هذا الشعار السحري الذي دوّت به حناجر الملايين من التونسيين أثناء ثورة 17 ديسمبر هل بدأ في الذبول؟ هل حقّا انتهى المسار الثوري وبدأت مرحلة المؤسسات؟. طرْحُ السؤال أصبح ضروريا في هذه المرحلة خاصة وأنّ البعض من السّاسة عوّدونا بإجابات «بافلوفيّة» من نوع لا أحد من حقه التحدث باسم الشعب متناسين أنهم هم الأولى بتطبيق هذا الكلام على أنفسهم. إنّ محاولة الرقص والتموقع حسب الظروف بين الخطاب الثوري حينًا ومنطق المؤسسات حينا آخر ينمّ عن انتهازيّة تُفرِغ المساريْن من آليتيْهما وأسسُهما، فلا المسار الثوري تواصل ولا المؤسسات تشكّلت!. دليلنا هو أنّ الشعب أثناء الثورة، كان يريد حريّة، شغلا وعدالة اجتماعية وهو الدور الموكول نظريا للمؤسسات. أمّا اليوم ومع ضبابية المشهد السياسي وغموض في مواد بناء أسس الدولة المشتهاة، مازال الشعب يريد بثبات، حريّة، شغلا وعدالة اجتماعية وهي حقوق دنيا للحياة!. هذه الرسالة لم تصل بوضوح للساسة حُكّاما ومعارضة فدخلوا في انشغالات هامشيّة لا علاقة لها بالمطالب الشعبيّة. لذلك ومهما غرقتم في لُجّ صراعاتكم الجانبيّة، تذكّروا أنّ الشعب أراد ماضيا، حاضرا يريد، مستقبلا سيريد وبعد سنوات سوف يريد. آه تذكّرتُ، اليوم هو الأربعاء فخذوا المزيد مما يريد «الشعب يريد شْكونْ قتل بلعيد»؟