتابع الوضع عن قرب    عاجل/ إضراب ب3 أيام بشركة الملاحة    بالفيديو: أمطار غزيرة في منزل بورقيبة بولاية بنزرت صباح اليوم الخميس    هكذا علّق بوتين على "احتمال" اغتيال خامنئي.. #خبر_عاجل    النوفيام 2025: أكثر من 33 ألف تلميذ في سباق نحو المعاهد النموذجية اليوم    بداية من العاشرة صباحا: إنطلاق التسجيل للحصول على نتائج البكالوريا عبر الSMS    كأس العالم للأندية: طاقم تحكيم نرويجي يدير مواجهة الترجي الرياضي ولوس أنجلوس    الترجي الجرجيسي يضم مدافع الملعب القابسي مختار بن زيد    قافلة "الصمود" تصل الى الأراضي التونسية    عاجل: أمل جديد لمرضى البروستات في تونس: علاج دون جراحة في مستشفى عمومي    محرز الغنوشي: ''الحمد لله على الأجواء الفرشكة..كلو ولا الشهيلي''    قيس سعيد: يجب إعادة هيكلة عدد من المؤسّسات التي لا طائل من وجودها    عاجل: الإعلان الرسمي عن قائمة المترشحين لهيئة النادي الإفريقي    قيس سعيد: يجب توفير كلّ الوسائل اللاّزمة للمجالس المحلية والجهوية ومجالس الأقاليم لتقوم بدورها    طقس اليوم: انخفاض في درجات الحرارة وأمطار بهذه المناطق.. #خبر_عاجل    بلومبيرغ: واشنطن تستعد لاحتمال توجيه ضربة لإيران خلال أيام    كأس العالم للأندية 2025: الهلال السعودي يفرض التعادل على ريال مدريد الإسباني 1-1    رئيس الجمهورية يشدّد على ثوابت الدبلوماسية التونسية في استقلال قرار الدّولة وتنويع شراكاتها الاستراتيجية    هجوم صاروخي كبير على تل أبيب وبئر السبع    كأس العالم للأندية: العين الإماراتي يسقط أمام يوفنتوس بخماسية    الخارجية الإيرانية.. قادرون على مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيا    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    نابل...وفاة طفلة غرقا    الإعلاء    فرْصَةٌ ثَانِيَةٌ    سأغفو قليلا...    محمد بوحوش يكتب: عزلة الكاتب/ كتابة العزلة    الإعلان عن المتوجين بالجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل    طقس الليلة.. خلايا رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة بهذه المناطق    من جوان وحتّى سبتمبر 2025: الشركة التونسيّة للملاحة تبرمج 149 رحلة بحرية    مشاركة اكثر من 500 عارض في النسخة الاولى لمهرجان تونس للرياضة    الموسيقى لغة العالم ، شعار الاحتفال بعيد الموسيقى    عرفها التونسيون في قناة نسمة: كوثر بودرّاجة حيّة تُرزق    عجز ميزان الطاقة الاولية لتونس يرتفع بنسبة 10 بالمائة مع موفى أفريل 2025    وزارة الصحة توجه نداء هام للمقبلين على الزواج..#خبر_عاجل    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    علاء بن عمارة يصل إلى تونس    نسبة امتلاء السدود بلغت حاليا 55 بالمائة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" رضا بلحاج"" حزب التحرير" ل"التونسية": دولة الخلافة ليست للإخافة أو للخرافة..و حقيقة اغتيال "بلعيد" موضوع مقايضة
نشر في التونسية يوم 29 - 04 - 2013

في تونس وصل الإسلاميون ولم يصل الإسلام.. والعمامة لا تصنع الإمامة
نحن ضدّ مسودّة الدستور لأنه غير إسلامي
لن نشارك في الانتخابات لأننا نرفض أن نكون شهود زور
حاورته: ريم بوقرّة
هو حزب يؤمن بالخلافة وتوظيف الشريعة الإسلامية في كل التشاريع خاصة منها الدستور. لا يؤمن بحدود سايس بيكو ولا بمفهوم الدولة الواحدة ويسعى إلى ترسيخ مفهوم الأمة الواحدة، «حزب التحرير» الذي عرف في تونس من خلال راية التوحيد السوداء يثير العديد من التساؤلات لا سيما انه حزب نشط سياسيا وله رأي في كل ما يدور بالبلاد والبلاد العربية بما أن قواعده ممتدة في جميع بلدان العالم الإسلامي وله طرح خاص به في جميع المسائل. ولاستجلاء نظرة هذا الحزب في مسائل السياسة التونسية والدستور ومدّ وجزر الحراك الاجتماعي والسياسي من اغتيال بلعيد الى السلفيين وتحييد المساجد وعلاقتهم بالسلطة وحركة النهضة والعديد من المسائل الأخرى كان ل«التونسية» هذا الحوار مع رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم الحزب.
