جُودة دحمان: أسلاك التربية تدقّ ناقوس الخطر وتحذّر من تصعيد قد يصل إلى مقاطعة الامتحانات    ويتكوف يكشف موعد المرحلة الثانية من اتفاق غزة    تركيا ترسل الصندوق الأسود لطائرة الحداد إلى دولة محايدة    طقس اليوم: ارتفاع في درجات الحرارة    ترامب مهاجما معارضيه في التهنئة: عيد ميلاد سعيد للجميع بما في ذلك حثالة اليسار    رئيس الجمهوريّة يؤكد على ضرورة المرور إلى السرعة القصوى في كافّة المجالات    كوريا الشمالية تندد بدخول غواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية    فوز المرشح المدعوم من ترامب بالانتخابات الرئاسية في هندوراس    تطوير خدمات الطفولة المبكرة محور لقاء وزيرة الأسرة ورئيسة غرفة رياض الأطفال    فاطمة المسدي تنفي توجيه مراسلة لرئيس الجمهورية في شكل وشاية بزميلها أحمد السعيداني    الفنيون يتحدّثون ل «الشروق» عن فوز المنتخب .. بداية واعدة.. الامتياز للمجبري والسّخيري والقادم أصعب    أمل حمام سوسة .. بن عمارة أمام تحدّ كبير    تحت شعار «إهدي تونسي» 50 حرفيّا يؤثّثون أروقة معرض هدايا آخر السنة    قيرواني .. نعم    كأس إفريقيا للأمم – المغرب 2025: المنتخب الإيفواري يفوز على نظيره الموزمبيقي بهدف دون رد    الغاء كافة الرحلات المبرمجة لبقية اليوم بين صفاقس وقرقنة..    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة في القصرين..#خبر_عاجل    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    كأس افريقيا للأمم 2025 : المنتخب الجزائري يفوز على نظيره السوداني    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    من الاستِشْراق إلى الاستِعْراب: الحالة الإيطالية    عاجل : وفاة الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    تونس 2026: خطوات عملية لتعزيز السيادة الطاقية مع الحفاظ على الأمان الاجتماعي    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    عاجل: بعد فوز البارح تونس تصعد مركزين في تصنيف فيفا    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    قفصة: إصدار 3 قرارات هدم لبنانيات آيلة للسقوط بالمدينه العتيقة    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    اتصالات تونس تطلق حملتها المؤسسية الوطنية تحت عنوان توانسة في الدم    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    وزارة التجهيز تنفي خبر انهيار ''قنطرة'' في لاكانيا    عاجل/ قضية وفاة الجيلاني الدبوسي: تطورات جديدة..    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لزهر بالي رئيس (حزب الأمان) ل "التونسية": نرفض وجود تيارات لا تعترف بالدولة ونواميسها
نشر في التونسية يوم 31 - 05 - 2013

لا مجال للمناورات الرخيصة على حساب التوافقات الكبرى
الاقتراض اعتراف ضمني بفشل الحكومة في استنباط الحلول
حاوره: منتصر الأسودي
ضيف حوار اليوم هو «لزهر بالي» رئيس «حزب الأمان» , التقته «التونسية» في المنتدى العالمي للاختراع و الابتكار الذي نظمه مؤخرا مركز الامان للبحوث والدراسات في دورته الاولى , بجزيرة قرقنة .
رئيس«حزب الامان» اعتبر تصريحات «علي العريض» رئيس الحكومة بخصوص التيارات السلفية التي تتبنى العنف بمثابة «صب الزيت على النار» , داعيا اياه الى وضع اصبعه على مكمن الداء و التكلم بلغة أوضح و أدق. كما رأى ان تصريحات المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية عمقت الأزمة و زادت الطين بلة خاصة عند تطرقه الى موضوع الطالبات المنقبات , و في موضوع آخر ثمن بالي الدور الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل في المرحلة الاخيرة و تحديدا اثر اشرافه على مؤتمر الحوار الوطني , لكنه توجه باللوم الى حركة «النهضة» وبعض قياداتها متهما اياها بالتراجع على تعهداتها و التزاماتها.
