توزر 13 ديسمبر 2009 (وات) تضطلع النخلة بدور بالغ الأهمية فى بلاد الجريد حيث تنوعت وظائفها الاقتصادية والثقافية لتقترن فى الواحات بعادات وتقاليد تعد اليوم من مميزات النشاط السياحي بالجهة. ولمزيد تثمين هذه الشجرة وإحكام توظيفها في المجال الثقافى والسياحي تم منذ نوفمبر 2009 إحداث متحف النخلة بالمسلك السياحى بالواحة القديمة لمدينة توزر فى إطار مبادرة خاصة لأحد أبناء الجهة. ويهدف هذا الفضاء من خلال مختلف الأجنحة المكونة له إلى التعريف بعالم النخيل باعتباره من كنوز البلاد التونسية وخصوصا فى توزر التى اقترن تاريخها بغراسة النخيل وإنتاج التمور. وسيكون هذا الفضاء مرجعا هاما لكل المهتمين بتاريخ النخلة ومجالات استعمالاتها من خلال أجنحة عديدة أبرزها أربع قاعات عرض تتضمن لوحات تبرز فى ثلاث لغات (العربية والفرنسية والانقليزية) وصور ورسوم متنوعة تبين تاريخ النخلة ومواقع انتشارها ووظائفها الدينية والثقافية وفوائدها الغذائية. كما يشتمل الفضاء على ضيعة فلاحية تتيح للزوار التعرف على طبيعة الأشغال الفلاحية التى يقوم بهاالخماس أو مالك الارض فى الواحة كزراعة الطوابق الثلاث نخيل وأشجار مثمرة وخضروات فضلا عن أعمال السقى وتقليب التربة وتنظيف الضيعة التى تحتوى على أصناف عديدة من التمور مثل دقلة النور والكنتيشى والعليق والبسر. ويتكون المتحف كذلك من مسرح لاحتضان عروض فرجوية موجهة للسياح وورشات حية فى الحرف التقليدية المشتقة من النخيل كنجارة خشب النخيل والسعف والسيق فضلا عن تركيز وحدة لتصنيع التمور وتحويلها الى مرطبات ومنتوجات غذائية أخرى كالمربى والعسل والعصير مشتقة جميعها من التمور فى اطار تثمين هذه الثمرة مع تخصيص فضاء للتذوق. ويبرز المتحف من ناحية أخرى الأبعاد الاجتماعية للنخلة باعتبار أن الواحة مكان للعيش وفضاء للضيافة وترتبط بمنظومة عمل جماعية فى شكل مساعدة متبادلة بين الفلاحين أو من خلال تقاسم المحاصيل حسب طبيعة الأشغال المنجزة. وتتوفر لزائر المتحف بمختلف أجنحته فرصة اكتشاف النخلة فى ابعادها التنموية والثقافية والتعرف على تنوع أشكال ومذاقات هذه الثمرة وفوائدها الصحية وعلاقتها بالفن اذ مثلت مصدر الهام للشعراء والرسامين واستوحي منها الفن المعمارى أنماطا جديدة للعمارة. وللنخلة مكانة مرموقة فى مختلف الأديان السماوية. وتعد حسب بعض المختصين أقدم نبات مزروع يعتقد أنه ظهر منذ أكثر من ستة الاف سنة فى مصر وبلاد ما بين النهرين. وقد راجت هذه الزراعة فى المغرب العربى مع الفتح الاسلامى ما بين القرنين السابع والرابع عشر ميلادى خصوصا أثناء عودة قوافل الحجاج حيث كانوا يرمون بنوى التمر فى طريق عودتهم.