على هامش اجتماع عدد كبير من الخبراء الدوليين في الطاقة (الامين العام للاتحاد العربي للكهرباء،كاتب الدولة للطاقة، المديرون العامون لشركات الكهرباء بالوطن العربي...) حول الجدوى الفنية والاقتصادية لادخال المحطات النووية في منظومات توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر الذي تحتضنه مدينة الحمامات على امتداد كامل ايام 17 و18 و19 من الشهر الجاري ،التقت «التونسية» السيد «الطاهر العريبي» الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء للغاز فكان لنا معه هذا الحوار الخاطف: ما هي استعدادات الشركة التونسية للكهرباء والغاز لاستقبال فصل الصيف الذي يتزايد فيه استهلاك الكهرباء بشكل أدى الى انقطاعه خلال السنوات القليلة الماضية في اكثر من مناسبة؟ قصد توفير القدرة اللازمة لمجابهة الإقبال في فصل «الذروة»،وجهت استعدادات الشركة الى جوانب عدة من اهمها القيام باعمال الصيانة الضرورية على مستوى شبكات التوزيع ونقل الكهرباء من محولات الى خطوط نقل الى محطات نقل...كذلك قمنا بتجهيز قدرات كهربائية جديدة لمجابهة الإقبال وفي هذا الاطار اعلمكم باننا وفقنا بالامس الى تشغيل الوحدتين الغازيتين ببئر المشارقة حيث تبلغ قدرة كل واحدة منهما 125 ميغاوات وليصبح بذلك اجمالي القدرة المتاحة 250 ميغاوات... منذ اندلاع الثورة هناك خطوط نقل لم نقم بصيانتها بالشكل اللازم وهو ما يمكن ان يكون سببا رئيسيا في تفاقم المشاكل ولذلك قمنا خلال الفترة الاخيرة بتكثيف عمليات الصيانة بمحطات التحويل وعلى مستوى خطوط النقل والتوزيع . ثمة ايضا بعض الانقطاعات التي يتسبب فيها طائر «اللقلق» الذي يتخذ من اعمدة الكهرباء اعشاشا له وهو ما دفعنا الى اتخاذ مبادرة تجهيز 6500 عش اصطناعي يمكن لكم ان تشاهدوها لدى مروركم بالطريق السيارة او وفي الطرق المؤدية الى بعض المدن الكبرى ...قمنا ايضا بعملية تقليم حوالي 150 الف شجرة حتى لا تتسبب لنا في بعض حالات قطع الخطوط الكهربائية.. اضافة الى ذلك قمنا بالتنسيق مع ال«صوناد» بتهيئة خطوط جانبية اخرى حتى نؤمن استمرارية تدفق الكهرباء بصفة منتظمة ومتواصلة... ماذا بشان العطب المتكرر الذي تعاني منه بعض محطات توليد الكهرباء؟ بعض المحطات مثل محطة «غنوش» تعتمد على نظام متطور تسبب لنا في بعض حالات العطب شيئا من اهدار الوقت للقيام بعمليات الصيانة ...و لكن اؤكد لكم ان الاخلالات الفنية التي تسببت في انقطاعات شبه متكررة داخل هذه المحطات عرفنا اسبابها جيدا وسهل لدينا السيطرة عليها بشكل جيد وأكبر دليل على ذلك اننا لم نسجل اي انقطاع منذ فترة طويلة. اين وصلتم في معالجة ملفات الفساد وتطهير القطاع؟ بخصوص ملفات الفساد ثمة اولويات حيث ان هناك ملفات فساد تكاد تكون شخصية وللاسف هناك ملفات فساد تواصل معنا في هذه الفترة التي نمر بها وتحتاج الى القطع معها والى مجابهة صارمة وهو بالفعل ما جعلنا نتخذ بشانها المواقف الضرورية واللازمة ... باختصار كل انسان يمكن ان يخطئ وله الحق في ذلك ولكن فقط عليه ان يكون جاهزا لدفع ضريبة الخطإ الذي اقترفه . وأين وصلتم بخصوص استخلاص الشركة للديون المتخلدة بذمة حرفائها ؟ عملية الاستخلاص تسير بوتيرة مطمئنة لابعد الحدود وذلك بفضل تجاوب المواطن لنداءاتنا وتحذيراتنا ... المبلغ المتخلد بذمة الحرفاء يقدر اليوم بحوالي 470 مليارا ولكن رغم ذلك لا نعتبره رقما مفزعا او مخيفا امام ارتفاع اسعار المحروقات التي قد تصل الى دعم من الحكومة قد يصل الى 2700 مليار اي بما يعادل سدس ميزانية الدولة وهي تمثل %80 من ميزانية الشركة، لذلك اقول لكم ان الديون المتخلدة بذمة الحرفاء ليست المقياس الذي نعتمده لتقييم التوازنات المالية للشركة علما ان الديون ليست متخلدة كلها بذمة المواطنين وانما ثمة جزء كبير منها متخلد بذمة المؤسسات العمومية تصل الى حدود %30 من المبلغ الاجمالي . وماذا عن الطاقة البديلة او الطاقة المتجددة؟ بخصوص انتاج طاقة «بلا مقابل» قمنا بتركيز «نواعير» او «مروحيات» هوائية ببنزرت الكشابطة وماتلين وراس جبل... مكنتنا من ربح ما يقدر ب120 مليون بصفة يومية كانت ستنفق على المحروقات لتوليد الكهرباء... لكن للاسف لا يمكن الاعتماد على هذه النواعير اعتمادا كاملا لان ذلك مرتبط بالرياح فمثلا في وقت الذروة في فصل الصيف ليس هناك رياح وليس لنا ايضا طاقة شمسية كبيرة .. وماذا عن استغلال الطاقة الشمسية؟ في الحقيقة هناك توجه دولي الى الجنوب التونسي مثل ولاية مدنين وتطاوين ...لاستغلال الطاقة الشمسية حيث كان في وقت سابق الاطار القانوني المعني بالخواص والاجانب لانشاء محطات انتاج للطاقة الشمسية والهوائية في الجنوب غائبا ولكن امام التنقيحات الطارئة على الجانب التشريعي يمكن للخواص اليوم استغلال الطاقة الشمسية وستلحظون ذلك في القريب العاجل. وبخصوص استغلال المكيفات بالادارات والمرافق العمومية؟ بالتنسيق مع المرافق العمومية سنعمل قدر الامكان على تحديد اوقات تشغيل المكيفات باجراء بعض التعديلات الفنية وهو ما لن يكون له انعكاس على راحة المواطن بقدر المرابيح التي سنضمنها من خلال هذه التعديلات...