أخبار تونس توجد بتونس شبكة هامة من المتاحف المتخصصة تعرف بتاريخ تونس وموروثها الثقافي والذي شمل مجموعة من المجالات على غرار المعمار واللباس والفسيفساء والعملة والأواني والطب... وقد إنضاف خلال شهر نوفمبر من هذه السنة فضاء جديد يتمثل في “متحف النخلة” بمدينة توزر بالجنوب التونسي ، ويتواجد بالمسلك السياحي بالواحة القديمة لمدينة توزر في إطار مبادرة خاصة لأحد أبناء الجهة لكونه يعد من مميزات النشاط السياحي في ولاية توزر . ويعرف هذا المتحف بعالم النخيل باعتباره من كنوز البلاد التونسية وخصوصا في هذه الجهة التي اقترن تاريخها بغراسة النخيل وإنتاج التمورمن خلال مختلف الأجنحة المكونة له. ويضم هذا الصرح الثقافي الجديد ضيعة تمكن الزوارمن التعرف على طبيعة الأشغال الفلاحية التي يقوم بها”الخماس” أو مالك الأرض في الواحة كزراعة الطوابق الثلاث نخيل وأشجار مثمرة وخضروات، إضافة إلى أعمال السقي وتقليب التربة وتنظيف الضيعة التي تحتوى على أصناف عديدة من التمور مثل “دقلة النو”ر و”الكنتيشى” و”العليق” و”البسر”. ويتضمن الفضاء مسرحا لاحتضان عروض فرجوية موجهة للسياح وورشات حية في الحرف التقليدية المشتقة من النخيل كنجارة خشب النخيل والسعف والسيق، فضلا عن تركيز وحدة لتصنيع التمور وتحويلها إلى مرطبات ومنتوجات غذائية أخرى كالمربى والعسل والعصير مشتقة جميعها من التمور في إطار تثمين هذه الثمرة مع تخصيص فضاء للتذوق. ويتحدث المتحف من ناحية أخرى عن الأبعاد الاجتماعية للنخلة باعتبار أن الواحة مكان للعيش وفضاء للضيافة وترتبط بمنظومة عمل جماعية في شكل مساعدة متبادلة بين الفلاحين أو من خلال تقاسم المحاصيل حسب طبيعة الأشغال المنجزة. ويمكن لزائر المتحف اكتشاف مختلف أبعاد النخلة التنموية والثقافية والتعرف على تنوع أشكال ومذاقات هذه الثمرة وفوائدها الصحية وعلاقتها بالفن إذ مثلت مصدر إلهام للشعراء والرسامين واستوحى منها الفن المعماري أنماطا جديدة للعمارة. كما سيكون هذا الفضاء مرجعا هاما لكل المهتمين بتاريخ النخلة ومجالات استعمالاتها من خلال أجنحة عديدة أبرزها أربع قاعات عرض تتضمن لوحات فى ثلاث لغات (العربية والفرنسية والانقليزية) وصور ورسوم متنوعة تبين تاريخ النخلة ومواقع انتشارها ووظائفها الدينية والثقافية وفوائدها الغذائية. ويعود تاريخ هذه الثمرة حسب المختصين إلى منذ أكثر من ستة آلاف سنة في مصر وبلاد ما بين النهرين، وراجت هذه الزراعة في المغرب العربي مع الفتح الاسلامى ما بين القرنين السابع والرابع عشر ميلادى خصوصا أثناء عودة قوافل الحجاج حيث كانوا يرمون بنوى التمر في طريق عودتهم ، كما للنخلة مكانة مرموقة في مختلف الأديان السماوية.