نظرت احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس يوم الخميس المنقضي في جريمة محاولة قتل نفس بشرية عمدا تورط فيها كهل عمد إلى إصابة المتضررة بآلة حادة على مستوى رقبتها ووجهها مما تسبب لها في اضرار بدنية جسيمة استدعت بقاءها بالمستشفى تحت العناية الطبية المركزة وقد قررت المحكمة حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم في جلسة مقبلة . وتعود وقائع هذه القضية إلى شهر نوفمبر 2012 عندما وردت مكالمة هاتفية على احد مراكز الأمن بالعاصمة من احد المستشفيات موضوعها قبول فتاة في حالة صحية حرجة جراء إصابتها بآلة حادة على مستوى وجهها ورقبتها فتحولت دورية أمنية على عين المكان وتعذر سماع المصابة لحالتها الصحية الحرجة فيما انطلقت التحريات في الجريمة والتي ثبت من خلالها أن المتضررة تعرفت على المظنون فيه وأصبح يتبادلان حبا جارفا وظلت علاقتهما مستمرة وكان الشاب في كل مرة ينتظر أن تفاتح حبيبته عائلتها في أمر ارتباطهما. لكن في الآونة الأخيرة لاحظ هذا الأخير فتورا في علاقتهما اذ باتت تختلق الأعذار لعدم لقائه مما ادخل الحيرة في نفسه وقرر الاتصال بها لمعرفة سبب الجفاء فأعلمته انها تعاني بعض المشاكل العائلية التي عكرت مزاجها وجعلتها تميل إلى الانزواء وعدم الرغبة في لقاء أيّ كان. هذه التبريرات لم تقنع الشاب الذي حاول جاهدا الاتصال ببعض صديقاتها وأقربائها لمعرفة حقيقة المشاكل التي تعاني منها وعلم على سبيل الصدفة أن فتاته ترغب في الاقتران بقريبها الذي يعمل بالمهجر. كان هذا الخبر بمثابة الصاعقة النازلة عليه فلم يتمالك نفسه واتصل بفتاته طالبا لقاءها لأمر هام فلبت مطلبه والتقيا بالمكان الذي اعتادا الالتقاء به ومباشرة بادر باستفسارها عن حالها ثم سألها عن حقيقة المعلومات التي توصل إليها حول علاقتها بقريبها فأكدت له صحة المعلومات فتمالك الشاب نفسه وذكرها بعلاقتهما ووعدها بالاقتران به غير أنها تمسكت بالظروف وبالضغط الأسري فتظاهر الشاب بقبوله الأمر الواقع متمنّيا لها حياة سعيدة... ظنت المتضررة انها حسمت أمر العلاقة وانتهت الأمور على احسن ما يرام لكن ما خفي كان أعظم حيث اتصل بها الجاني بعد أيام من الوعد الذي قطعه وطلب مقابلتها فلم ترفض واستجابت لما أراد وبعد اللحظات الأولى من اللقاء استرجع معها سلسلة وعودها المستمرة له وكيفية تلاعبها به والجرح الذي سبّبته له وهدّدها بإفشاء أمر العلاقة التي تربطهما فتعالت اصواتهما وفي غفلة منها اخرج سكينا كانت بحوزته واصابها على مستوى وجهها ورقبتها -الإصابة الاشد خطورة كانت على مستوى الرقبة- ...كانت صدمتها كبيرة وهي تشاهد نفسها مضرجة بالدماء فأطلقت صيحة مدوية وسقطت مغشيا عليها فاجتمع الناس حولها وبادروا باعلام الإسعاف وتم نقلها على جناح السرعة إلى أحد المستشفيات بالعاصمة وبفضل مجهودات الاطار الطبي انقذت من موت محقق ... وباستنطاق المظنون فيه اعترف بما نسب إليه معربا عن ندمه عما بدر منه وأكد أن المتضررة هي التي كانت وراء الكارثة لانها تلاعبت بمشاعره فيما كانت تلاقي غيره وقد أذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب إليه وبعد أن تماثلت المتضررة للشفاء أكدت أن الجاني اضمر الاعتداء عليها وقد نجح في استدراجها وبمجرد أن التقته اشتد الخلاف بينهما وفوجئت به يسدد لها طعنتين كادت أن تهلك جراء إحداهما فيما تسببت الطعنة الأولى على مستوى الوجه في تشويه مستمر في جسدها وتمسكت بتتبعه عدليا... وبإحالة المتهم على القضاء أعاد أقواله السابقة وأكد أن المتضررة نكثت وعدها وتركته يجتر مرارة فراقها دون أن تبالي بالأمر وأنّها رفضت تسليمه مبلغا ماليا كان قد اودعه لديها من اجل الاعداد للخطبة وهو ما اغضبه كثيرا وجعله يعتدي عليها بالة حادة دون قصد قتلها. أما لسان الدفاع فقد التمس من هيئة المحكمة تغيير التكييف القانوني للجريمة واعتبارها جريمة اعتداء بالعنف كما طلب بصفة احتياطية التخفيف عن موكله قدر الإمكان إن رأت وجها للإدانة...