تونس ومصر تعززان تعاونهما: توقيع اتفاقيات جديدة في الدورة 18 للجنة العليا المشتركة    غلق حمام الزريبة بزغوان لمدة أسبوع ...وهذا هو السبب    استهداف جديد لسفينة من أسطول الصمود: قراءة الخبير الأمني علي الزرمديني    بداية من اليوم: إعادة استغلال خط المترو رقم 3    ترامب يهاجم الغارة الإسرائيلية على قطر: ''لست سعيدا''    النجم الساحلي يتعاقد مع المدافع الكيني الفونس اوميجا    موسم الخريف يدخل بقوة: أمطار وبرد ورياح شديدة في عدة ولايات    عاجل: اليقظة الصفراء في كل الولايات باستثناء ولاية القصرين    عاجل: 7 دول عربية تتأثّر بالأمطار الغزيرة نهاية الأسبوع    الزهروني: شاب يفقد عينه في معركة بين مجموعة شبان    عاجل/ أول تصريح لوزير الدفاع الاسرائيلي على هجوم الدوحة.. وهذه شروط إنهاء حرب غزة..    النجم الساحلي يتعاقد مع المدافع الكيني الفونس اوميجا    في برنامج استثنائي: ديوان التجارة يوفّر كميات من القهوة الخضراء للمهنيين    تونس تدين الاعتداء الغادر على قطر    الرصد الجوي يحذر: رياح قوية والبحر شديد الاضطراب    وصفوه ب"هتلر عصرنا".. مؤيدون لفلسطين يقاطعون عشاء ترمب في واشنطن    وزير الخارجية الإيراني في زيارة عمل إلى تونس    حزب الله العراقي يطلق سراح الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف    بعد اندلاع النيران في سفينة ضمن أسطول الصمود.. الحرس البحري يتدخل    الجزائر تدعو لاجتماع مجلس الأمن بشأن الهجوم على قطر    مباراة ودية: المنتخب التونسي الرديف ينهزم مجددا امام نظيره المصري 0-3    أخبار الملعب التونسي: تربص مغلق ونسق «ماراطوني»    7 مشاركات مونديالية رغم الأوضاع الكارثية .. «المعجزة» التونسية    أولا وأخيرا...برك الجمل بما حمل    مسرحية «رجوم» صيحة فزع طفولية لإنقاذ البيئة    نحو سيادة صحية رقمية: مشروع المخبر الوطني للجينوم البشري في تونس يدخل حيّز المتابعة    بطولة الرابطة المحترفة الاولى: نعيينات حكام مباريات الجولة الخامسة    زغوان: اتخاذ جملة من الإجراءات لإحكام التصرف في مادة المرجين لموسم جني وتحويل الزيتون لموسم 2025 2026    المسرحي التونسي معز العاشوري يتحصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    اليوم العالمي لمحو الأمية: ملتقى دولي لتبادل الخبرات في مجال تعليم الكبار والتعلم مدى الحياة    عاجل: الخطوط التونسية: اضطرابات جزئية منتظرة في الرحلات من وإلى فرنسا غدًا الأربعاء    وزيرة الاسرة تفتتح مركز اصطياف للاطفال بجرجيس ونادي اطفال بجربة    تصفيات مونديال 2026: فوز ناميبيا على ساو تومي    طقس الليلة: سحب رعدية مع أمطار أحيانا غزيرة بالشمال    وزير الخارجية السعودي: حجم المبادلات التجارية بين تونس والسعودية تطوّر الى417 مليون دولار    عاجل/ قضية هنشير الشعّال: هذا ما تقرّر ضد وزير أسبق و8 متهمين آخرين    تونس تتجه لإحداث مراكز رعاية صحية مخصصة لكبار السن    عاجل/ اسرائيل تقصف قطر وتستهدف قيادات "حماس"    رعاة سمّامة في مسرح الحمراء    بداية من الغد: عودة جولان خط المترو رقم 3    "طعامك هويتك" شعار الدورة الثانية من تظاهرة الايام الثقافية الدولية "فن الطبخ"    بالفيديو: شاهد كيف سيبدو كسوف الشمس الكلي في تونس سنة 2027    عاجل/ متابعة للوضع الجوي خلال الساعات القادمة..    تونس في الواجهة: محمود عباس يكرّم كوثر بن هنية عن فيلم "صوت هند رجب"    ال '' Climatiseur'' تحت الاختبار! نصائح لضبطه مع سخانة ورطوبة طقس تونس اليوم    7 ساعات نوم يوميًا خير من 30 دقيقة رياضة... تعرف علاش!    