هل يمكن اعتبار السلفيين «دولة داخل الدولة» خاصة بعد الاحداث الاخيرة التي وصلت الى حد التمرد على القوانين و المؤسسات؟
أولا هم ليسوا دولة داخل الدولة و لكن دعنا نقول , «يا هم... يا الدولة» و ان العملية عملية وجود , فهؤلاء لا يؤمنون بالدولة و لا بالديمقراطية و يفكرون في تنفيذ ما يرونه صالحا غير آبهين بالقانون و يسعون الى تركيع الشعب التونسي , فاينما وجدوا تنتفي الدولة و السلطة, لانهم لا يؤمنون باخذ التراخيص من الدولة معتبرين ان ترخيصهم من الله و يعتبرون ان التراخيص و القوانين و التنظيمات و السلطة وضعية و لا يعترفون بها و يقولون انهم لا يعترفون الا بالشريعة وهي الشريعة حسب فهمهم الخاص و لا يعترفون بحدود المواطنة و لا بتونس و لا بالاعراف و يسعون الى تنفيذ أجنداتهم الفكرية الخاصة التي تتنافى مع مقومات الدولة وتنفي كل سلطة وضعية و هنا إمّا ان يتواجدوا هم او ان تتواجد دولة مدنية فيها دساتير و أعراف و انتخابات لايؤمنون بها اطلاقا .
ولكن هناك شق من السلفيين يعترف بالدولة و يحترم القوانين ؟
نجد نوعين من السلفيين , فهناك شق تبقى افكاره على المستوى الايديولوجي و العقائدي و آخر يمر من هذا المستوى الى التنفيذ عن طريق الالتجاء الى العنف وترهيب الناس لفرض نمط و فكر معين , فالله سبحانه و تعالى قال: « فمن شاء منكم فليؤمن ومن شاء منكم فليكفر», و هذا ما نادينا به في الدستور من خلال التنصيص على حرية المعتقد و الضمير ...و على هذه التيارات العنيفة الاختيار بين التعايش في ظل دولة المؤسسات و الرضوخ للقوانين كغيرهم والعيش في مجتمع له نواميسه و اعرافه , او التشريع لقانون الغاب و هذا لا سبيل اليه .
ماهي الاجراءات التي تقترحها للتعامل مع هذه الظاهرة ؟
بالنسبة للسلفيين المسالمين المنضوين تحت لواء السلفية العلمية ليس لنا معهم اي اشكال لانهم يعتمدون على المنطق في دعوتهم و يرتكزون على قوة المنطق و ليس منطق القوة , أمّا بالنسبة للذين يتخذون العنف وسيلة فلا يجب تمكينهم من الفضاء العام كما يشتهون , فهم يجتمعون للترويج للعنف و الفتنة و هذا غير ممكن ... فلا يمكن ان نتفاعل معهم الا بطرق و برنامج مركّب ذي أبعاد شاملة فيه التوعوي والتثقيفي والتعليمي و التنموي و الامني و لا بد من استراتيجية تجمع كل هذه الابعاد فمن المعلوم ان العملية لن تتم بين عشية و ضحاها وهي طويلة المدى , و ما ضرب في عشرات عقود و حالة التصحر على امتداد 50 سنة قابله ظهور بارز للتنظيمات السلفية منها من يتبنى العنف , نظرا لما تميزت به السنوات الماضية من ظلم و استبداد و انعدام العدالة الاجتماعية و التهميش و الفقر و القمع العقائدي و الديني و هذا ما يولد الا إفرازات سامة و اليوم لا بد ان نعالجها .
ماهي الطرق التي تراها ناجعة لمعالجة الافرازات السامة؟
لا يجب قطع قنوات الحوار و حزبنا يشارك في اي ملتقى حواري , لكن الاشكال المطروح هو كيف ستحاور شخصا يرفع في وجهك السلاح ؟ يجب عليه اولا ان يتبنى العملية السلمية حتى نستطيع محاورته , فكل من يرفع السلاح لا حوار معه , لان الدولة هي الوحيدة التي يمكن لها احتكار العنف المشرع و على الجميع الالتزام بالقانون و الالتزام بالاعراف فهم ليسوا فوق القانون. و أقترح في هذا الخصوص بعث مشاريع تنموية لفائدة المقصيين و المهمشين لتلبية احتياجاتهم الحقيقية , دون ان ننسى الجانب التوعوي عن طريق المتابعة التي تنطلق في سنوات مبكرة وتحديدا في الحضانة لغرس قيم الدين السمحة و على المجتمع ان يقوم بدوره هو الاخر , و كذلك الشأن بالنسبة للاعلام من خلال المشاركة في عمليات التثقيف , فاليوم نرى بعض وسائل الاعلام تعطي فسحة للتحريض و هذا مشكل كبير يمكن ان يتضرر منه الاعلام نفسه , كما اقترح خطة أمنية لردع كل المارقين عن القانون و هي عملية طويلة المدى هي الاخرى و على الشعب التونسي التهيؤ لذلك , فوحدها الوحدة الوطنية قادرة على التصدى لهذا , و بمجرد تفككها و انتفائها ستخدم هذه التيارات التي ستعمل على استغلال الثغرات المجتمعية و التجاذبات الحزبية .
