قال،أمس،عبد الوهاب الهاني رئيس حزب «المجد» ل»التونسيّة» إنّ السياسيين في تونس وبعد ثلاثين شهرا من تاريخ الثورة ابتعدوا في نقاشاتهم عن الاستحقاقات والمطالب التي نادى بها التونسيون ممّا استدعى الحاجة إلى تحاليل ودراسات تمكّن من معرفة مكاسب الثورة ومساوئها في عيون التونسيين وذلك خلال ندوة حواريّة بعنوان «إنجازات الثوة في عيون المواطن» نظّمتها مؤسسة المجد للدراسات الإستراتيجية وبحضور خبراء إقتصاديين. و أضاف الهاني أنّ حريّة التعبير والإعلام هي من أهم المكاسب والإنجازات التي تحقّقت للتونسين في حين عرف الفساد المالي والإداري بعد الثورة استفحالا وأصبح يشكّل خطرا موضّحا أنّ المساوئ فاقت الإيجابيات ليؤكّد أنّ تمادي استفحال مثل هذه الظواهر التي قامت من أجلها الثورة في تونس تعدّ إنذارا للسياسيين وتستوجب منهم إيجاد رؤية واضحة وحلولا لتحسين الأوضاع. و أكّد الهاني على ضرورة مصارحة الشعب من قبل السياسيين خاصّة في ما يتعلّق بموعد الإنتخابات التي دعا إلى إنجازها في أقرب وقت ممكن إضافة إلى الإسراع ببناء الهيئة العليا للإنتخابات وترسيم الناخبين لتحقيق الإستقرار السياسي لأنّ الجهات الأجنبية ،على حدّ قوله ، أصبحت تأخذ الأوضاع السياسيّة في تونس بعين الاعتبار لكتابة تقاريرها. من جهته قال حسني نمصيّة خبير إقتصادي إحصائي إنّه واستنادا إلى آخر تقرير قام به مكتب ISTTIS الذي يديره فإنّ المكاسب التي حقّقتها الثورة قليلة مقارنة بالأهداف التي عجزت عن تحقيقها في الوقت الراهن ولن يكتب لها ذلك في المستقبل كالقضاء على التمييز بين المواطنين وتقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء والقضاء على الفساد المالي والإداري مضيفا انّ استطلاع الرأي الأخير كشف انّ صورة تونس في الخارج اهتزّت وانّ نيّة التصويت في الإنتخابات القادمة سجّلت دخول القائمات المستقلّة على الخطّ وتحديدا في المرتبة الثالثة بعد «النهضة» و«نداء تونس» جرّاء عدم ثقة التونسيين في الاحزاب الموجودة على الساحة موضّحا انّ تمثيل الأحزاب الحاليّة للتونسيين يعتبر ضعيفا ولا يتعدّى30 بالمائة. كما أشار نمصيّة إلى انّ نيّة تصويت التونسيين في الانتخابات الرئاسيّة سجّلت دخول وزير الداخليّة الحالي لطفي بن جدّو وتقدّم وزير الداخليّة علي العريّض إلى المرتبة الرابعة في حين تصدّرها الباجي قائد السبسي وتلاه حمادي الجبالي. من جهة أخرى قال نمصيّة إنّ التونسيين يرون انّ الأوضاع السياسيّة في تونس ستتعكّر أكثر ممّا هي عليه الآن.