تظاهرة علمية مفتوحة للجميع يوم 20 سبتمبر بمدينة العلوم بمناسبة اليوم العالمي لمرض الزهايمر    تصفيات مونديال-2026: الجزائر تتعادل بلا اهداف مع غينيا    بيكين تستضيف المنتدى الدولي حول دعم التعاون في مجال الانتقال الطاقي    وزارة التشغيل: التمديد في آجال قبول ملفات منظوري مؤسسة فداء للانتفاع ببرنامج تمويل الأنشطة الاقتصادية المحدثة لفائدتهم    مدرستنا بين آفة الدروس الخصوصية وضياع البوصلة الأخلاقية والمجتمعية...مقارنات دولية من أجل إصلاح جذري    سيدي بوزيد: بداية من سنة 2027 ستدخل الطريق السيارة تونس جلمة حيز الاستغلال    غار الملح تستعيد بريقها الثقافي بعودة اللقاءات الدولية للصورة    بشرى للمواطنين بخصوص التزود بهذه المواد..#خبر_عاجل    شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا: اختتام فعاليات تظاهرة 'سينما الحنايا' بباردو    الخسوف الكلي يبدأ عند 18:35... إليك التفاصيل    ''الخسوف الدموي'' للقمر يعود بعد سنوات...شوف شنيا أصلو في مخيلة التونسي    خسوف كلي للقمر في معظم الدول العربية بداية من ليلة الأحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الطاهر هميلة» ل «التونسية»:اتفاق سري بين «النهضة» و «نجيب الشابي» من وراء «المرزوقي»!
نشر في التونسية يوم 23 - 06 - 2013

الطاهر هميلة، عميد أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، رئيس حزب «الإقلاع للمستقبل» والوجه السياسي المثير للجدل بسبب صراحته التي يذهب البعض الى وصفها بأنها مبالغ فيها التقيناه من أجل إجراء حوار معه لكنه فاجأنا بمعطيات قد تكون أهم من حوار مطول نظرا لما تحتويه من خصوصية. التقيناه وكان متبرما وقلقا ومنفعلا بعض الشيء والسبب هو اليوم الغني بالأحداث والتجاذبات الذي عاشه المجلس الوطني التأسيسي الجمعة الماضي فخيرنا أن نجري معه حديثا قصيرا في شكل تعليق على آخر المستجدات وكان الحوار التالي.
سي الطاهر، التصريحات النارية التي أطلقها البارحة زميلك بالمجلس السيد صالح شعيب والمتعلقة بعملية إقصاء السواحلية أثارت الإهتمام وأكثر من تعليق، كيف تفاعلت معها؟
زميلي صالح شعيب صدق القول في كل ما ذهب إليه في تصريحاته المتعلقة بتعمد إقصاء السواحلية وهو وصف دقيق لما يحدث على وجه الخصوص في ولاية سوسة. لأن الملاحظ لما يحدث على الساحة يمكنه أن يرصد بسهولة تامة تعمد إتباع سياسة ومخططات لإقصاء الساحل من الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية داخل الوطن وهذا ناتج عن شعور دفين يطلق العنان للتعبير عنه داخل المجلس وخارجه باعتبار ان الساحل احتكر السلطة لمدة نصف قرن وهذا أمر غريب وما كان له أن يكون وتونس تمرّ بفترة إعادة بناء ديمقراطي. ففي الوقت الذي طالبت فيه الثورة بالشغل والحرية والكرامة الوطنية لكل التونسيين من دون إقصاء أو تهميش أو اعتبارات جهوية، نجد أن «النهضة» ومن معها يصرون على تهميش الساحل والسواحلية و«شبه معاقبته». فحتى الانتدابات التي تقع داخل المؤسسات التي توجد في سوسة وفي بقية ولايات الساحل كلها من مناطق وجهات خارج هذه المنطقة وهذا يبعث مرارة في ضمائر الناس ويثير نقطة استفهام خطيرة لأن الفكر الإقصائي والحقد لا يؤسسان لحياة جديدة وهذا خطأ سياسي واستراتيجي قد تجني منه تونس مخاطر كثيرة.
نبقى دائما في رحاب المجلس التأسيسي، البارحة وقع تحديد يوم 27 جوان كتاريخ لعرض قانون تحصين الثورة على الجلسة العامة من أجل مناقشته، كيف تفاعلتم معه وما هو موقفك شخصيا من هذا القانون وهذا الإجراء؟
قانون تحصين الثورة هو خطأ سياسي واستراتيجي كبير لأن الثورة تحصن نفسها ولا يحصنها الناس، فالمجتمع هو من يحصن الثورة، وهذا القانون هو عملية إقصاء لأناس يرى فيهم أصحاب السلطة حاليا منافسين أشداء وكبارا وأصبحوا يخشون أن يزلزلوا الأرض من تحت أقدامهم إن هم شاركوا في الانتخابات القادمة.
