نفّذ أمس متفقّدو التعليم الثانوي المضربون عن العمل وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية ساندتها نقابة التعليم الأساسي التي أقرت بدورها اضرابا ثانيا يومي الاربعاء 15 والخميس 16 ماي 2013. وندّد المضربون البالغ عددهم حوالي 600 متفقد بما سمّوه «سياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها معهم وزارة التربية» واحتجوا على عدم استجابتها لمطالبهم وغلق باب التفاوض أمامهم وعدم تطبيق الاتفاقيات المبرمة منذ 2005. وقال كمال التبرسقي متفقد مادة الرياضيات ل «التونسية» إن قطاع المتفقدين هو القطاع الوحيد الذي يستعمل سيارته الخاصة في العمل مشيرا الى أن المتفقد يخسر 12 دينارا عن كل 5 آلاف كيلومر يتنقلها. وأضاف: لم نطالب بزيادة في الأجر وإنما طالبنا باسترجاع مصاريف التنقل والترفيع في المنحة المخصصة لذلك. وأشار كمال التبرسقي الى أن قانون 57 أكد على الترفيع آليا في منحة التنقل عند الزيادة في سعر المحروقات. من جهته أشار السيد عماد بن ابراهيم كاتب عام مساعد للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي الى أن عدد المتفقدين مقارنة بالأسلاك الأخرى يعتبر قليلا لكن مهامهم دقيقة وحساسة مؤكدا على أن المتفقد يعتبر قاطرة المنظومة التربوية. وقال عماد بن براهيم: «نحن نمثل القطاع الوحيد الذي يقرض الدولة من قوت أبنائه لأداء الواجب المهني». وأضاف: منحة التنقل ضعيفة ونحن لا نسترجع سوى 20٪ من قيمة مصاريف التنقل. وأشار عماد بن براهيم الى أنهم استنجدوا بمكتب دراسات ليحدّد لهم قيمة المنحة الكيلومترية انطلاقا من قانون 57 وأكد على أن مكتب الدراسات حدّد قيمة الكيلومتر الواحد ب 600 مليم في حين يتقاضى المتفقد 130 مليما عن كل كيلومتر يتنقله. وقال: نحن في حالة عجز تام عن القيام بمهامنا الضرورية، لذلك بادرنا بفتح ملف التنقل دون غيره من الملفات. وفي رده على سؤال «التونسية» حول قائمة مطالب أهل القطاع قال عماد بن ابراهيم: «هي مراجعة القانون الأساسي بكل مكوّناته من انتدابات وترقيات مهنية ومراجعة سلم التأجير. اضافة الى ضرورة تشريكنا في المنظومة التربوية باعتبارنا خبراء في التربية». وأضاف: «لن نتنازل عن ملف التنقل ونطالب الدولة باسترجاع المصاريف التي ننفقها على التنقل أو تخصيص سيارة بسائق» مشيرا الى أن أغلب الموظفين الحاصلين على سيارات إدارية يستغلونها لقضاء شؤونهم الخاصة. وأكد على أنهم يأتون في المرتبة الثالثة بعد قطاع الاستشفاء والأمن من حيث أهمية الخدمات التي يؤدونها والتي تستوجب حصولهم على سيارات إدارية. مماطلة وتسويف وأكد عماد بن ابراهيم أن ملف التنقل الخاص بمتفقدي التعليم الثانوي لم يحيّن منذ 2005 وأن كل وزير ينتصب على رأس وزارة التربية يقر بأحقيتهم في الترفيع في منصة التنقل لكن لا ينفذ ذلك على أرض الواقع. وقال عماد في هذا الصدد: «طالبنا بفتح ملف التنقل وكنا نسوّف دائما». وأضاف: انتظرنا 5 أشهر منذ أن تم الحديث عن تحوير وزاري في فترة السيد عبد اللطيف عبيد ولم نتخذ أي اجراء، لكننا بادرنا بتوجيه مراسلة الى الوزير الحجالي وأعلمناه