لندن (وكالات) تمكنت شركة «مونسانتو» الأمريكية ل «التكنولوجيا الحيوية الزراعية» من إثارة غضب عالمي لقيامها بالسيطرة على سوق البذور وإنتاجها بذورا معدلة وراثيا يعتقد على نطاق واسع أنها تسبب خطورة كبيرة على صحة الإنسان. وتشير بعض الدراسات الأولية غير الموثقة بعد إلى أن الأغذية المعدلة وراثيا يمكن أن تكون من بين أسباب الإصابة بالسرطان. واحتشد متظاهرون في 52 بلدا و436 مدينة حول العالم، ، في إطار الاحتجاجات ضد الشركة رافعين شعارات مثل «طعام حقيقي لأشخاص حقيقيين». وكان السبب المباشر لانطلاق هذه الاحتجاجات والتي بدأت فى الولاياتالمتحدةالأمريكية هو نجاح «مونسانتو» مؤخرا في تمرير ما يسمى ب «قانون حماية مونسانتو» الذي يمنحها حصانة قانونية، إذ أصبح من الصعب مقاضاتها حتى لو ثبت أن منتجاتها تسبب أضرارا صحية وبيئية. وتزرع النباتات المعدلة وراثيا من البذور التي صممت لمقاومة المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب لتحسين إنتاجية المحاصيل وزيادة الإمدادات الغذائية العالمية. من جانبها، أوضحت شركة «مونسانتو»، التي مقرها سانت لويس بأمريكا، أنها تحترم حقوق الشعوب في التعبير عن آرائها في الموضوع، ولكنها تؤكد أن بذور تحسين الزراعة التي تنتجها تساعد المزارعين على إنتاج المزيد من المحاصيل في أراضيهم مع الحفاظ على الموارد مثل المياه والطاقة. وجرت العادة أن لا تطلب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من الشركات التي تصنع أغذية معدلة وراثيا أن تحمل علامة تجارية معينة أو أن تنوه إلى بيع بذور معدلة وراثيا.وفي المقابل كثفت شركات الأغذية العضوية وبعض المستهلكين جهودها لفرض العلامات التجارية بحجة أن البذور المعدلة تنتقل من حقل لآخر وتلوث المحاصيل العادية.وكان مجلس الشيوخ الأمريكي رفض مؤخرا بأغلبية ساحقة مشروع قانون من شأنه أن يسمح للدول بأن تطلب وضع العلامات على الأغذية المعدلة وراثيا.