تشرع وزارة التجهيز والبيئة الأسبوع المقبل في تنظيف 98 شاطئا بكلفة 1.1 مليون دينار وذلك بالاشتراك مع كل من وزارة الداخلية ووزارة السياحة وعديد الأطراف الأخرى في إطار جملة من الاتفاقيات مع شركات ، كما تعمل الوزارة مع مختلف الأطراف المعنية على تدعيم برامج استثنائية ومتنوعة من اجل تكريس حق المواطن في بيئة سليمة. وجاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الدوري السادس والثلاثين بعد المائة الذي انعقد اليوم الثلاثاء 14 ماي بقصر الحكومة بالقصبة بحضور كل من الصادق العامري كاتب الدولة المكلف بالبيئة ومحمد الهادي التوج مدير الهياكل والمحيط. وقد شكل الوضع البيئي والعناية بنظافة المحيط والجهود المبذولة من قبل المصالح الوزارية والهياكل العمومية ذات العلاقة في إطار عملية التصدي للإخلالات البيئية وتعريض صحة المواطن للخطر عبر ردع المخالفين أبرز محاور الإهتمام خلال اللقاء الذي استعرض خلاله المتدخلون مختلف البرامج والمشاريع التي تسعى لبعثها الهياكل المعنية بالبيئة. واستعرض كاتب الدولة المكلف بالبيئة بوزارة التجهيز والبيئة الصادق العامري الجهود المبذولة وبرامج الوزارة في نطاق الاسهام بالعناية بنظافة المدن ، بما يمكن من تكريس مقاربة تقوم على التكامل في الجهد البلدي ، وذلك في اطار اتفاقيات اطارية تقضي برفع نفايات البناء سيما منه الفوضوي وركام الفضلات المنزلية ، مشيرا إلى الشروع في عقد صفقات على هذا الصعيد بقيمة 3.5 مليون دينار بالتوازي مع تخصيص وكالة التصرف في النفايات 31 مؤسسة صغرى عهد إليها رفع النفايات البلاستيكية من شوارع المدن. وقال كاتب الدولة إنه تم رصد مبلغ بقيمة 2.5 مليون دينار في اطار التعهد بالمساحات الخضراء وصيانتها موزعة على 200 بلدية مشيرا إلى احداث لجنة صلب وزارة التجهيز والبيئة بالتنسيق مع وزارات الداخلية والصحة العمومية والسياحة ، تضطلع بمهمة الاشراف على البرنامج الوطني لمقاومة الحشرات. وسيتم حسب تعبيره التدخل البيولوجي في تصريف المياه الراكدة لما يقارب 57 واد ومجرى للمياه بطول 132.5 كلم و 31 حوض لتعديل سيلان المياه موزعة على 9 ولايات علاوة على افراد سبخة السيجومي بعناية خاصة عبر التقليص من ارتفاع منسوب مياهها والتخفيض من حجم المياه المصرفة في خليج البحر، مضيفا أن عمليات التدخل بالمبيدات للقضاء على الحشرات في ولايتي بن عروس وسوسة شملت 2200 هكتار. وعرج الصادق العامري على برنامج وزارة التجهيز والبيئة لصائفة 2013 بخصوص العناية بالشواطئ العمومية ، مؤكدا أن حملات النظافة ستنطلق الاسبوع المقبل وتشمل 98 شاطئ باعتمادات مالية تناهز 1.1 مليون دينار مشيرا الى تنفيذ تدخلات بخليج المنستير لرفع الطحالب والحشائش المسببة لانبعاث الروائح الكريهة وذلك على طول 10 كلم وأنه من المنتظر أن تواصل الأشغال على امتداد 4 أشهر. وتطرق كاتب الدولة المكلف بالبيئة إلى الاشكالات التي يشهدها الوضع البيئي بتونس وما انجر عنها من سلبيات طالت جودة الحياة للمواطنين مرجعا ذلك إلى أمور هيكلية وتنظيمية ومؤسساتية وإستراتيجية ، من ذلك تنامي الانتهاكات والاخلالات ، مشيرا إلى ان الدولة اليوم تعقد العزم على ازالة التلوث البيئي ورفع الاضرار الناتجة عن ذلك وتكريس استحقاق بيئي تتوفر فيه معايير جودة الحياة لكل المواطنين. وقدم الصادق العامري جملة من الايضاحات ازاء بعض الاستفسارات شملت غلق مصب "جرادو" واستفحال التلوث بخليجي المنستير وقابس إذ أوضح أن نفايات ثلاثة مصبات متمركزة بولايات صفاقس وقابس وبنزرت يتم تحويلها الى مصب "جرادو" لمعالجتها باعتبار المواصفات العالمية التي يكتسبها ، مؤكدا أن إعادة فتحه سيكون في مصلحة تونس ومواطنيها بما يمكن من امتصاص طاقة تخزين الفضلات بالمصبات الاخرى مضيفا أن الدولة التزمت برفع الاخلالات البيئية للمصب والاستجابة للمطالب الاجتماعية للمواطنين القاطنين بمنطقة "جرادو". وبشأن الاخلالات المسجلة في خليج المنستير وارتفاع حدة التلوث البيئي جراء تصريف مياه محطة التطهير المتمركزة بجهة "خنيس" أفاد كاتب الدولة أن اجراءات عاجلة اتخذت للغرض وذلك عبر الانطلاق منذ مستهل 2013 في معالجة المياه بالحد من انبعاث الروائح الكريهة عبر طريقة ''المعالجة بالجير'' مشدا على أنه تم الاتفاق على نقل هذه المحطة الى منطقة "مسجد عيسى" وأن أشغال الإنجاز ستنطلق بداية السنة المقبلة. من جهته أشار محمد الهادي التوج مدير الهياكل والمحيط بوزارة الداخلية إلى أن في مستهل سنة 2013 تم غلق مصب الفضلات ببرج شاكير مما انجر عنه تراكم النفايات في عديد المناطق من الجمهورية بشكل ''رهيب'' لتصل إلى 242 ألف طن من الفضلات تم رفه 191 الف طن منها ، مضيفا أن 70 بالمائة من الفضلات تتواجد ب 18 بلدية فقط وهي كمية كبيرة لها مردود سلبي على البيئة في البلاد. ويعود ذلك حسب ما أفاد به الممثل عن وزارة الداخلية إلى النقص في المعدات والأجهزة التي تستعمل في حمل الفضلات بالرغم من المساعدات التي تقلتها تونس من عديد البلدان الأجنبية وآخرها الهبة التي تلقتها من تركيا ، كما أن مردود أعوان التنظيف قد تراجع مقارنة بالسنوات الماضية ، إلى جانب توقف أنشطة بعض المصبات وهو ما يعطل عملية رفع الفضلات. وأفاد محمد الهادي التوج أن من أسباب التلوث أيضا نفايات الهدم التي بلغت مساحتها 670 ألف متر مكعب ، مشيرا إلى أن وزارة التجهيز قامت بتكوين لجنة فنية بالاشتراك مع وزارات الداخلية والفلاحة ن للانطلاق في ترسيخ مفهوم العمل المشترك بين البلديات ، إذ ابرمت أول اتفاقية بين كل من بلدية أريانة وسكرة ورواد ، وتهدف إلى ترسيخ المعدات والأجهزة للعمل على رفع الفضلات بتكلفة أقل.