اعلن أمس خلال ندوة صحفية انعقدت بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل عن تأسيس ائتلاف تونس لإصلاح التعليم. ويتكون هذا الائتلاف من النقابة العامة للتعليم الثانوي والنقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وشبكة دستورنا والمنظمة التونسية للدفاع عن التلميذ والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وجمعية أسرة وجمعية النساء الديمقراطيات والجمعية التونسية للدفاع عن الطفل. ويهدف الى البحث في سبل تطوير المنظومة التربوية وايجاد حلول للإشكاليات والنقائص وتشبيك العلاقات بين مختلف مكونات المجتمع المدني لغاية اصلاح قطاع التعليم من جانب البرامج والمناهج التربوية وكذلك اصلاح البنية التحتية للمؤسسة التعليمية. واوضح لسعد اليعقوبي ممثل الهيئة التأسيسية المؤقتة للائتلاف ومنسقه العام أن الشأن التربوي هو شأن وطني يهم جميع التونسيين مضيفا ان هذا الائتلاف سينفتح على كل الجمعيات وقوى المجتمع المدني وكل المشتغلين والمهتمين بالقطاع التعليمي. كما انه سينفتح على كل الجهات بالبلاد عبر تنسيقيات ممثلة له مشيرا الى ان قطاع التعليم يشكو عدة معضلات واشكاليات سواء كانت برامج ومناهج تعليمية غير متطورة اضافة الى تآكل البنى التحتية لمختلف المؤسسات التربوية واستشراء ظاهرة التجاذب السياسي والعنف وغيرها من الظواهر السلبية مبينا ان الصورة التربوية والتعليمية البراقة المسوقة من طرف النظام السابق هي صورة مغلوطة موضحا ان نسبة الأمية في تونس تبلغ حوالي 25 بالمائة في حين يبلغ عدد المنقطعين عن التمدرس حوالي 60 الف منقطع تمس الشريحة العمرية بين 11 و15 سنة نجد منهم نسبة هامة من الفتيات اللاتي يحرمن من مواصلة تعليمهن حسب كلامه. لن نكون قوة كلام واكد لسعد اليعقوبي ان ائتلاف تونس لإصلاح التعليم لن يكون «قوة كلام» فقط بل قوة برامج اكاديمية وبحثية لتطوير المنظومة التربوية وايضا تحركا ميدانيا من اجل النهوض بالمؤسسة التعليمية وممارسة الضغط الجماهيري من اجل دفع سلطات الاشراف الى تبني منظومة اصلاح التعليم ملاحظا انه ان لم يتواصل ضغط المجتمع المدني فستستمر المنظومة التربوية في انحدارها وتهاويها مستطردا ان تصنيف تونس دوليا في هذا الجانب يعتبر متدنيا جدا بالمقارنة مع دول اخرى نالت استقلالها بعدنا بعشرين سنة او اكثر حسب قوله. التعليم الخاص خطر على الوحدة واضاف اليعقوبي ان عمل الائتلاف سيكون بعيدا عن كل تجاذب سياسي وكل ضغط ايديولوجي ملاحظا ان عديد المهازل السياسية تحدث في تونس ما بعد الثورة وانه لا احد من سياسيي الحكم او سياسيي المعارضة طرح موضوع اصلاح المنظومة التربوية وكأن التعليم لا يدخل في استحقاقات الثورة مشددا على ان اصلاح التعليم هو من أوكد الاهداف غير المعلنة للمنقطعين عن الدراسة وخريجي المدارس التونسية الذين احتضنهم الشارع وخريجي الجامعات واصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل مبينا انه لا بد من بناء مصالحة بين المدرسة العمومية والمواطن واعادة حبل الثقة بينهما مضيفا ان من بين نتائج تهاوي هذه الثقة المشتركة هي اكتساح المدارس الخاصة والمعاهد الخاصة والجامعات الخاصة والمدارس القرآنية للمنظومة التعليمية العمومية التي وحدت كل التونسيين طيلة اجيال عديدة مؤكدا ان التعليم العمومي ورغم مظاهر الخراب التي صاحبته كان دائما حاضنا لوطن وشعب موحدين ملاحظا ان البلاد في المرحلة الراهنة مهددة بانتشار مدارس وانظمة تربوية تهدد وحدة التونسيين وتفكك وتقسم المجتمع مما ينتج عنه انتاج شعب غير مجمع حول عديد القضايا المركزية والمحورية كمدنية الدولة والوحدة الوطنية وغيرها حسب ما جاء في كلامه. الصراع مع الوزارة غير مطروح الا.... وبيّن اليعقوبي ان الائتلاف لا يطرح امكانية الصراع مع وزارة التربية بل يطرح الشراكة معها ومع كل الجهات المهتمة بقطاع التعليم مضيفا ان الائتلاف يدعو كل القوى الى حوار وطني حول المنظومة التربوية ملاحظا ان التحرك الميداني سيكون سيد الموقف في حال وقع تسييس قرار سلطات الاشراف حسب تعبيره. سنيا البرينصي