كيف تقدم لنا «حزب التحرير»؟
«حزب التحرير» حزب سياسي مبدؤه الإسلام، معروف في العالم العربي والإسلامي له هوية فكرية وسياسية ثابتة وهي بصمة تميزه في الوسط الإسلامي والسياسي بصفة عامة ويتبنى بديلا إسلاميا مفصلا ألا وهو نظام الحكم ونظام إقتصادي واجتماعي لا يؤجله كما يفعل البعض. حزب التحرير يتبنى ما يكفيه بكل وضوح ولب هذا التبني هي الدولة الإسلامية بمفهوم دولة الخلافة. وهي دولة مميزة غاية التميز لأنها مأخوذة من أحكام شرعية مستنبطة ليست تجسيدا أو تمثيلا للتاريخ بل هي على منهاج النبوة والمعنى أن الحزب قام بعمل فكري وفقهي قوي واستنبط من مجموع الأدلة ما يكفيه لإقامة دولة عالمية مميزاتها السيادة للشعب والسلطة بيد الأمة بحيث أنها تنتخب من يحكمها وتقوم بكل الأعمال السياسية من خلال مجلس الشورى أو من خلال إقامة أحزاب . وفي تصورها كاملة الأركان والأجزاء وهي ليست مجرد أفكار عامة وإنما قواعد و أجهزة تفي بمتطلبات دولة لتحقيق ما نسميه الرعاية والكفاية والرفاه.
الخلافة هي من ثوابت الإسلام ولا يمكن لأي أحد دارس للإسلام وصادق مع نفسه أن يغيرها أو ينكرها لأنها ثابتة بالدليل من خلال القرآن والسنة أولا وثانيا من يقف ضدها يجد نفسه يتضاد مع النبوة لأن النبي (ص) قال «ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة» ومن ثمة يجد نفسه أمام إشكالية منهجية هو يعيشها ولسنا نحن وهي انه سيأتي ببديل عن الدولة الإسلامية سيكون مهتزا وغير مؤصل في عقيدة وحضارة ووجدان الأمة. إذن الدولة المناسبة حسب القرآن والسنة واللازمة والواجبة هي دولة الخلافة. ولكن ولمزيد التأكيد للخصوم الذين يريدون التشويه أن دولة الخلافة ليست للإخافة آو للخرافة.
ما هو رأي الحزب في الديمقراطية؟
بالنسبة لنا هي منهج كامل ليس فقط للحكم بل هي نظرة للحياة بحيث أنها قامت على إنسان لا يملك في ذمته وحيا ويصرف شؤونه بأقصى درجات عبقريته وهو أن يضع نظاما من عنده بأسلوب التمثيل وبالتالي يصبح الإنسان سيد نفسه ويضع القوانين كما يشاء ويغيرها كما يشاء. أما وفي ذمتنا نبوة ووحي فإنها تلغي هذه المنهجية لأن الوحي حدد لنا منهجا كاملا للحياة نحن نتقيد به ولذلك نجد أنفسنا نعرف الديمقراطية على أنها طراز خاص نشأ في الغرب في غياب اعتماد الدين جملة وتفصيلا بل ما سموه فصل الدين عن الحياة ونحن بالمقابل لنا منهجنا وهو الانبثاق من عقيدة المسلمين والأحكام الشرعية اللازمة للتطبيق.