هل فعلا اصبحت الوحدة الوطنية مهددة اكثر من ذي قبل , نتيجة التجاذبات السياسية و المحاصصة الحزبية ؟
ان اخطر ما وقع في الايام القليلة الماضية و تحديدا بعد الانتهاء من الحوار الوطني الذي رعاه الاتحاد العام التونسي للشغل و تمخضت عنه عديد التوافقات الجيدة خاصة بعد التحاق شق من الاحزاب التي قاطعت حوار قصر قرطاج , هو ان حركة «النهضة» تراجعت عن التوافقات المنبثقة عن مؤتمر الحوار عبر نوابها في المجلس التاسيسي ... نحن نقول ان العهد كان مسؤولا وأخلاقيات العمل السياسي شيء أساسي و اذا انتفت الاخلاق «موش ممكن نعملو السياسة», واذا لم تلتزم كافة الاطراف بتعهداتها و تحترم وعودها فمن غير الممكن التواصل معها .
ما هو تقييمك لدور اتحاد الشغل في هذه المرحلة خاصة بعد اشرافه على مؤتمر الحوار؟ وهل ساهمت مبادرته في حل بعض الازمات السياسية و الاجتماعية؟
لعب اتحاد الشغل دورا ايجابيا و تقمص دور الراعي و الجامع للفرقاء السياسيين وبدا ذلك جليا في المبادرة الاخيرة التي انطلقت في قصر قرطاج ب 7 احزاب ... ثم اكتمل النصاب بعد التحاق الاحزاب التي قاطعت مشاورات قرطاج و جمّعهما الاتحاد .
لقد كان التوافق واسعا وجديا في مبادرة الاتحاد و قرطاج , و الدور الذي لعبه الاتحاد ايجابي بعد التحاق «المسار» و «الجبهة الشعبية» و «حركة نداء تونس»... لكن مشكلتنا الآن داخل «النهضة» , فمن غير المعقول ان تقوم مجموعة من الحركة خاصة الحبيب خضر بالتراجع عن بعض الاتفاقيات و الفصول , وهذا لا سبيل اليه لانها امضت على التوافقات , و نحن لا يهمنا المشاكل الداخلية ل «النهضة» وقياداتها .
و ما فعله خضر رسالة نابعة من مصالح حزبية و ضيقة للمتشددين في «النهضة» ورابطات حماية الثورة التي نصرّ على حلها. نقول اليوم انه لا مجال للمناورات الرخيصة على حساب التوافقات الكبرى للبلاد التي يمكنها ان تؤخر عملية صياغة الدستور و تشتت اللحمة الوطنية التي نحن في امس الحاجة اليها لمواجهة الارهاب و العنف , و من هذا المنطلق لا بد ان تفي «النهضة» بالتزامها و لم يعد لها اي امكانية للتراجع ( تراجعت عن بعض التزامات قرطاج في ما يخص حرية الضمير و المعتقد و الحق النقابي و حق الاضراب ...) فنحن نعتبر ان كل من لم يف بالعهد غير مسؤول , و على جميع الاحزاب تسوية مشاكلها الداخلية حتى لا تؤثر على الوحدة الوطنية و الدستور و على المرحلة الانتقالية بصفة عامة التي نريد انهاءها في أقرب الآجال .
حسب رأيك ماهي أهم المخاطر التي تهدد المرحلة الانتقالية ؟
هناك امكانية ان يعرض الدستور على الاستفتاء , و في صورة حصول هذا لن يكون دستورا معتدلا ولا وسطيا باعتبار أن كل طرف سيعود الى قياداته المتشددة لاخذ آرائها ... وما قامت به «النهضة» غير مقبول و لابد ان تراجع نفسها وتفي بتعهداتها لانه اذا لم يتم هذا ستكون تبعاته كارثية على المجتمع و ستؤثر سلبا على بعض القضايا على غرار العنف و الارهاب و المرحلة الانتقالية.
