عاد صبيحة امس المنتخب الوطني الى ارض الوطن غانما نقطة ثمينة من رحلته الى فريتاون بعد التعادل مع المنتخب السيراليوني بنتيجة ( 2 / 2 ) مما عزز حظوظ ابناء نبيل معلول للاقتراب اكثر من التاهل للدور الحاسم المؤدي الى مونديال البرازيل 2014 . نتيجة المواجهة طويت في رفوف الماضي لكن اداء بعض اللاعبين ان لم نقل اغلبهم الذي كان متواضعا ورتيبا بشكل مفضوح سيما وان الامر يتعلق بتشريف الراية الوطنية بالاضافة الى بعض الاختيارات الاعتباطية ان صح التعبير ل«الكوتش» معلول مازالا محور حديث الشارع الرياضي المحلي ومن جهتنا سنعود في هذه الورقة للوقوف عند بعض مكامن الخلل التي لاحت في مواجهة فريتاون . اختيار «مشبوه » لن نتحامل على الجهاز الفني للمنتخب الوطني عندما نشكك في بعض الاختيارات البشرية والفنية في حوار امس الاول والتي يمكن ان نصفها بال«مشبوهة» نظرا لعدة اعتبارات منطقية فمعلول دفع بجهود ياسين الميكاري في التشكيلة الاساسية للمنتخب وهو يعلم علم اليقين ان اللاعب ظل اسيرا لبنك البدلاء والمدارج في مناسبات عديدة مع فريقه سوشو الفرنسي الموسم الفارط وبالتالي لا يمتلك نسق المباريات التي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا كما هو الحال مع حوار فريتاون كما لا نعتقد ان «الحاج» معلول لا يملك عناصر قادرة على الاضطلاع بهذه الخطة باحسن كيفية ضمن رصيده البشري فكان بامكانه مثلا الاعتماد على حيوية علي المعلول بطل تونس والمتمرس باجواء ادغال القارة السمراء مع فريقه النادي الصفاقسي في نفس المركز او وضع خليل شمام في مثل هذه الخطة سيما وانه يحذق اللعب الهجومي مع تاخير ظهير نادي عاصمة الجنوب الى مركز ظهير ايسر . و المعروف عن «الكوتش» هو اطلاعه على كل كبيرة وصغيرة باخبار محترفينا خارج حدود الوطن وكان على بينة بان الميكاري لا يمتلك في قدميه سوى «درجين» لعب مع سوشو على امتداد الموسم الرياضي الذي ودعناه للتو لكن مع هذا لم يتخل معلول عن فلسفة العادة وتعامل مع مختلف هذه المعطيات وفقا لمقولة «معيز ولو طاروا » ليفاجئ الجميع بالتعويل على خدمات الميكاري منذ بداية المباراة وفي مركز جديد على اللاعب ( جناح ايسر هجومي ) فكان اداؤه نشازا بامتياز ومثل الحلقة الاضعف في منظومة لعب منتخبنا ضد السيراليوني . غطرسة «الأنا» اخطاء الجهاز الفني للمنتخب لم تقتصر على تشريك ياسين الميكاري منذ البداية بل شملت ايضا قرار التعويل على سفيان الشاهد في التشكيلة المثالية رغم ان معلول يعي جيدا ان الظهير الايمن لنادي هانوفر 96 يعد من العناصر الاحتياطية في فريقه الالماني وبالتالي لا يمتلك نسق المباريات مثله مثل الميكاري لكن معلول القى بمختلف هذه المعطيات عرض الحائط وكرس غطرسة «الأنا الآمر والناهي» فكان اختياره للشاهد خطأ لا يغتفر كاد منتخبنا يدفع ثمنه باهظا لولا هدية الحارس السيراليوني في الوقت القاتل من عمر المباراة . الغريب في هذا الاختيار ان معلول الذي لطالما يعدد خصال سامح الدربالي ويصفه باحسن ظهير ايمن في الوقت الحاضر في تونس فانه لم يدفع بجهود ظهير الترجي « الطائر» منذ البداية مفضلا عليه الشاهد الحاضر جسدا والغائب روحا قتالية و«قرينتة» في حوار «فريتاون » ليتدارك «الكوتش» حساباته مع مطلع الشوط الثاني بعد اكتشافه للشوارع الفسيحة التي خلقها الشاهد لهجوم المنافس لارباك الخط الخلفي لمنتخبنا في اكثر من مناسبة . «الشاهد» يبدو انه لم يتاقلم مع ارضية الميدان «الكارثية» والحق يقال وهو الذي اعتاد اللعب على «زرابي» خضراء ونموذجية في ملاعب «البوندسليغا» الالمانية لينال منه الارهاق كثيرا فكان عطاؤه المتواضع منتظرا للمشاهد البسيط لكنه على ما يبدو فاجأ اقرب المقربين للمنتخب الوطني ونعني « نبيل معلول» و بقية حاشيته . لماذا احتجب «الشرميطي» ؟ مازال الشارع الرياضي المحلي لم يستوعب الى حد هذه الساعة استدعاء معلول لمهاجم النادي الافريقي سلامة القصداوي لتعزيز صفوف المنتخب سيما وان اللاعب يملك في جرابه هدفين فحسب مع نادي باب الجديد على امتداد موسم كامل ليذهب في ظن الجميع ان الاطار الفني للمنتخب سيعتمد على خدمات القصداوي لتصفيات مباريات «الشان» لا اكثر لكن «الكوتش» باغت الجميع وعول على «سلامة» في التشكيلة الاساسية لمنتخبنا ضد السيراليون مبررا موقفه بعدم امتلاكه لمهاجمين بامكانهم تعويض صابر خليفة وعصام جمعة الغائبين بداعي الاصابة للاول والانذار الثاني لمهاجم الكويت الكويتي . موقف عجيب من معلول والحال انه استدعى امين الشرميطي احد افضل الهدافين مع فريقه ف.سي زوريخ في الدوري السويسري لقائمة المنتخب لكنه تركه اسيرا لبنك البدلاء دون مبررات منطقية دافعا بجهود سلامة القصداوي في حوار «فريتاون» منذ البداية والذي كان والحق يقال خارج الموضوع «على طول» سيما وان بطئه الكبير في نقل الخطر الى مناطق الخصم ساعد كثيرا الدفاع السيراليوني على امتداد المواجهة .