لم يكن يوم الثلاثاء 7 ماي 2013 يوما عاديا في حياة تلاميذ السنتين الخامسة والسادسة من التعليم الأساسي بالمدرسة الابتدائية ابن سينا الراجعة بالنظر إلى المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس 1 فعلى غير العادة أفاقوا باكرا وتوجّهوا فُرادى وجماعات إلى المدرسة حيث اكتمل نصابهم في حدود السادسة والنصف صباحا ومع حلول الساعة السابعة صباحا حلت حافلة المندوبية الجهوية للتربية لتنطلق بعد حوالي نصف ساعة وعلى متنها حوالي 50 تلميذا و6 مُعلمين مُرافقين في الطريق ملأ الأطفال الأجواء غناء ورقصا وتصفيقا في أجواء شبيهة بما نُشاهده في مناسباتنا العائلية واغتنمنا بعض اللحظات التي هدأ فيها الجو نسبيا لنتحادث مع روضة الزواري كانون مُساعدة مدير المدرسة التي أكّدت أن برمجة هذه الرحلة أتت في الوقت المُناسب أي قبل ارتفاع درجة حرارة الطقس من جهة وقبل امتحانات الثلاثي الثالث من جهة أخرى. كما أشارت الى أن تنظيم الرحلة جاء لجملة من الأهداف البيداغوجية والتربوية من ناحية والترفيهية من ناحية أخرى كما حرص المُنظمون على مُراعاة الناحية الاجتماعية والمادية حيث لم تتجاوز مُساهمة التلميذ الواحد ما يُغطي مصاريفه والمتمثلة في وجبتي فطور الصباح والغداء ولمجة مسائية ومعاليم الدخول للمنتزه مُضيفة في هذا الصدد: "رغم محدودية موارد المدرسة وحاجتنا الأكيدة للدعم لتغطية مصاريفنا اليومية، إلا أننا لم نفكّر بتاتا في تحقيق مداخيل مادية في هذه الرحلة". وبالعودة إلى الرحلة التي تأتي في إطار عدد من التظاهرات التي احتضنتها المدرسة سابقا على غرار الاحتفال بعيد الطفولة ويوم اللباس التقليدي وشهر التراث وغيرها، فقد وصل الجميع في حدود العاشرة صباحا إلى منتزه فريقيا حيث كانت الفرصة سانحة لمشاهدة عدد كبير من الحيوانات عن قرب على غرار الفيل والتمساح والفهد والنمر والأسد وغيرها... كما تابع الأطفال رفقة معلّميهم عرضا للموسيقى الافريقية وعرضا مُميزا لأسد البحر... ومُباشرة بعد تناول وجبة الغداء في الهواء الطلق، كان الموعد مع الألعاب ومن الطبيعي أن يستغل الأطفال الفرصة أكمل استغلال، ولكن اللاّفت للانتباه أن المُعلمين أيضا انصهروا معهم لدرجة أنك لم تعُد تُفرّق بين التلميذ ومعلّمه الذي يبدو أنه حنّ إلى أيام طفولته. وفي حدود الثالثة والنصف مساء انطلقت الحافلة نحو مسرح الجم الأثري حيث كان الوصول إلى هناك في حدود الخامسة مساء ليكتشف الأطفال مكانا كانوا يُشاهدونه عبر الصور أو شاشة التلفزة وبعد تناول نصيب من المُثلجات، انطلقت رحلة العودة إلى المدرسة التي انتهت في حدود الثامنة مساء بعد يوم مُتعب بكلّ تأكيد، ولكنه غزير بالنشاط والحيوية والمعلومات أيضا التي ستكون محور حصص التواصل الشفوي والإيقاظ العلمي والتاريخ والجغرافيا في الأيام القادمة