أغلقت قاعات الجلسات بالمحكمة الإبتدائية بباجة اليوم الثلاثاء أبوابها بسبب الإضراب الذي نفذه القضاة بهذه المحكمة كردة فعل على التحرك الإحتجاجي الذي قامت به مجموعة من المحامين داخل المحكمة يوم الجمعة الماضي والذي رأى فيه القضاة تعديا عليهم وعلى هيبة السلك الذي يمثلونه...قضاة المحكمة الإبتدائية بباجة أكدوا أن تحرك المحامين تضمن شتما وتجريحا لهم بما ورد من عبارات غير أخلاقية...وقد أكد رئيس المحكمة الإبتدائية بباجة عبد الكريم غابة أن إحتجاج المحامين يوم الجمعة الماضي جاء كردة فعل على إحالة بعض المحامين على قلم التحقيق في قضايا الحق العام مشيرا إلى أن تحركهم خرج عن إطار الإحترام ووصل إلى حد إهانة سلك القضاء ورفع شعارات تتهمه بالفساد وأضاف أن المحامين الذين تعلقت بهم قضايا الحق العام يمانعون في الخضوع للتحقيق في سياق سوء فهم للقانون واضعين أنفسهم فوق سلطة القانون...وأكد رئيس المحكمة الإبتدائية بباجة أن إضراب القضاة هو إنذار للمحامين حتى يلتزموا الإجراءات والقانون وقبول الخضوع للتحقيق لأن القاضي يبحث بالتوازي في عناصر البراءة والإدانة على حد سواء...وختم عبد الكريم غابة أن القضاة طالبوا هيئة المحاماة بالاعتذار عمّا صدر من بعضهم تجاه القضاة... أما المحامين فقد دافعوا عن سلامة موقفهم وأكدوا أن تحركهم الإحتجاجي الذي نفذوه داخل المحكمة يوم الجمعة الماضي كان تحركا سلميا وجاء في سياق الحرص على التطبيق السليم للقانون وتوفير الضمانات للمحامي وتمتيعه بالحصانة أثناء قيامه بمهامه...وأكد الأستاذ كمال الوسلاتي المحامي بباجة أن إضراب القضاة هو تحرك تصعيدي بما لا يستدعي ذلك بما أن الخلاف المطروح بين جناحي العدالة يقوم على أساس صراع من أجل حسن تطبيق القانون فيما يتصل بإحالة المحامين على قلم التحقيق...كما أثار الأستاذ مصطفى الغربي المحامي بباجة مسألة تتعلق بأحد القضاة بالمحكمة الإبتدائية بباجة الذي باشر عديد الملفات تكون فيها زوجته المحامية ترافع في حق المتهمين بما يؤثر على سير العدالة وطالب إما بإحالة زوجته على عدم المباشرة أو نقلة القاضي إلى احدى المحاكم الأخرى...المحامون الذين تجمعوا داخل قاعتهم بالمحكمة الإبتدائية بباجة صباح الثلاثاء أكدوا أنه ليس هناك ما يستدعي إعتذارهم للقضاة وأن الخلاف الحاصل يجب أن يحل من خلال الحوار وفي إطار الهياكل المنظمة للمهنتين بعيدا عن التصعيد.