« اعتقد أن منتخبنا خرج بنتيجة ايجابية ( 2 / 2 ) أمام منافس صعب و على أرضية ميدان كارثية و مساندة جماهير غفيرة رغم الغيابات المؤثرة ( صابر خليفة و عصام جمعة) و ما يزيد في أهمية النقطة الثمينة التي حصدناها من فريتاون بالذات هو أن التعادل تحقق في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة . عموما منتخبنا قدم شوطا أول دفاعيا بحت و فشل في تهديد مرمى المنافس نظرا لغياب العناصر القادرة على الاضطلاع ببناء الهجمة بصفة منظمة مع العلم أن تمركز لاعبي وسط الميدان في الفترة الأولى لم يكن محكما بالكيفية المنشودة بحكم الأدوار الموكولة للراقد و الميكاري و ساسي و الذين فشلوا في بناء الهجمة بأحسن كيفية و هنا أتساءل هل أن نبيل معلول فكر عند تعويله على تركيبة وسط ميدان دفاعية بالأساس في إعطاء الأولوية القصوى لافتكاك الكرة من المنافس و استرجاع الكرات الثانية على حساب لعب الهجوم علما و أن هذا المعطى لم ينجح فيه « الكوتش « أم انه خير التصرف في الرصيد البشري الموضوع على ذمته تبعا لبعض المعطيات التي شهدتها المباراة أو أن حتمية العودة بنتيجة ايجابية هي التي جعلته يعتمد على تشكيلة دفاعية صرفة على امتداد أطوار الشوط الأول و شخصيا خيرت أن يستهل معلول المواجهة بأسامة الدراجي و سامح الدربالي اللذين قدما حلولا هجومية لمنتخبنا مع بداية الفترة الثانية خاصة الدراجي الذي تحرك بلا هوادة من اليمين الى اليسار و خلق خطرا كبيرا على دفاع المنافس و كان مهندس ضربة الجزاء التي أعادتنا إلى المباراة في توقيت جيد . وجب الإشارة أيضا إلى نقاط الاستفهام العديدة في ما يتعلق بعض الاختيارات البشرية لنبيل معلول مثل ياسين الميكاري الذي قدم مردودا باهتا على امتداد الشوط الأول على المستويين الدفاعي و الهجومي و هذا طبيعي جدا بالنظر إلى غياب النسق عن محترف سوشو الذي لعب مقابلات تعد على أصابع اليد الواحدة مع فريقه الفرنسي بالإضافة إلى مردود سفيان الشاهد المخيب للآمال و الذي كان بعيدا كل البعد عن مستواه المعروف عنه كما أن « الكوتش» اخطأ التدبير عندما عول على سلامة القصداوي كراس حربة كلاسيكي الذي تميز طوال المباراة ببطئه الشديد مما جعل دفاع المنافس يفوز بكل الحوارات الثنائية ضده و الحال أن مواجهة الأمس تتطلب لاعبين يتميزون بالسرعة في بناء الهجمة مثل الدراجي و الدربالي ومن حسن الحظ تفطن معلول إلى هذا الخلل سريعا و قام منذ بداية الشوط الثاني بمراجعة حساباته إزاء العناصر الاساسية للمنتخب و يعتبر قرار تعويضه للشاهد و الميكاري بالدربالي والدراجي في محله و عطاء البديلين الغزير و النتيجة النهائية للمباراة تكفيان مؤونة التعليق . في المجمل منتخبنا قطع خطوة عملاقة نحو ضمان بطاقة الترشح للدور الحاسم المؤهل لنهائيات مونديال البرازيل 2014 لاسيما و أن الفارق الذي يفصلنا عن اقرب الملاحقين منتخب السيراليوني ظل على حاله 5 نقاط مع برافو لكريم حقي و خليل شمام اللذين ابليا البلاء الحسن أمام هجوم المنافس الذي يتميز بالقوة البدنية الخارقة و الفرديات الكبيرة بالإضافة إلى السرعة في بناء الهجومات».