نفذ اليوم عدد كبير من أعوان نقابات قوات الأمن الداخلي من مختلف الاسلاك وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي بعنوان «نصرة لتونس ضد الارهاب»،نددوا خلالها بما وصفوه «المد الإرهابي والتواطؤ السياسي مع الارهاب»، مشدّدين على ضرورة توفير التجهيزات ودسترة القوانين التي من شأنها أن تحمي عون الأمن أثناء آداء مهامه وتحول دون استغلاله خدمة لمصالح حزبية وشخصية ضيقة،موضحين أن «الأوضاع التي يمر بها عون الأمن اليوم وحجم التهديدات تتعارض مع ما ينشده رجال المهنة من تأسيس لمنظومة امن جمهوري محايد»-على حد تعبير اغلبهم. وحاول عدد من الامنيين على اثر هذه الوقفة، اقتحام أبواب المجلس الوطني التأسيسي لاطلاع النواب بأوضاعهم وجسامة التحدي الذي ينتظرهم في مواجهة الإرهاب،رافعين جملة من الشعارات التي أعربوا فيها عن سخطهم وحنقهم على أداء المجلس على غرار: «يا تأسيسي عملت العار والإرهاب وصل للدار»،و«لا أحزاب ولا كُتل عون الأمن هو الكل»، «الإرهاب على الحدود» وأكد الناطق الرسمي باسم شرطة الحدود المحافظ «كمال بن منار» أن هذا اليوم استثنائي بالنسبة لرجال أمن الحدود حيث يقفون أمام المجلس الوطني التأسيسي للمطالبة بحمايتهم خاصة في مثل هذه المرحلة الدقيقة. كما أشار «كمال» إلى أن «الإرهاب أصبح يهدد كل الوحدات الأمنية الحدودية وخاصة منها الوحدات الامنية العاملة بالحدود الغربية للبلاد»-حسب قوله-،مشددا على ضرورة توفير الحماية لهذه الوحدات خاصة انها تلعب دورا محوريا في حماية الوطن وضمان سلامته من كل خطر خارجي قد يتهدده، موضحا ان ذلك لا يمكن ان يتم بعيدا عن تفعيل جملة القوانين والإجراءات المتفق عليها في الصدد. كما طالب «بن منار» بايلاء الميثاق الأمني أهمية كبرى لحماية رجل الأمن الذي قال انه مواطن قبل أن يكون رجل أمن. «فتحي الجلاب»(وكيل أول في الحماية المدنية): «ينتظرنا نفس مصير زملائنا المصابين» ! في نفس السياق قال الوكيل أول «فتحي الجلاب» عن فرع الحماية المدنية بتونس ان «حرائق الغابات و الالغام الموجودة حاليا في الشعانبي ستقود اعوان الحماية المدنية الى نفس مصير زملائنا الامنيين الذين تعرضوا الى اضرار بدنية جسيمة اثناء ادائهم لمهامهم». كما شدد «الجلاب» على ضرورة ضبط حزمة من القوانين الكفيلة بحماية رجال الامن الساهرين على حفظ النظام العام من الاعتداءات الداخلية او الخارجية على حد سواء. «عبد الحميد العون» (عون أمن): «لا نطالب بالترفيع في الأجور» قال عون الامن «عبد الحميد العون» ان الاعوان المتظاهرين لا يطالبون بأكثر من توفير حماية لمقرات العمل وللاطارات الامنية التي تسهر ذودا عن حرمة الوطن وضمان استقراره. كما اكد «عبد الحميد» ان الهدف من هذه الوقفة الاحتجاجية «ليس المطالبة بالترفيع في الاجور او مطالب اخرى ذات صبغة مادية وانما للضغط على المجلس التأسيسي ليسرع في سن القوانين الكفيلة بحماية اعوان الامن على المستوى التشريعي ويضمن لهم حقوقهم». وخلافا لما روج له بأن هذه الوقفة قد اخذت توجهات سياسية الهدف منها تأليب الرأي العام على الحكومة،اوضح «العون» ان هذه الوقفة «امنية بالاساس ولا دخل للمزايدات السياسية صلبها». كما التقى على هامش هذه الوقفة وفد من الاتحاد الوطني لنقابات قوات الامن مع جميع ممثلي الكتل النيابية بالمجلس لتشخيص حقائق الوضع في جبل الشعانبي وللمطالبة بوضع الملف الامني في طليعة اهتمامات المجلس وللتباحث بشأن مسألة الإرهاب. «مصطفى بن جعفر»: «أمن تونس فوق حسابات الأحزاب» قال «مصطفى بن جعفر» رئيس المجلس الوطني التأسيسي لدى استقباله بمقر المجلس مجموعة من اعضاء الاتحاد الوطني لنقابات الامن التونسي ان القيادات السياسية لن تتردد اليوم في معالجة الانزلاقات والانحرافات التي تستهدف امن الوطن والقائمين على حمايته وانه لا بد من الصرامة في معالجة الاخطار التي تتهدد البلاد بعيدا عن التجاذبات ودون تردد،متوجها للامنيين بالقول: «انتم رمز للحمة الوطنية وتنظرون الى جميع الالوان بالكيفية ذاتها ..فأمن تونس فوق الاحزاب». واكد «بن جعفر» ان القيام بالرسالة الامنية يستوجب توفر الظروف الطيبة لها،مشددا على ضرورة الاسراع بتحسين المسائل الاجتماعية للامنيين واستعجال الحلول بالنسبة للامنيين الذين هم في الواجهة وبين انه في صف الامنيين حبا في الرسالة التي يحملونها. كما عبر «بن جعفر» عن التزامه باستعجال النظر في القوانين التي تهم الامنيين، مؤكدا ان المجلس الوطني التأسيسي لن يدخر أي جهد في تحفيز السلطة التنفيذية على التسريع من نسق اعداد مشاريع القوانين ليعمل الامنيون بكل اريحية ولتعميق النظر في مشاغلهم الاجتماعية بفتح باب الحوار معهم.