اجتمعتم فاختلفتم واتفقتم وتناقشتم فصفّقنا وهّللنا ورقصنا وطربنا لهذا المولود الرضيع المدعو «حوار». سننتظر أن يشتدّ عوده لنقول له«داداشْ كبرْ وعاشْ» وإلا فنقطة واحدة كفيلة بإبدال الاسم من حوار إلى خوار!. طبعا نريد تفاهمات حقيقية وسريعة التنفيذ لا إسهالا كلاميّا بينما الأفعال «يا مِنْ عاشْ». وفي انتظار تحقيق أمنياتنا بألاّ تكون الاجتماعات مجرّد نطيح أكباش، ها هي الطلبات المستعجلة: الامتحانات على الأبواب، نريد توفير كل الظروف الملائمة لأبنائنا فَ«وقْتاشْ»؟، أهلُ السياحة ينتظرون الصيف علّه يُحَلْحِلُ وضعيتهم الكارثية، فهل عملتم من الآن على خفض منسوب الاحتقان وطمأنة التونسي «العيّاش» على أمنه حتى يُقبل على السياحة الداخلية و«وقتاشْ»؟، رمضان الكريم في حرارة جويلية، نتمنى أن تمتلئ قفاف كل التونسيين، فهل بدأتم في توفير المستلزمات كمًّا وكيْفا وثمنا مقبولا ينزل على جيب«الزّوّالي» بردا وسلاما و«بقدّاشْ»؟، المناطق الشعبيّة يحتفل بها الناموس ويغنّي لها سعيدا «حبّيْتكْ بالصيْف، حبّيْتكْ بالشّتي»، فهل دجّجتم البلديات من الآن بما يكفي لممارسة الناس حقّ النوم ولو لساعات و«كيفاشْ»؟. إنْ نجحتم ولو نسبيا في «وقتاش» و«كيفاش» و«بقدّاشْ» سيكون لرضيعكم المدعو «حوار» حفاوة وحظوة لدى العامة، أمّا سوى ذلك فلن يلتفت إليه أحد ولن يكون إلاّ وهمًا يُمسك بتلابيب البلد.عندها وبعيدا عن الأحزاب والأشخاص، سيقول الناس لل«حوار»: «دادّاشْ، لا كبرْ، لا ماتْ ولا عاشْ»!.