ما يجب الإشارة إليه هو أن الترجي الرياضي واجه في الدور الأول لكأس رابطة الأبطال الإفريقية فريقا محترما جدا وعتيدا واجتاز بالتالي عقبة صعبة مليئة بالمشاكل والعراقيل، في العادة يكون المنافس سهلا في مثل هذه الأدوار الأولى ويكون التأهل يسيرا بنتيجة عريضة لكن العكس هو الذي حصل هذه المرة بمواجهة فريق معروف في قارتنا السمراء يملك عادات كبيرة في المشاركات الإفريقية وبلوغ الأدوار المتقدمة على هذا الأساس فإن الترجي الرياضي أظهر حسن استعداداته للنجاح في مغامرته القارية وتحلى بالعديد من العناصر والإمكانيات لضمان ورقة العبور إلى الدور القادم عن جدارة واستحقاق منتصرا على فريق غرة أوت الأنغولي ذهابا وإيابا. الخبرة في التعامل مع كل الظروف العامل الرئيسي الذي صنع إنجاز الترجي الرياضي في لواندا ثم في ملعب رادس أمام فريق محترم جدا هو خبرة لاعبيه الذين عرفوا كيف يتأقلمون ويتكيفون مع حرارة الطقس الشديدة في العاصمة الأنغولية ثم مع أرضية الميدان الثقيلة في مباراة أمس الأول بدرة المتوسط... صحيح أن الأمطار التي تهاطلت على ملعب رادس قبل اللقاء أثرت على آداء الفريقين لكن الثابت والأكيد أن الترجيين هم الذين عرفوا أكثر من منافسهم كيف يتجاوزون هذا العائق بدليل سيطرتهم شبه المطلقة على مجريات اللعب وخلقهم العديد من الفرص السانحة للتهديف مقابل عجز الفريق الأنغولي على تهديد مرمى الحارس معز بن شريفية ولو في محاولة واحدة خطيرة تستحق الذكر... على الرغم من أن اللاعبين القادرين على إحداث الفارق هجوميا وصنع فرص التهديف في الترجي الرياضي يحبذون الأرضيات الممتازة على غرار يوسف البلايلي وهيثم الجويني وهاريسون آفول فإنهم تمكنوا بمرور الوقت من التأقلم مع حالة الميدان وإزعاج الدفاع المنافس ولولا غياب النجاعة عن اللمسة الأخيرة لكان الفوز عريضا ولضمن فريق باب سويقة انتصاره منذ الشوط الأول... نفس الشيء بالنسبة لعناصر وسط الميدان وكذلك المدافعين الذين أحسنوا التعامل مع أرضية الميدان وابتعدوا عن التمريرات الأرضية القصيرة وبالتالي المجازفة في نصف ميدانهم ولم نسجل في هذا الصدد أي هفوة من هذا القبيل يمكن أن يستغلها المنافس وهذا دليل على خبرة متوسطي الميدان والمدافعين ومعرفتهم الجيدة بطريقة اللعب المناسبة مع أرضية الميدان وأكيد أن أسماء مثل مجدي تراوي وخالد المولهي وحسين الراقد في وسط الميدان وخليل شمام وعنتر يحيى وسامح الدربالي في الخط الخلفي يملكون ما يجب من الخبرة والتجربة ما يؤهلهم إلى التأقلم الجيد مع الوضعية التي فرضت عليهم في هذه المقابلة... إذن فإن هذا العنصر كان هاما وحاسما في لقاء أمس الأول وساهم في خروج الأحمر والأصفر بانتصار أكد به جدارته بالمرور إلى الدور الثاني من هذه المسابقة الإفريقية. نقلة نوعية في الخط الخلفي دفاع الترجي الرياضي لم يكن مطالبا فقط في لقاء السبت بالتأقلم مع أرضية الميدان وإنما أيضا بالتصدي لأكبر نقطة قوة الفريق الأنغولي الكامنة في خطه الأمامي الذي يضم لاعبين سريعين وأصحاب فنيات عالية وقادرين على إحداث الفارق في أي لحظة من المباراة، وفي هذا الصدد كان نجاح الخط الخلفي لفريق باب سويقة كاملا من خلال آداء مقنع وتدخلات صائبة وتفوق واضح في الثنائيات وتغطية دفاعية ناجعة الشيء الذي منع المنافس من خلق ولا فرصة واحدة خطيرة سانحة للتهديف... هذا المعطى أكد النقلة النوعية التي يشهدها دفاع الترجي الرياضي الذي تحول بعد التعزيزات الأخيرة من الخط الذي يشكل نقطة الضعف البارزة في الفريق إلى مصدر قوة يستمد منه الفريق صلابته ونجاعته وبالتالي نتائجه الإيجابية... في مباراة الذهاب ضد نفس المنافس قلنا إن الحظ كان إلى جانب الأحمر والأصفر في خروجه بشباك عذراء ثم وفي لقاء الأجوار ضد الإفريقي قلنا إن هجوم الإفريقي لم يكن في يومه الشيء الذي منعه من تهديد مرمى بن شريفية غير أن لقاء أمس الأول وخاصة مردود لاعبي الخط الخلفي للترجي الرياضي خلال كل المقابلات الأخيرة يؤكدان أن دفاع الأحمر والأصفر أصبح يمتاز بالصلابة اللازمة للتصدي إلى منافسيه وهو الذي لعب الدور الأساسي في الحد من خطورة الخطوط الأمامية لمنافسيه ويعود له الفضل الأول والأساسي في حرمان الفرق الذي يواجهها من الفرص السانحة للتهديف ومن إحداث الخطر على مرماه. «فورمة»... وإضافة «حسين الراقد» على المستوى الفردي كان مردود كل لاعبي الترجي الرياضي طيبا باعتبار نجاحهم في القيام بالدور الموكول إليهم كل في خطته وغياب أبسط الهفوات التي يمكن أن تكلف الفريق باهظا في ظل أرضية الميدان الصعبة... هذا النجاح الفردي مكن فريق باب سويقة من التحكم في المباراة والتفوق على منافسه في جل ردهات المواجهة غير أن الملاحظة البارزة تتعلق بمردود متوسط الميدان حسين الراقد الذي على الرغم من عدم استمرارية مشاركاته في كل لقاءات الترجي الرياضي إلا أنه يوفق في كل مرة يحتاجه فيها الإطار الفني في تقديم الإضافة والقيام بالمهمة على أحسن وجه... حسين الراقد كان أمس الأول من أبرز عناصر الترجي الرياضي في المباراة ضد فريق غرة أوت الأنغولي ونجح في تشكيل جدارا دفاعيا في وسط الميدان من خلال الضغط على حامل الكرة ومنعه من البناء الهجومي قاطعا بالتالي العديد من الكرات والمحاولات الهجومية الأنغولية بعيدا عن المناطق الخلفية لفريقه وكان ذلك من العوامل التي لم تسمح للأنغوليين بتهديد مرمى بن شريفية ولو في محاولة وحيدة خطيرة... الراقد أكد المستوى المرموق الذي قدمه في الدربي وأكد حسن استغلاله لخبرته من حيث التموقع الجيد وحسن قراءة اللعب وهي المعطيات التي تشكل نجاحه في التغطية الدفاعية وقطع العديد من الكرات هذا إضافة إلى لياقته البدنية العالية التي تمكنه من التحرك باستمرار وإحداث التفوق العددي في موقع الكرة ومن هذا المنطلق فإن النقلة النوعية التي يعرفها الدفاع للراقد دور فيها لأن المنظومة الدفاعية لا تشمل فقط الخط الخلفي.