هل يتحقق حلم توسعة شبكة السكة الحديدية وإيصال القطار الى مدينة نفطة لتكتمل مسيرة هذه الربوع ويساهم النقل الحديدي في فك عزلة «الكوفة الصغرى» (نفطة) عن بقية الجهات؟ فهذا الحلم الذي ظل يراود الجميع من شأنه ان يخدم مشاريع التنمية بجهة الجريد بصفة عامة وبمدينة نفطة بصفة خاصة. إلا أن هذا المشروع مازال متوقفا على امتداد دراسة فنية تفضيلية لتجسيد اتجاهات التوسعة وطول الشبكة التي وقع اقتراحها ضمن المثال التوجيهي لتهيئة الجهة الاقتصادية وذلك مرورا بمطار توزرنفطة الدولي. كما يتضمن هذا المثال ادراج طريق حزامية بمدينة نفطة ضمن برنامج توسعة الطريق الوطنية رقم 3 والشامل للمثال التوجيهي لتهيئة الجهة اقتصاديا على ادراج نفطة كقطب سياحي مستقبلي وتجسيم هذا التوجه على الخرائط لكن لا هذا ولا ذاك تحقق على ارض الواقع مثل المشروع الفلاحي الضخم الذي كان سيمتد على مساحة 3 آلاف هك لانتاج التمور والباكورات وتعليبها وتصديرها وانتاج البطاطا حيث شهدت زيارة مستثمرين من كندا والسعودية لبعث هذا المشروع الذي كان سيشهد احداث مصانع لتعليب المنتوجات الفلاحية وتصديرها. وكان ذات المشروع ايضا سيمكن من توفير اكثر من 300 مقسم فلاحي لتوزيعها في شكل هبات لفائدة شباب المنطقة فضلا عن تخصيص مساحات لانتاج البطاطا وكان هذا المشروع سيوفر كميات تفوق ضعف استهلاك بلادنا من هذه المادة دون اللجوء الى الاستيراد بل تصبح بلادنا مصدرة للبطاطا. لكن المصالح الفلاحية رفضت الموافقة على بعث هذا المشروع خوفا من استنزاف المائدة المائية. ومن بين الاشكاليات التي مازالت تحول دون تطور القطاع الفلاحي ملوحة مياه الري التي تؤثر أثرا سلبيا على مردودية المستغلات الفلاحية ومشروع تحسين الري. والاقتصاد فيها لم يتجسد ايضا بعد ان تم تخصيص اكثر من 13 مليون دينار منها 10 ملايين دينار للواحة القديمة وكان من المقرر انطلاق الاشغال خلال شهر جانفي 2011. كما ان فلاحي واحة رمادة يتذمرون من مثل هذه الاشكاليات التي ادت الى بروز حساسية هذه الواحة ازاء بعض الامراض. وفي جانب آخر تعيش نفطة على وقع الازمة السياحية مما ادى الى غلق عدد كبير من النزل وخصوصا «صحراء بلاص» الذي يُعتبر ذاكرة المدينة. أما بالنسبة للاحياء الشعبية فانها لم تشهد اضافات تذكر من شانها ان تساهم في تحسين نوعية الحياة من ذلك التاخير المسجل في استغلال محطة التحلية فضلا عن المقص في مجال التنوير العمومي والتطهير وتعبيد الطرقات وتهيئة المسالك الفلاحية وكذلك الشروع في استغلال وتوزيع المنطقة السقوية الجيوحرارية بوادي الرتم وغيرها من المشاريع التي ينتظر سكان الكوفة الصغرى ان تتحقق على ارض الواقع.