عقدت تنسيقية الأحزاب الديمقراطية ومكوّنات المجتمع المدني بصفاقس مساء الاربعاء 8 ماي 2013 اجتماعا تشاوريا بمقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع صفاقس الشمالية ودعت إليه ممثلين من بعض الهيئات المهنية كالقضاة والمحامين والصيادلة وعدول التنفيذ وايضا ممثلين من الامن والحرس ووحدات التدخل وذلك لتدارس الوضع الأمني في البلاد عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة جبل الشعانبي بولاية القصرين وايضا لبلورة تصور مشترك يرمي إلى إيجاد السبل الكفيلة بمقاومة ظاهرة الإرهاب التّي أضحت بمثابة الخطر الأكبر الذي يهدّد مستقبل البلاد وفق توصيف الحاضرين. وقد افتتح الاجتماع بكلمة ألقاها رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع صفاقس الشمالية الاستاذ زبير الوحيشي الذي قدم نبذة عن أهداف هذه التنسيقية الجهوية التي تأسست بعيد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد والتي تضم حوالي 43 حزبا سياسيا ومنظمات وجمعيات مدنية تجمعوا كلهم حول هدف مجابهة ظاهرة الإرهاب والعنف السياسي وشدد الوحيشي في مداخلته على وجود خطر كبير محدق بتونس مرده بالأساس سياسة السلطة الحاكمة الذي قال انّها تحرض على الإرهاب من خلال دعم المارقين عن القانون لذلك دعا زبير الوحيشي كل قوى المجتمع المدني إلى التحرك نصرة للوطن الذي هو في أمس الحاجة الى كلّ أبنائه الغيورين على امنه واستقراره وانتقد لسعد الجموسي رئيس فرع صفاقس الجنوبية برابطة حقوق الانسان ما أسماه ازدواجية خطاب حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي الذي قال أنه يشجع على الإرهاب وعلى الفوضى التى يسعى من خلالها إلى تفكيك مفاصل الدولة التونسية خدمة لأجندات حزبه وقد نادى الجموسي بضرورة التصدي لما أسماها الفاشية الدينية الزاحفة على تونس التي قال انها شبيهة بالتجربة النازية في ألمانيا والثورة الإسلامية بإيران وذلك من تكوين جبهة مدنية وسياسية ديمقراطية تكون بمثابة الحزام الواقي من كلّ أشكال الاستبداد التيوقراطي وفي سياق متصل قال نعمان الرقيق ممثل حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي ان ما حدث في جبل الشعانبي من اعتداءات على الأمنيين وعلى عناصر من الجيش الوطني الغرض منه هو المساس بهيبة الدولة وأضاف أنّ ذلك يتنزل في اطار عملية ممنهجة تسعى من خلالها حركة النهضة إلى ترهيب الشعب التونسي على حد رأيه. المنسق الجهوي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد بصفاقس محمد العزعوزي أكد على ضرورة الابتعاد عن التحاليل الفضفاضة لأن الوقت حسب رأيه لا يسمح بذلك وقد اتهم العزعوزي حركة النهضة برعاية الإرهاب حيث قال أنها سمحت للمجموعات الإرهابية بإدخال السلاح إلى البلاد من أجل زعزعة أركان الدولة كما أضاف أن حركة النهضة تستغل المساجد لتمرير خطاب تكفيري ضد كل نفس معارض لها لهذا دعا محمد العزعوزي الى ضرورة تكاتف جهود القوى الديمقراطية من اجل انقاذ البلاد عملا بالمقولة الشهيرة للشهيد شكري بلعيد ' لازمنا ناقفو لتونس ' وفق تعبيره . نقابات الأمن بدورها شاركت في هذا الإجتماع الذي شهد نقاشات مستفيضة وحادة في بعض الأحيان حيث اطلق النقابي عن الامن العمومي بصفاقس فتحي الجلالي صيحة فزع وجهها للرأي العام بسبب غياب الارادة السياسية لإصلاح المنظومة الأمنية التي قال انها ازدادت فسادا بعد الثورة وقد وجه الجلالي نداء لقوى المجتمع المدني من أجل مساندة المؤسسة الأمنية التي قال أنها تعد صمام أمان لكل نظام جمهوري ديمقراطي يقوم على الحرية والمساواة . وفي نفس السياق صرح ممثل نقابة وحدات التدخل بصفاقس محمد المسعي أن هناك قيادات أمنية وسياسية متواطئة مع ظاهرة الإرهاب الذي تحول حسب تعبيره إلى إرهاب دولة باعتبار أنه لم يتم تطبيق القانون بحذافيره على الجميع وقد أفاد المسعي أن عددا من النقابيين الذين نعتهم بالشرفاء قاموا بإعلام وزير الداخلية لطفي بن جدو بعديد الحقائق حول ما يحدث في منطقة جبل الشعانبي وغيرها من الأماكن التي أضحت أوكارا للمجموعات الإرهابية ممثل جمعية القضاة التونسيين محمد بالطيف أشار الى رسائل التهديد التي وصلت مؤخرا إلى بعض زملائه حيث قال أن هذه الممارسات هي أبرز دليل على بلوغ العنف مرحلته القصوى لذلك أبدى باللطيف استغرابه من الأصوات التي تطالب القضاة بتطبيق القانون على المجرمين في الوقت الذين هم فيه مهددون بالقتل. وقد اصدرت التنسيقية الجهوية للأحزاب الديمقراطية ومكونات المجتمع المدني بصفاقس عقب الاجتماع بيانا إلى الراي العام اعربت فيه عن انشغالها العميق بالأوضاع الأمنية الخطيرة التي آلت إليها البلاد على إثر الاعتداءا ت الإرهابية الأخيرة التي شهدتها منطقة جبل الشعانبي بولاية القصرين حيث أكدت التنسيقية في نص البيان على إدانتها الشديدة للأعمال الإرهابية التي مست بأمن الوطن وسلامته كما شددت على تضامنها الكامل مع ضحايا هذه العمليات الإرهابية من المؤسستين الأمنية والعسكريّة . على صعيد آخر حملت التنسيقية في بيانها السلطة السياسية الحالية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من انخرام أمني وتفشي لظاهرة العنف التي افضت إلى وقوع اغتيالين سياسيين وصولا إلى تنامي ظاهرة الإرهاب المنظم حيث اتهمت التنسيقية الجهوية أحزاب الترويكا وعلى رأسها حركة النهضة بالتواطؤ مع الجماعات الإرهابية من خلال اعتبار أنّهم يبشرون بثقافة جديدة . وطالب الممضون على البيان المجلس الوطني التّأسيسي بدسترة الامن الجمهوري المحايد وتفعيل مشاريع القوانين المتعلقة بإصلاح المنظومة الأمنية كما طالبوا الحكومة التونسية بتمكين الوحدات الأمنية والعسكرية من التجهيزات والمعدات اللازمة للتّصدي لظاهرة الإرهاب بغية حماية السلم الأهلي علاوة على توجيه الدعوة إلى كل المواطنين للمشاركة في المسيرة المقررة يوم الجمعة القادم بداية من الساعة الواحدة بعد الزوال انطلاقا من أمام مقر اقليم الامن بصفاقس والتي سترفع شعار " من أجل التصدي للعنف والإرهاب "