لكن الديمقراطية مكنتكم من الوجود على الساحة السياسية ؟
منهجية الديمقراطية دائما عندما تقال يراد استحضار ضدها لدى السامع أو المتكلم وهي الدكتاتورية .حين نرفض المنهج الديمقراطي أبدا لسنا مع الدكتاتورية بل نحن ضدها وهذه هي المسألة لأن القضية في هذه الثنائية التي بها الكثير من التضليل .فالإسلام فيه ما يكفي للانتخابات وإقامة 100 حزب ويزيد و100 مذهب ويزيد وفيه مجلس شورى ينتخب انتخابا صريحا ومباشرا ويحاسب ورأيه ملزم في الكثير من الأشياء. هي حياة سياسية ناضجة وكاملة لكنها ليست على المقياس الغربي. فالغرب خلق منهجيته ووصل بها الآن إلى الأزمة فهناك فكر سياسي في أوروبا وقد جاء في كتاب «مؤسسة الديمقراطية» ل«جان لوال» كلام عن المأزق الأخلاقي للديمقراطية ولا بد لها أن تعترف أنها لم تنجح وأنها توهم الناس بالحرية لكن في النهاية تضيع لهم حقوقهم وهذه مسألة كبيرة في الفكر السياسي. فلماذا لا نأخذ نحن المسلمون منهجنا من القرآن الذي يحتوي على ما يكفي من التشاريع وإذا وجد تقاطع مع هذا أو ذاك فهذه مسألة أخرى.
هل تقصد حزب «النهضة»؟
الكثير من التيارات و«النهضة» ارتضت أن تسير في هذا النهج صراحة وأصبح الكثيرون يقولون «أين الإسلام؟» فقد وصل الإسلاميون ولم يصل الإسلام. وهذا الأمر الحساس جعل البعض يخرج من الصراع بالبديل الإسلامي. بالنسبة إلينا يشرفنا البديل الإسلامي وأعطيناه ما يكفي من الجدارة بالتفصيل في الكفاح الفكري والسياسي واليوم نرى ثماره فالبديل الإسلامي تعج به كل الساحات في البلاد العربية والإسلامية وآخرها الثورة في سوريا فشعاراتها إسلامية بنسبة تفوق 90 بالمائة وإسلامية صريحة منها دولة الخلافة وحتى مفوض الأمم المتحدة أصبح يتكلم عن هذا ويقول إن الشعب والرأي العام يتحدث عن عكس ما نتحدث عنه نحن. وهذا ما يؤكد أن للمشروع الإسلامي مناصرين ونحن سباقين في رفع رؤوسنا بالطرح الإسلامي ولن نتخلى عنه وفي نفس الوقت لسنا في وضعية التهور ولا ردود الفعل وإنما في تقديم هذا بطريقة إيجابية تقنع وتخلق رأيا عاما لأن الدولة الإسلامية جاءت لتطبق أحكام الإسلام لا فقط جعلها مجرد شعارات.
هل هناك صراع بينكم وبين الإسلاميين الذين وصلوا للسلطة؟
الإختلاف واضح وصريح يلاحظه الجميع لان القاعدة تقول «يعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال» ولذلك وكما قلنا أكثر من مرة «العمامة لا تصنع الإمامة» والصفة لا تصنع الموصوف. فقد تأخذ الصفة مثل صفة عالم أو شيخ مثلا لكن أنت لا تملك من مواصفاتها الكثير. إذن القضية بالنسبة لنا ليست شكلية فاليوم البديل الإسلامي الذي قامت من أجله الصحوة الإسلامية وضحت من اجله عشرات السنين وقدمت تضحيات رهيبة جدا لم يجد ثمرة هذا في الحكم وبالعكس تجد استنكافا منه وترددا ودخولا تحت عناوين خصومهم الليبراليين والعلمانية وحتى اللائكية قالوا تجوز ولا مشكل فيها ولا تخالف الإسلام والمدنية وما إلى ذلك وهذه كلها عناوين امتصت البديل الإسلامي. فالعربيّ عندما يضع مصطلحات تقف وراءها مرجعية كاملة لذلك عندما تدخل تحتها ولا يكون لك بديل في النهاية تستعمر وهذا الملاحظ الآن فكل الناس تشعر بخيبة لأن الطرح الإسلامي غائب في التعبير الرسمي أي في الحكومة والمجلس التأسيسي والرئاسة.
هل يعني هذا أن «النهضة» خانت المبادئ الإسلامية؟
هي اختارت طريقها لكنني أؤكد أن أبناء الصحوة الإسلامية الذين يمثلون أتباع «النهضة» العاديين والذين خرجوا من السجون حديثا والذين ضحوا يشعرون أن هناك مسافة بينهم وبين طموحهم وما يرونه اليوم .فالصحوة الإسلامية سياق عام والتعبير الحزبي ل«النهضة» أو غيرها غير قادر حتى على الإحاطة بأتباعها فكريا وإيديولوجيا ولذلك غاب الطرح التعبوي.