وأنا كرئيس حزب وكمواطن لو وقع تمرير هذا القانون بعد الثورة مباشرة لما أمكن لنا أن ندرج هذا القانون من قبيل منطق الثورة الذي يمكن ان يبيبح العديد من الممارسات على غرار ما وقع في الثورة الفرنسية أو الثورة البولشيفية أو الثورة الصينية وغيرها من الثورات. أما ان يقع تمرير هذا القانون ونحن نعيش تحت منطق الدولة فهذا يتنافى مع كل القيم العالمية والدولية لحقوق الإنسان ويتنافى مع مفهوم الدولة التي تفترض وجود سلط وهياكل لها كل الصلاحيات القانونية لمحاسبة كل خارج ومارق عن القانون بعيدا عن كل عقلية انتقام وتشف ومنطق عقاب جماعي لا يستقيم في أي إطار قانوني.
هذا القانون تسعى الأطراف الداعية والداعمة له كحزب «المؤتمر» وحزب «النهضة» إلى كسب ود شرائح معينة من المواطنين بعد أن فقدت كل مصداقية لدى ناخبيها قبل بقية الشعب وهو في كلمة مناورة سياسية باهظة الثمن على تونس وعلى صورتها وسمعتها بين الدول، هو أمر سيصيب تونس بالخزي بين الدول.
خلال نفس الجلسة وقع إقرار تمرير لائحة سحب الثقة المقدمة ضد شخص الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي، كيف تنظر لهذا الأمر وكيف تفاعلت معه؟
هذه اللائحة كما يعرف الجميع قديمة نوعا ما وقد قام رئيس المجلس التأسيسي بالإحتفاظ بها لاستعمالها للمناورة باسم «النهضة»، فتمرير هذه اللائحة في هذا التوقيت هو إجراء وقع إقراره للضغط ومعاقبة المرزوقي جراء موقفه من الدستور، فرفض الرئيس المؤقت لمشروع الدستور عجل بإخراج هذه اللائحة من درج رئيس المجلس من أجل إزعاج المرزوقي وتهديده والضغط عليه وإرغامه على الانصياع لإرادتهم بالموافقة على مشروع الدستور بما احتواه من تجاوزات وتحريفات وثغرات... و«النهضة» بهذا الإجراء وضعت المنصف المرزوقي بين فكي كماشة فهو إما مجبر على ان ينصاع ويفقد ثقة الشعب فيه أو يرفض المشروع ويفقد منصبه كرئيس للجمهورية خاصة أن «النهضة» وعدت نجيب الشابي بأن يأخذ مكان المنصف المرزوقي إن هو قبل الموافقة على هذا الدستور كما هو وهناك أدلة على هذا الإتفاق السري.
كيف ذلك؟
سأروي لكم حادثة وقعت يوم أمس في المجلس التأسيسي تؤكد وتدعم هذا التمشي، فالبارحة (أجري الحديث يوم السبت) قامت النائبة الأولى لرئيس المجلس بعرض اتفاقية تعاون هامة ومصيرية بين تونس وتركيا على التصويت من دون ان يقع إطلاع النواب عليها حيث لما طلبنا نسخة من هذه الاتفاقية للإطلاع عليها رُفض مطلبنا وقيل لنا ان اللجان المختصة اطلعت على هذا المشروع وقد وقع تمريرها للتصويت على الرغم من رفض النواب لذلك ولم تنل ثقة المجلس. وهنا يقتضي القانون أن يقع التخلي عن هذا القانون مع إمكانية إعادة عرضه ثانية على المجلس في غضون مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر غير أن أشياء غريبة وقعت حيث وقع الاتصال في الأثناء بالسيد أحمد نجيب الشابي الذي قام بالتأثير على نواب كتلته من أجل التصويت على هذه الإتفاقية وقامت رئيسة الجلسة في تجاوز خطير للقانون بإعادة عرض المشروع على التصويت مرة ثانية في نفس الجلسة ونال ثقة النواب بعد أن وافق عليه النواب التابعون لحزب السيد أحمد نجيب الشابي.
وماذا أنتم فاعلون أمام هذه الوضعية؟
أنا شخصيا وبمعية العديد من الزملاء سجلنا هذه الحادثة المؤسفة وسنقوم في وقت لاحق باللجوء إلى المحكمة الإدارية من أجل إيقاف هذه العملية التي تشكل تجاوزا صارخا في حق تونس وفي حق نواب الشعب وفي حق القانون الداخلي للمجلس. كما أن مثل هذه الاتفاقية تحتوي على مسائل خطيرة تكرس التبعية لدولة أجنبية وفيها مخاطر على سيادة تونس واستقلاليتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.