أكد أمس نائب رئيس حركة وفاء «فتحي الجربي» في تصريح ل «التونسية» انه وقع طرد عضوي الحركة سليم بوخدير وقيس القروي بسبب عدم انضباطهما ونشر الاشاعات الباطلة والسعي لخدمة مصالحهما على حساب مصلحة الحركة. وأضاف «الجربي» ان حركة وفاء تعيش منذ ايام حالة من الفوضى والتجاذبات السياسية الضيقة وصل فيها النقاش إلى أدنى مستوياته في محاولة لتشويه الصورة الخارجية للحركة. واعتبر «الجربي» ان الخطوة التي اقدمت عليها حركة وفاء هي محاولة لإعادة تنظيم صفوفها وتأطير اعضائها لا سيما أنها على ابواب حملة انتخابية شأنها شأن بقية الاحزاب السياسية الاخرى. وقال «الجربي» ان الحركة قد ارتكبت خطأ عفويا في اعطاء اعضائها الحرية المطلقة في اتخاذ القرارات والإدلاء بالتصريحات وعدم الزامهم بنظام داخلي يفرض الانضباط مما فتح الباب امام البعض الى الاستقواء على قيادييها ومحاولة التموقع على حساب البقية . وبيّن «الجربي» ان قرار طرد «بوخذير» و«القروي» من الحركة هو رسالة لمن تخول له نفسه تجاوز حدوده ومحاولة ضرب الحركة وتفكيكها وخدمة مصالحه الضيقة على حساب المصلحة المشتركة، قائلا «نحن صامدون امام كل تجاوز حقير». وأشار «الجربي» الى ان قرار الطرد جاء بناء على طلب من هياكل الحركة وقواعدها في مختلف انحاء الجمهورية، مضيفا ان الاتهامات التي وجهت الى عضو الحركة «ازاد بادي» ليست إلا حملة تشويه قذرة ومغرضة لإثنائه عن مواصلة نضالاته صلب الحركة. لا وجود لإشعار رسمي من جهته قال الناطق الرسمي باسم حركة «وفاء» «سليم بوخذير» انه لم يتلق الى حد كتابة هذه الاسطر أي اشعار رسمي بطرده من الحركة مضيفا انها مجرد تصريحات واهية وردت على لسان «فتحي الجربي». وأشار «بوخذير» الى انه سيتخذ الخطوات اللازمة في صورة طرده رسميا من الحركة. واستغرب «بوخذير» قرار تعليق اجتماعات الهيئة التأسيسية منذ اعلان قضية تورط ازاد بادي مع التجمع «المحل» على الرغم من تواتر عدة مواضيع حساسة على غرار صياغة الدستور والحوار الوطني وأحداث «الشعانبي» وغيرها... متسائلا عن الجهات التي اتخذت قرار طرد عضوين أول أمس في القيروان والحال ان «عبد الرؤوف العيادي «اجتمع بأنصار الحركة في اطار الاحتفال بالذكرى الاولى لتأسيسها. وأشار «بوخذير» الى ان لجنة التنظيم الداخلي هي المسؤولة عن اتخاذ قرارات الطرد دون غيرها بعد تلقيها تقريرا من الهيئة التأسيسية للحركة يقضي بارتكاب احد الاعضاء لتجاوزات، مشددا على ان قرار طرده يعد تجاوزا للفصل الثاني من القانون الداخلي المنظم للحركة والذي ينص على انه عضو مؤسس وناطق رسمي لها وبالتالي ليس من صلاحيات رئيس الحركة التلاعب بفصول القانون . كما توجه «بوخذير» بكلمة الى «العيادي» قائلا «اذا ثبت انك طعنتني بخنجر في اجتماع القيروان فلا تنس انك طعنت سابقا بخنجر المرزوقي يا رفيق النضال». ضريبة الديمقراطية في السياق ذاته قال عضو الحركة «قيس القروي» ان قرار الطرد هو مجرد تصريحات تلزم فتحي الجربي ولا علاقة للهيئة التأسيسية به، مشيرا الى ان هذا الاخير دخيل على الحركة وليس من حقه توجيه اي اتهامات او التطاول على المؤسسين. وأوضح «القروي» انه لم يمارس اي نوع من الحملات المغرضة ضد «ازاد بادي» شأنه شأن «بوخذير» قائلا «كل ما في الامر اننا طالبنا بالتحقيق معه وإعطائه فرصة الدفاع عن نفسه»، مؤكدا ان هذا المطلب ليس بالاتهام بل هو ضرب من ضروب الديمقراطية التي تأسست عليها الحركة . وشدد «القروي» على انه ليس من حق الهيئة التأسيسية للحركة معاقبة الاعضاء قائلا «كان الاجدر بالجربي ان يمد اللجنة الداخلية للحركة بتقرير حول موقفه من قضية ازاد بادي». واعتبر «القروي» ان اجتماع القيروان هو اجتماع شعبي وليس اجتماعا للهيئة التاسيسية التي حضرها 5 اعضاء فقط من جملة 18 عضوا. وبين «القروي» ان موقف رئيس الحركة «عبد الرؤوف العيادي» كان واضحا لا سيما انه طالب بتقديم اثباتات حول صحة الوثائق التي نشرت حول تورط بادي في علاقته بالنظام السابق. وأعلن «القروي» تمسكه بمطالبة «بادي» بتقديم الدلائل التي تبرئه مما نسب اليه ،مشيرا الى ان هذا الاخير تحوم حوله شكوك في قضايا تحيل وعلاقات مشبوهة جمعته بشقيقة المخلوع حياة بن علي. وقال «القروي» «مسار حركة وفاء واضح وأفكارها ممنهجة وهياكل الحزب ستكون الفيصل وستتخذ قرارا رسميا يحترم مبادئ الديمقراطية شكلا ومضمونا».