لو كنتم في السلطة ماذا ستفعلون؟ وكيف ستحكمون؟
هناك فرص مهدورة تجعل الأمور تتعقد وبالعكس السلطة بصدد تكبير الأزمات في الوقت الذي كان من المفروض أن تذلل الصعاب وكما قال الشاعر «الغلط إذا تركته تعدد وإذا أدركته تبدد». كانت هناك إمكانية تأسيس والعنوان من الأول مرحلة تأسيس وطرحوا مسألة الدستور لكنهم منذ البداية صرحوا أن الدستور خارج الشريعة وهذا تحد لمشاعر الناس وكان هذا جرحا عميقا في وجدان الناس والشريعة الإسلامية أشرف من أن توضع هذا الموضع ويقال عنها فتنة وهذا يعتبر خطأ منهجيا. وهناك ممكنات أخرى فبالإمكان أن نتعامل مع منطقة بجانبنا بها ثورة «عزيزة» وهي ليبيا ونستوفي ممكنات الوحدة او حتى أعمال واتفاقات قوية تفتح لنا آفاقا اقتصادية. فاليوم ذكر أن 112 مليار دولار تتداول خارج الحسابات الرسمية وذلك بالتهريب وكان من الممكن استيعابها عن طريق قرارات سياسية جريئة تبعد عنا صندوق النقد الدولي واستحقاقاته الكارثية. إذن لا توجد أعمال سياسية باتجاه الغاية والتي من الممكن ان تكون صعبة ولا تدركها لكنك تسير باتجاهها .و هذا الأمر لم يلاحظه الرأي العام بل أكثر من هذا لم يتحدثوا أصلا في البديل الإسلامي. وعندما قاموا باستشارة حول الدستور تحت إشراف الأمم المتحدة وجابوا المدن قالوا ان الدستور سوف يكون إسلاميا وهذا موثق عندنا وجاء أيضا على لسان الحبيب خضر لكنها كانت استشارات شكلية فقط لرفع اللوم. فإذا كان حزب التحرير في الحكم فإنه سيأخذ الأمور بجد فالحكم جده جد وهزله جد.
لماذا اتهمت بتجنيد الشباب للذهاب إلى سوريا ؟
أولا أنا لم أذكر بإسمي وإنما وقع إقحام رقم هاتفي المعروف لدى الجميع مع اسم وعنوان مجهولين وكانت عملية دس وفيها درجة عالية من الخبث ولم يتجرأ من قام بهذا العمل الدنيء على ذكر اسمي أو صورتي لإحداث الإرباك. لكني أقول إن «حزب التحرير» عندما يقوم بعمل يقوم به مجاهرا ويتحمل مسؤوليته كاملة. فعندما دخلت أمريكا إلى العراق قمنا بحملة نشرات في تلك الفترة واعتبرنا التدخل عدوانا على الأمة رغم أننا ضد صدام حسين وضد نظام «البعث». قوة «حزب التحرير» في أنه يتبنى ما يقول ويفعل... الالتفاف والالتواء لا نعرفه. إذن نحن نؤيد الثورة في سوريا في حدها الأول باعتبارها ردا لعدوان وظلم من الحاكم كما تم في تونس ومصر وفي حدها الثاني والمميز عن الثورات السابقة وهي أنها إسلامية. ميدانيا الذين يقدمون الشهداء يوميا وبدرجة عالية من الذكاء والنضال هم أبناء الصحوة الإسلامية ومعروفون ويدعون إلى دولة إسلامية بطراز خاص وهذا يعرفه القاصي والداني.إذن بهذين المعنيين هناك التزام مع سوريا وهو التزام مبدئي وآخر أخلاقي. فاليوم نتكلم على 120 ألف قتيل في سوريا وهو رقم مهول بالإضافة إلى مليوني مشرد ومن الجانب الأخلاقي عيب على إنسان يأتي ضده بقطع النظر عمّا وقع ميدانيا.