فيها بنيتنا مقاطعة كل الأنشطة التي تحتاج تنقلا خارج المنطقة البلدية لك؛نه لم يرد. وأردف: دخلنا في هذا التحرك منذ 1 أفريل ولم نتلق أي رد من الوزارة. وأشار الكاتب العام المساعد لنقابة متفقدي التعليم الثانوي الى أن الجلسة التفاوضية اليتيمة التي دعيت اليها النقابة كانت جلسة استماع. وقال عماد بن ابراهيم، أعلمنا الطرف المفاوض أن مطالبنا مشروعة لكنهم أكدوا لنا في المقابل أنهم لا يمتلكون سلطة القرار فطلبنا منهم عرضها على سلطة القرار. هيئة إدارية وتهديد بمقاطعة الأنشطة المهنية أكد الكاتب العام المساعد لنقابة متفقدي التعليم الثانوي أن النقابة عقدت مجلسا قطاعيا قرر بالاجماع تنفيذ إضراب إنذاري حضوري توج بوقفة احتجاجية. وقال عماد بن ابراهيم: منذ اعلام الوزارة بالاضراب لم ندع الى جلسة تفاوضية ولو شكلية. وأضاف: لقد نظروا الى حجمنا الصغير من حيث العدد لكنهم تناسوا سلطتنا المعنوية. وأردف: «لنا أسلحة نوعية ولا خطوط حمراء أمامنا». وأشار عماد بن ابراهيم الى أن النقابة ستدعو الى هيئة ادارية خلال الأسبوع القادم لاتخاذ القرارات المناسبة. وأشار الى أن مقاطعة الاشراف على المناظرات المهنية والامتحانات الوطنية امكانية واردة ودعا الى ضرورة مراعاة وزارة التربية لمصلحة التلاميذ حتى لا يضطر المتفقدون إلى تنفيذ تهديداتهم. رسالة الى وزير التربية من جهتها تقدمت السيدة هدى الكافي متفقدة مادة الفلسفة الى وزير التربية برسالة تدعوه فيها الى الاعلان عن عجزه عن أداء واجبه وقالت هدى: «نحن متفقدو التعليم الثانوي أعلنا عجزنا عن العمل فكن أنت صادقا وأعلن عجزك عن أداء واجبك». وتساءلت السيدة هدى: لماذا لا يرغب الوزير في تنفيذ اتفاقية أمضاها السيد الطيب البكوش وزير التربية الأسبق؟ وقالت: «من المفترض أن يتم التواصل بين هياكل الدولة، نحن نتعامل مع وزارة لا مع أشخاص». من جهتهن طالبت المتفقدات فاطمة معاوية ورفيعة زواري وسارة بوسلامة وروضة الزقلي وزير التربية بضرورة تطبيق الاتفاقيات ووجوب احترام المتفقد. وقالت فاطمة معاوية: «لا تستقيم المنظومة التربوية من غير أن تعطى للمتفقد مكانته المرموقة». وأضافت: «نقوم بمهام عديدة ونحن معرّضون للخطر في كل يوم ومع ذلك تتجاهلنا الوزارة». نقابة الأساسي تساند المضربين ساندت نقابة التعليم الأساسي الوقفة الاحتجاجية التي نفذها متفقدو التعليم الثانوي. وقال قمودي المستوري كاتب عام مساعد نقابة التعليم الأساسي في خطاب توجه به الى المحتجين أمام مقر وزارة التربية: «جئنا لمساندتكم». وأضاف: «اضرابكم مشروع ومطالبكم هي مطالب المنظومة التربوية». وأكد على أن وزارة التربية أصبحت تتنكر لجلّ المطالب. وأضاف: «وزارة التربية لا تريد أن تعطي الحقوق لأصحابها» ملاحظا: «ذكرني هذا السلوك بسياسة المماطلة والتسويف في عهد الصادق القربي». من جهة أخرى أشار أحمد الملولي كاتب عام نقابة المتفقدين الى ضرورة اتحاد نقابات التربية من أجل تحقيق مطالبها وقال: «نضرب اليوم لأننا نريد أن نعمل». وأضاف: مطالبنا ليست مادية وهمنا الوحيد هو الدفع بالمنظومة التربوية الى أرقى درجاتها».