هل تعتبر تصريح رئيس الحكومة الذي قال فيه ان «انصار الشريعة» تنظيم غير قانوني وقياداته متورطة في الارهاب, مقدمة لتطويق العنف و الارهاب ؟
الارتجاف في المواقف و الكلام بأنصاف المفردات «ما عندو فين يهزنا» , ما معنى ان «قياداته متورطة في الارهاب»؟ عليه التاكيد هل هو تنظيم ارهابي ام لا؟ فهو تنظيم غير قانوني و ارهابي لأن التنظيم هو قيادات و لا يجوز ان تتورط قياداته في الارهاب وهو ليس ارهابيا ولا بد من مقاومته بجميع الوسائل و لا بد ان نتكلم بمفردات كاملة , ان الارتجال و التذبذب في الرسائل هو بمثابة رسائل طمأنة الى قواعد التنظيم , باعتبار ان رئيس الحكومة فصل بين القواعد و القيادات المتورطة في الارهاب , الذين وصل بهم الحد الى التحذير من تفجير قصر العدالة بتونس وهذا من اخطر صيغ الارهاب التي لم تشهده تونس .
فتصريحات العريض عمقت حالة التفكك و التذبذب و تعطي رسائل خاطئة مفادها ان الحكومة لم تتخذ موقفا صريحا من هذا التنظيم و لهذا لا بد من الكف على مثل هذه التصريحات , لان هذا التنظيم خلق بواسطة الرسائل الخاطئة وهو مثل ما وقع مع رابطات حماية الثورة ( هؤلاء اولادنا و موش جايين من المريخ ) التصريح يجب ان يكون واضحا و صريحا و سدا منيعا لتسلل مثل هؤلاء الذين يستغلون الثغرات .
هل تعتبر ان التراخي الحكومي اعطى الضوء الاخضر الى التنظيمات المتبنية للعنف بتنفيذ اجنداتها ؟
اليوم تغيرت الامور و الحمد لله و تحديدا بعد وصول وزير الداخلية الجديد «لطفي بن جدو» وهي الفرصة الاخيرة للتعاطي معها بهذا الوضوح و الصرامة , لكن هذا الوضوح غاب عن خطاب رئيس الحكومة , و زير الداخلية يبذل مجهودا كبيرا لفرض القانون .
لكن نتمنى من رئيس الحكومة و اخوتنا في «النهضة» مساعدتنا من خلال الكف عن بعث رسائل مزدوجة , اذ يجب تصنيف هذا التنظيم ارهابيا مادام يمارس العنف و قياداته متورطة في الارهاب و تستنزف مجهودات القوة الامنية و تنذر الشعب ...و لا بد للقضاء من الحسم في امرهم .
لكن القضاء تولى أمر المعتقلين في احداث «الاحد الاسود» و اطلق سراح بعضهم و من بينهم عدد من القيادات ؟
لا يجب ان نطلب من القضاء ان يكون مستقلا و محايدا ثم نأتي فيما بعد للضغط على قراراته. فالعملية معقدة و اطلاق سراح عدد من المعتقلين نابع من رغبة في تفادي التصعيد , و هذا ما نتمناه ايضا , و رسالة لامتصاص الاحتقان و لتهدئة الخواطر و الاجواء , لان العملية ليست قضائية بحتة و انما يتداخل فيها الجانب الاجتماعي و السياسي و العقائدي .
القضاء يقوم في بعض الاحيان ببعث رسائل تخدم المصلحة العامة و تمتص الاحتقان , فالقاضي يجتهد و لا ينظر الى الموضوع من زاوية واحدة .
كنت قد ثمنت دور بن جدو و في المقابل هناك احزاب غير راضية عن ادائه , وصلت الى حد المطالبة باستقالته , حسب رايك ما مرد هذا الاستياء ؟
هم المتشددون الذين يقلقهم اليوم التعاطي معهم بالجدية و الصرامة اللازمتين , فالاحتكاك بوزير الداخلية لا يكون الا في حالة مخالفة القانون. وأضيف ان التنظيمات و الاحزاب التي تقوم بدورها الحقيقي الذي بعثت من اجله ليس لها اشكال امني مع وزارة الداخلية , أما الاحزاب الاخرى التي نادت باقالة بن جدو فلا تسعى الى تاطير الفضاء العام و تهيئته بل لديها مشاكل اخرى و لها موقف اخر من وزارة الداخلية , و نعتبر ان السياسة هي حوكمة ادارة الشأن العام و تأطير الشعب لما فيه خير هذه البلاد , وهو الدور الحقيقي للاحزاب اما المشاكل التي تسبب حروبا عقائدية فنحن في غنى عنها و «عندها ناسها» و هم من يقلقهم وزير الداخلية .