الثورة في سوريا متروكة للأسف دوليا وكل ما يقال مزايدات وتصريحات. وإقليميا هناك تآمر على سوريا فالخليجيون وغيرهم لم يعجبهم العنوان الإسلامي وباسم الثورة يدخلون المرتزقة لتفكيك الثورة ويدربونهم في الأردن المتورطة تورطا رهيبا ويوصلونهم الى دمشق .هناك مؤامرة ومن هذا الباب أتت صرخة إخواننا لإعانتهم بالمال ولوجستيا وإعلاميا... يبقى السلاح وهو أمر غير سهل ويخضع للإرادة الدولية. عمليا أكثر من 65 بالمائة من جيش بشار انشق إذن بشار يحارب جيشه وشعبه. هذا الجيش المنشق استولى على مقرات عسكرية بها سلاح رهيب جدا وكفاهم الله مسالة التسلح من الخارج مع وجود إمكانية التهريب من لبنان وما إلى غير ذلك. وصفوت الزيات يقول ان السلاح بقي سلاحا دفاعيا ولم يصل بعد إلى سلاح هجومي.
ماهي مصادر تمويلكم؟
«حزب التحرير» تمويله ذاتي وهذه قوته ولا يدخل تحت تمويل رجال الأعمال ولا رجال السياسة لأن المال سلطان وقوة. لدينا شبابنا الخيّرون الذين يملكون درجة عالية من التطوع في كل المناسبات.إذن هناك طاقة للتبرع بالإضافة إلى الإلتزامات الحزبية.
ماهو رأيكم في مسألة الجهاد ؟
أي إنسان واع وراشد يريد القيام بعمل سواء الجهاد أو ما يعبر عنه ب«دفع الصائل» تطوعا فلا تستطيع منعه لان هناك منطق أمة.
لكن هناك من يتحدث عن أموال تدفع لاستقطاب الشباب إلى سوريا، فكيف يكون جهادا بالمعنى المتعارف عليه والركن الأساسي ألا وهو موافقة الوالدين مفقودا؟
أولا منطق الإجارة غير موجود فهذا العمل يتطلب إرادة وشجاعة وشهادة ومفهوم الموت... وليس بالبساطة التي يصورونها. ثانيا من أين سيأتون بالأموال التي يتحدثون عنها فهم لا يجدون السلاح حتى يجندون الناس وتسند لهم أموال. لكن الأصل أن من يريد الجهاد لا بد له أن يذهب وأهله راضون فأمران لا يغفران للشهيد ألا وهما الدين والوالدان. لكن هناك مبالغة في المقابل وأحيانا هناك انتحال أمومة كما شاهدنا مؤخرا في التلفاز كما ان هناك من قالوا أنهم يتشرفون بجهاد أبنائهم في سوريا. لكن الخطر في بعض الشبكات المخابرتية فمن يخرج لا يعرف من سيؤمنه فهناك من خرج بنية الجهاد وجد نفسه على سبيل المثال في الأردن يدرب ليقوم بأعمال قذرة في سوريا. أما ان يذهب إنسان بكامل إرادته ومقتنع فلا تستطيع المزايدة عليه فغيفارا ذهب لمحاربة الظلم في غير بلاده وهو يساري. فإذا هناك ثغرات لا بد من تأطيرها لكن دون المزايدة عليها.
ماهو موقف حزب التحرير من اغتيال شكري بلعيد؟ وهل تتهمون جهة معينة باغتياله؟
كنا سباقين في صبيحة الإغتيال في إصدار بيان مفاده أن هذا الأمر في سياقه فوق العادي وبالتالي فهو عمل أقرب إلى المخابراتي من العمل الجنائي العادي وحتى شبه الرواية التي قدمت في ما بعد فارغة ولا تليق. إذن أهم شيء في المسالة هو الإختراق فأولا هناك نفس أزهقت وثانيا لم تبين الجهة الأصلية التي قامت بالعمل فما وقع اليوم يمكن أن يقع غدا. يعني منطق الماء المعكر غير مقبول والمهم في تأمين البلد إذا كنت بالفعل تؤمن أن الحكم أمانة لا بد من حل هذه الشفرة ويبدو أن الحقيقة موضوع مقايضة بين الجهات التي قامت بالإغتيال والسلطة. ونحن لنا مظنة في جهة أجنبية بالإستنتاج السياسي ولن اذكرها. وهي قامت بهذا الإختراق المرعب. ونحن أيضا أمام أمر آخر لا يقل خطورة وقع مع محمد لسعد عبيد النقابي المنشق حيث تعرض لتسمم في صفائح الدم والأطباء قالوا أن الأمر غير عادي ولا بد له من العلاج في الخارج. هي نقطة استفهام وتعجب. هنا أقول أن رعاية شؤون الأمة والبلد تقتضي أن يحيط الحاكم بكل الأمور وإن لم يحط بأمر فليتحمل مسؤوليته. فالسلطة إذا علمت مصيبة وإن لم تعلم مصيبة. وإذا علمت وأصبحت تقايض بالمعلومة هي اجبن من التصريح بها لأنها تخشى الجهة التي أتت الفعل. اليوم أنا اطرح أسئلة إلى الآن لم يقع تفكيك أية خلية مخابراتية في البلاد, أين الحس الامني الذي سيؤمن الثورة لأن لها خصوم وأعداء .أحس ان هناك قلبا ميتا يتيح لنا طرح كل الأسئلة الحارقة ونأمل ألاّ تبقى عالقة.
