عاد الترجي الرياضي عشية أمس إلى التمارين وانطلق في إعداد العدة للمباراة الهامة التي تجمعه السبت القادم بشبيبة بجاية ممثل كرة القدم الجزائرية في مباراة الإياب لحساب الدور الثاني لكأس رابطة الأبطال الإفريقية... فريق باب سويقة الذي عاد بالتعادل السلبي من الجزائر في لقاء الذهاب مطالب بالإنتصار ولا شيء غير الإنتصار لضمان ورقة العبور إلى دور المجموعات وهو هدف يحتم عليه النجاح الكامل في الدورين الدفاعي والهجومي على حد السواء وإعطاء نفس الأولوية لهاتين الناحيتين من خلال خطة متوازنة سيكون لخط وسط الميدان دور فعال فيها باعتبار المهمة الثنائية الموكولة إلى عناصره. عذارة شباك «بن شريفية» نتيجة التعادل السلبي التي انتهت عليها مواجهة الذهاب بين الفريقين بمدينة بجاية خلال لقاء الذهاب ترمي بظلالها على مباراة العودة السبت القادم لأنها نتيجة «فخ» تحمل في طياتها تقلبات عديدة من واجب الترجي الرياضي حسن الإستعداد لتفادي السلبية منها واستغلال إيجابياتها، ومن هذا المنطلق فإن المهمة الأولى التي يجب تأمينها السبت المقبل هي المحافظة على عذارة شباك معز بن شريفية لأنها الشرط الأساسي الذي يؤمن للترجيين اجتياز هذا الدربي المغاربي وهذه العقبة الصعبة بسلام... المحافظة على الشباك عذراء تمر أولا عبر نجاح لاعبي الخط الخلفي في مهمتهم الأساسية وهي دفاعية قبل أي شيء آخر من خلال التفوق على المهاجمين الجزائريين في الحوارات الثنائية وعملية افتكاك الكرة وسد كل المنافذ المؤدية إلى مرماهم... صحيح أن مدافعي الترجي الرياضي وخاصة ظهيريه تعودوا على معاضدة الهجوم في مثل هذه المقابلات التي يستقبل فيها فريق باب سويقة ضيوفه في رادس في اللقاءات القارية غير أن ذلك يجب أن يكون مدروسا هذه المرة من خلال الحيطة اللازمة لعدم ترك المساحات التي يمكن للمهاجمين الجزائريين استغلالها لخلق الخطر على مرمى بن شريفية... إذن فإن المهمة التي سيكون المدافعون مطالبين بتأمينها قبل أي شيء آخر هي شل الهجومات الجزائرية والخروج من هذه المواجهة بشباك عذراء وهو العنصر الذي سيسهل تحقيق الهدف وإحداث التفوق على المنافس. وسط الميدان محرار الخطة المتوازنة الترجي الرياضي سيعطي إذن نفس الأهمية والأولوية للجانبين الدفاعي والهجومي في لقاء السبت القادم وذلك بخطة متوازنة لن يخيّر فيها ناحية على حساب الأخرى فالفريق بكل عناصره مطالب بالدفاع وتأمين هذا الدور بصورة جماعية من جهة وبالهجوم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين من جهة أخرى في محاولة لمغالطة الدفاع الجزائري... هذا التوجه التكتيكي يلعب فيه وسط الميدان دورا حاسما فهو محرار نجاح وحسن تطبيق هذه الخطة نظرا للمهمتين الدفاعية والهجومية الموكولة لعناصر هذا الخط المطالبين من ناحية بتكوين جدار دفاعي أول يمنع الجزائريين من التوغل بسهولة وباستمرار في المناطق الخلفية للترجيين ومن ناحية ثانية بالتوفيق في عملية تصعيد الكرة وبناء الهجوم بالشرعية والدقة اللازمتين لاجتياز الدفاعات المنافسة... تعويل المدرب ماهر الكنزاري في هذا الخط على ثلاثة لاعبين أصحاب خبرة هو اختيار ضروري لتمهيد ظروف النجاح في هذه المنطقة التي سيحسم فيها اللقاء حيث سيكون دور حسين الراقد دفاعيا ومجدي تراوي هجوميا وبينهما خالد المولهي في الناحيتين على حد السواء هاما في الإرتقاء بآداء الفريق ككل إلى المستوى الذي يضمن له السيطرة على منافسه وفرض أسلوبه وإحداث التفوق عليه وهي الطريق المثلى لكسب النتيجة التي تضمن التأهل ويتفادى من خلالها فريق باب سويقة كل المفاجآت السلبية. لا مجال إلى إهدار الفرص السانحة للتهديف على المستوى الهجومي فإن شعار لقاء السبت هو «لا مجال لإهدار الفرص السانحة للتهديف»... فالترجي الرياضي مطالب بمواصلة مغامرته القارية ولن يسمح له بالتوقف عند هذا الدور لأن طموحاته تتعدى الدورين الأول والثاني النجاح في هذا الهدف يتوقف على هزم الفريق الجزائري يوم السبت القادم ولن يتحقق هذا الإنتصار إلا بتسجيل الأهداف وهي المهمة التي يجب أن يؤمنها المهاجمون المطالبون بالتالي بالتحلي بالنجاعة اللازمة وحسن استغلال الكرات الممهدة لمغالطة حارس مرمى بجاية، وفي هذا الصدد نتمنى أن يخرج هيثم الجويني هذا السبت من صمته ويعود لزيارة شباك منافسيه وأن يتحلى يوسف البلايلي بالجدية اللازمة في التعامل مع كل الكرات بالطريقة المثلى دون إطناب في المراوغات والإحتفاظ بالكرة هذا إلى جانب ارتقاء مستوى بقية المهاجمين إلى الدرجة الممهدة لنجاحهم حتى يكونوا ورقات رابحة يمكن أن يستعملها الكنزاري عند الحاجة ونخص هنا بالذكر إيمانوال كلوتي وأحمد العكايشي... وفي كلمة فإن مباراة السبت القادم بوصفها العقبة الأخيرة في الطريق نحو دور المجموعات في كأس رابطة الأبطال الإفريقية يجب أن يرتقي فيها الآداء الهجومي إلى المستوى الناجع الذي يضمن إحداث التفوق واستغلال أنصاف الفرص.