هل امضى حزبكم على لائحة اللوم في شان رئيس الجمهورية ؟ و كيف تقيم تصريحات وأداء المرزوقي؟
رئيس الجمهورية دائما ما يفوّت على نفسه الفرصة بأن يسكت و جل تدخلاته تشق صفوف الوحدة الوطنية و تخلق سجالا في الاوساط السياسية , فهو يتصرف عكس ما كان بامكان رئيس الجمهورية فعله من خلال التاكيد على الوحدة الوطنية ولمّ شمل التونسيين وهي من الصلاحيات الاساسية لرئيس جميع الصلاحيات .
حزبنا كان من المنادين بلائحة اللوم هذه و نعتبر ان الوقت قد حان للم الشمل وتضميد الجراح لاكمال هذه المرحلة الانتقالية والذهاب الى انتخابات في اسرع وقت ممكن , لكن هشاشة الوضع الذي تمر به بلادنا لا يتحمل تنحية رئيس دولة او رئيس حكومة و نحبذ ان ننتقل الى انتخابات بهذه المجموعة و نتغاضى عن بعض الخلافات و علينا استيعاب الدرس في الفترة القادمة و اختيار رئيس مسؤول و يمثل كل التونسيين و قادر على القيام بدوره على اكمل و ليس كما حدث مع المرزوقي الذي وضع نفسه فوق المؤسسات عند حديثه عن حق المنتقبات في اجتياز الامتحانات و الحال ان المجالس العلمية قررت عدم السماح لهن بذلك .
فاذا كان الشخص المخول للدعوة الى احترام القانون يتمرد على المؤسسات فمن سنلوم اذا .
هناك من اعتبر خطاب المرزوقي حملة انتخابية مبكرة و لنيل رضاء فئة معينة من الشعب؟
الرسائل التي تصدر خاصة عن متشددي «النهضة» و «حزب المؤتمر من اجل الجمهورية» أو من بعض الاحزاب الاخرى هدفها الاول المتشددون و الصندوق لاغراض انتخابية , لكن هناك اشكالية هي ان رسائل الطمأنة الصادرة من بعض الشخصيات و الاحزاب تكون على حساب مصلحة البلاد و الوحدة الوطنية و لهذا انا اعتبر ان باستطاعتهم ربح بعض الاصوات بهذه الطريقة لكنهم سيخسرون مصداقيتهم حتى امام انفسهم فصورتهم في الميزان و يجب التفريق بين الرسائل الانتخابية و القرارات التي يمكنها انقاذ البلاد , و هناك بعض الاطراف تحيد عن دورها لخدمة مصالحها الشخصية .
ماهي آخر مشاريعكم التحالفية ؟
هذا الحديث سابق لاوانه و الاكيد اننا لا نستطيع دخول الانتخابات فرادى و نحن في تنسيق مع بعض الاحزاب التي تقاسمنا نفس الاهداف و الرؤى و المبادئ لكن هذا الحديث سابق لاوانه , و سنترك هذا الموضوع لمؤتمرنا في اواخر سبتمبر , فنحن ملتزمون بما تقرره المؤسسات .
كيف ينظر حزبكم الى مسالة الاقتراض من البنوك الدولية؟
الاقتراض هو اعتراف ضمني بان هؤلاء غير قادرين على استنباط الحلول , لقد تصرفوا في الاخير كما كان يفعل الاولون ففي الثلاث سنوات التالية اقترضت تونس 10 مليارات دينار و الكل مخصص للاستهلاك وهذا كارثة على الاقتصاد و يدل على انهم غير قادرين على ايجاد حلول و لهذا يلتجئون لأيسر الحلول.
فالاقتراض يشرف عليه مسؤولو اليوم لكن سيدفع ثمنه صغارنا , فاذا لم نفكر في صغارنا فلا خير فينا , فلننظر الى البلدان السكندنافية تخصص نصف عائدات البترول لاجيالها القادمة بينما نحن نترك لابنائها الديون .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.