«جلسوا والخوف بأعينهم يتأملون فنجان الشعب المقلوب، قالوا يا شعب لا تحزن! فالصبر عليك هو المكتوب..» مع الاعتذار للعندليب الأسمر ونزار قباني. هكذا تجمّع الفرقاء تحت قبّة اتحاد الشغل ثمّ خرجوا علينا ببيان ختامي دسم في الصياغة والمحتوى مما يدفع على التفاؤل الذي وصل منذ فترة إلى أدنى منسوب، لكن وبما أنّ البيان صادر عن ساسة كلّ شيء لديهم محسوب، نتمنى الإسراع بتنفيذ بنوده والتعجيل بإيجاد الآليات الكفيلة بذلك وكلما أسرَعوا أسرَعْنا في الثناء عليهم وتشجيعهم، وكلما اختاروا السلحفاة شعارا، هرولنا إلى نقدهم وتقريعهم. لقد قلنا يوم الاجتماع ستحصل ملاسنات وخلافات وسيعمل الجميع على تجاوزها لإنجاح الخطوة الجامعة الأولى وهذا ما حصل. مفرح هذا السلوك الوفاقي الذي غاب منذ الانتخابات بين الأغلبية وأصحاب البواقي. لعلّها عودة وعي غاب طويلا عن الوجود ستكون لو تواصلتْ، فاتحةً لفتح الملفات الحقيقية والمستعجلة وعندها ستذوي تدريجيا نار المطلبيّة المشطّة لأنّ «الزوالي» الغارق في الفَلَس والأنين، سيثق في وجود نقطة ضوء مستقبلا ولو بعد حين. شرّعتم لنا باب الأمل فحيّ سيّدي السياسي في اليمين والوسط واليسار على التوافق والعمل! لأنّ عكس ذلك سيرمي بالبلاد إلى المجهول وكراسي الشلل.