أنت تتهم السلطة بتورطها في اغتيال بلعيد؟
هي متورطة بعلمها أو بغير علمها وأكثر من هذا فالمسألة يكتنفها الغموض فهم قدموا لنا الإغتيال من أقوال وأفعال تدل على درجة عالية من الحرفية وهو ما يفضح جانب المخابرات في المسألة ثم «التخريجة» التي أتوا بها لا تثبت أن من قدم هو القاتل الرئيسي وحتى وإن كان فإن المخابرات عندما تريد القتل تستطيع أن تجند حتى احد أفراد العائلة بينه وبين الضحية خلاف. يكفينا من الغباء السياسي.
ماهو رأيك في مسودة الدستور وكل ما يقال عنه ؟
الدستور هو أم القوانين وبالتالي له صبغة منهجية ومنه تتفرع القوانين وبالتالي الأصل فيه أن تكون انبثاقاته من العقيدة الإسلامية بمعنى لا يعقل لأمة إسلامية في ذمتها مسؤولية عقائدية وأسبقية حضارية وهي أنها اكبر مدونة تشريعية في التاريخ البشري أن يترك كل هذا ويقول إنه سيبدأ من درجة الصفر ويقول سنكتب دستورا توافقيا أو يستأنس بالتجارب الغربية. لذلك منهجيا نحن ضد هذا الدستور باعتباره غير إسلامي. وهناك حرص شديد على تلغيم مواد الدستور بألفاظ تترك العديد من الثغرات وهذه المعركة القانونية المعروفة، فالبعض يريدها لمزيد من العلمانية في ما بعد والتي تمس المواقع الحساسة على غرار تثبيت كلمة المساواة بين المرأة والرجل في الدستور ويترتب عنه مخالفة التشريع وما سيترتب عنه من صراع أسري, هذا ويتهم البعض الإسلاميين أنهم يريدون زرع بعض الفخاخ التي يمكن أن تؤول وأؤكد أنها غير موجودة وإن وجدت فهي ضعيفة جدا. والأخطر أن هناك جهات دولية تفرض أشياء تجعلك تحت الوصاية الغربية.
أين تصنفون حزب التحرير؟هل انتم في شق المعارضة ؟
نحن نصنف أنفسنا ضمن المفاجأة الإسلامية ومع البديل الحضاري الذي يتخلق في الحياة السياسية ويوشك ان يولد .و هناك عنوان جديد لم يحسب له احد حسابا في الحياة السياسية ألا وهو الثورة. إذن هناك مجال للبناء والرؤية والاستشراف وهذا ممكن والأمة لن تتركه.سيبقى كل شيء مفتوحا والعناوين ممكنة. اليوم وبفضل ما سيقع في سوريا وبإذن الله ستنجح الثورة والذي سيفتك سوريا سيفتك كل المنطقة وإن شاء الله لصالح الأمة والمسلمين. كل هذا سيعطي ممكنات جديدة ونحن نحاول قيادة هذه المرحلة بتقديم البديل الإسلامي وهو ممكن وممكن جدا.
هل ستشاركون في الانتخابات ؟
لن نشارك ولماذا نفعل؟... لن نكون شهداء زور.هم لم يتحدثوا معنا أصلا ومنذ قال راشد الغنوشي لا للشريعة مضوا في نهج بعيد عن الطرح الإسلامي. عندما يؤمنون الطرح الإسلامي سنشارك في الإنتخابات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.