يعتبر الجنوب التونسي من المناطق الثرية بالموارد الوراثية لنخيل التمور. وقد توصل الباحثون الى دراسة ما يقارب 300 صنف من النخيل وهو ما جعل المعهد الدولي للمصادر الوراثية النباتية يقوم بإحداث مركز اقليمي لدراسة الموارد الوراثية للنخيل في المغرب العربي بدقاش بولاية توزر اذ يقوم هذا المركز وبطريقة علمية اسهامية تشارك فيها الاطراف المتداخلة بدراسة تطوير المخزون الوراثي لنخيل التمور والمخاطر المحيطة به جراء الامراض والحشرات وتقلبات السوق قصد الحد من تناقض الاصناف والانجراف الوراثي والرفع من مردودية فلاحة الواحات التي تغطي حوالي 300 ألف هك تضم ما يقارب 4.5 ملايين نخلة تتوزع على ولاية توزر وقبلي وقابس وقفصة ومدنين. دقلة «نور» الأكثر انتشارا ويعتبر صنف دقلة «نور» من الاصناف المحبذة والاكثر انتشارا الى جانب الاهمية الاقتصادية التي يمثلها هذا الصنف الذي يلاقي اهتماما كبيرا في منظومة التمور. وتصنف التمور التونسية حسب نسبة الرطوبة المتواجدة في الثمار عند النضج التام وهي أربعة أصناف منها اللينة وتضم دقلة نور وبن يمنون والقندي ودقلة حسن والعليق وأصناف أخرى لينة وأبرزها بوفقوس وشكانة علي ساسي وثازرويت. أما الاصناف الجافة فنجدها في الكنته والارشتي والخزوني والطرنجة الى جانب أصناف أخرى أكثر جفافا وتتحمل الخزن والنقل حتى في الظروف القاسية والتى كانت تمثل زاد سكان الصحراء اثناء تنقلهم وترحالهم سواء للبحث عن المرعى في الابعاد او الذهاب لموسم الحج او حتى اثناء الحروب والفتوحات ومن ابرز هذه الاصناف نذكر الكنتيشي والباجو والدقلة البيضاء وانقو. أهمية التنوع البيولوجي ونظرا لأهمية التنوع البيولوجي داخل الواحات وباعتبار تدهور هذه المنظومة وما خلفه هذا التدهور من نتائج سلبية بالنظر الى الارقام المسجلة التي تتحدث عن فقدان الواحات لنسبة 80% من الموروث الجيني المتعلقة اساسا إما بأصناف التمور او بقطاع الخضروات وكذا الشأن بالنسبة للاشجار المثمرة فقد نظمت عاصمة الواحات توزر ورشة خصصت لتدارس هذا الاشكال حيث تضافرت جهود جمعية اصدقاء النخلة بتوزر وجمعية صيانة واحة شنني بالتعاون مع عديد الاطراف الاخرى المتداخلة في شأن النخلة للخروج بمقترحات عملية تنقذ الواحات التونسية من الوضع المتردي الذي اصبحت عليه وذلك بحضور باحثين من تونس والجزائر حيث شهدت اشغال هذه الورشة طرح عديد التصورات الرامية الى تحقيق التنمية المستدامة وحماية التنوع البيولوجي بهذه الواحات التي مازالت رغم الاوضاع التي باتت تعيش على وقعها تشكيل فضاءات بيئية واجتماعية وثقافية سياحية فضلا عن كونها فضاءات فلاحية لها مردوديتها وقيمتها المضافة العالية فضلا عن كونها الركيزة الاساسية في اقتصادات المناطق الواحية.