قال أمس، محمّد سلمان وزير البيئة والتجهيز في ندوة صحفيّة تحت شعار «أحنا الكل مسؤولين على البيئة» بمناسبة اليوم العالمي للبيئة إنّه لم يتمّ غلق مصب قلالة بجربة وإنّما تمّت مغادرته جرّاء الضعوطات التي سلّطها عليهم الأهالي موضّحا أنّه لا بدّ من استكمال الكمّيات الناقصة فيه من النفايات ليتمّ غلقه نهائيّا بطريقة علميّة تمنع تسرّب الغازات السامّة داعيا الأهالي ومكوّنات المجتمع المدني إلى ضرورة الإقتناع بذلك لما فيه مصلحة للجميع. و أضاف سلمان في حديثه عن الصعوبات التي تواجهها الوزارة على مستوى الجمع والمعالجة والنقل للنفايات إنّه لا بدّ من إعادة فتح مصب جرادو لأنّه لا ضرر في ذلك خاصّة وانّه يحتوي على مصنع لمعالجة النفايات والمواد الصناعيّة إضافة إلى طبقة عازلة للمواد السامّة موضّحا أنّ صعوبات النقل والجمع هي فنيّة تتمثّل في مزج النفايات المنزليّة بالنفايات الصناعيّة والإستشفائيّة وأخرى ماليّة تتمثّل في ضعف الموارد الماليّة للبلديات أمّا صعوبات المعالجة فتتلخّص في المعالجة غير الملائمة لمياه الرشح إضافة إلى الإعتصامات والاحتجاجات بمصبّات المراقبة التي ساهمت في غلق العديد منها بمختلف ولايات الجمهوريّة. وأشار سلمان في قراءته لتقرير حول الوضع البيئي لسنة 2012 وأولويات سنة 2013 إلى أنّ قطاع البيئة شهد إخلالات في السابق في المجال الصناعي بإنجاز مشاريع دون المحافظة على المحيط ممّا أحدث إشكاليات بيئيّة وهيكليّة وأخرى ظرفيّة بعد الثورة تجسّمت في مسألة التصرّف في المصبّات والملك العمومي البحري والمناطق المحميّة موضّحا انّ عمليّة معالجتها تتطلّب إيلاء الدور الأكبر للجهات والبلديات بتحديد الحاجيات والأولويّة لتنفيذ البرامج والمشاريع إضافة إلى دعم التحسيس والتربية البيئيّة وتعزيز الإتصال وإستشارة جميع المتدخّلين لإيجاد الحلول. و تطرّق سلمان إلى أهم المجالات التي تشكّل جزءا كبيرا من المنظومة البيئيّة كالشواطئ والموارد المائيّة ومنظومة التطهير و التربة والأراضي والمحميات مبيّنا أنّها تتعرضّ إلى إعتداءات وانتهاكات داعيا إلى ضرورة التصدّي لذلك بمساعدة كلّ الأطراف مشيرا إلى انّ المواطنين يطالبون الجهات الرسميّة بالتدخّل وإيجاد الحلول لكنّهم يعارضون تنفيذها. أمّا عن قرارات الهدم الناجمة عن المخالفات والإخلالات بالملك العمومي البحري قال سلمان إنّه لا بدّ من تدخّل وزارة الداخليّة لتنفيذ اكثر من 325 قرار هدم بسلقطة وغيرها من المناطق وذلك تجنّبا للمشاكل التي سيحدثها الأهالي مضيفا انّه تمّ إعداد برامج لمعالجة الإنعكاسات البيئيّة الناتجة عن تحويل الفسفاط بقابس بتهيئة مصب للفوسفوجين بمنطقة المخشرمة موضّحا انّ هذا المشروع مازال يواجه اعتراض الأهالي رغم انّه لا يشكّل خطرا. وأكّد سلمان انّه لا بدّ من تعزيز برامج التصرّف المستديم في الموارد الطبيعيّة والمنظومات البيئيّة ودعم البرامج المتعلّقة بمكافحة التلوّث بالوسط الحضري والريفي ومواصلة العمل على إيجاد التمويلات ووضع البرامج الكفيلة بتعزيز المراقبة البيئيّة لمواجهة التحدّيات المستقبليّة.