مثلما جرت العادة نجد أنفسنا مكرهين لفتح ملف هفوات الحكام مجددا في منافسات البطولة الوطنية التي أسدل ستارها مؤخرا وسباق كاس تونس نسخة الموسم الحالي والفارط وما تبع ذلك من تصريحات خطيرة و«نارية» لمسؤولي بعض الأندية إن لم نقل اغلبهم تتنزل في خانة اتهام البعض من «قضاة الملاعب» بتعمد تغيير نتيجة أكثر من مباراة لفائدة فريق ما على حساب فريق اخر ولعل الذاكرة الرياضية الخصبة مازالت تحفظ عن ظهر قلب ما انجر عن صافرة الحكم «مكرم اللقام» في مباراة النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي لحساب ذهاب «بلاي أوف» الرابطة المحترفة الأولى والتي أجبرت لطفي عبد الناظر رئيس نادي عاصمة الجنوب آنذاك للتأكيد بصريح العبارة «إنها بطولة العار» وأداء الحكم «مراد بن حمزة» في لقاء الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي المندرج في اطار الجولة الأولى ايابا لمجموعة التتويج الذي جعل رياض بالنور رئيس فرع أكابر نادي باب سويقة يصرح ب«الفم المليان»: «اليوم حيوط رادس تكلمت». ولئن استاء شق واسع من الشارع الرياضي المحلي وأصحاب العقول «المتبصرة» من التصريحات الحادة التي أدلى بها مسؤولو الفرق بكبيرها وصغيرها (من حيث الوزن المالي والقاعدة الجماهيرية طبعا) باعتبار أن الحكام «بشر» غير معصومين من الخطأ مهما كانت فداحة الهفوات المرتكبة وسقوط أفضل الحكام على الساحة العالمية على مر التاريخ مثل الايطالي الشهير بيارلويجي كولينا في مثل هذه المتاهات في فترات سابقة فان ما استرعى انتباهنا في مبارة أمس الأول التي جمعت بين النادي الهلالي وجاره النجم الساحلي لحساب الدور نصف النهائي لكاس تونس نسخة الموسم الفارط الصافرة «المرتبكة» للحكم خالد القيزاني على امتداد المواجهة وتضارب قراراته مع مساعديه خاصة محجوب المرنيصي الذي منح « ليتوال» مع بداية الشوط الثاني وعندما كان النادي الهلالي متقدما في النتيجة (1/0) ضربة ركنية أثبتت الصور التلفزية عدم وجودها إلا في خيال مساعد الحكم مما مكن الضيوف من العودة في أطوار اللقاء وإجبار المحليين للمرور إلى الحصص الإضافية ومن ثمة إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي رشحت أبناء دينيس لافاني إلى الدور النهائي في «دربي» الساحل أوفى بوعوده لكنه خلف احتجاجات عارمة من لاعبي النادي الهلالي ومسؤوليه على القرارات الارتجالية للطاقم التحكيمي والتي كادت أن تؤدي بالعرس الكروي إلى ما لا يحمد عقباه لولا الوقفة الحازمة لرجال الأمن ورئيسي النجم الساحلي والنادي الهلالي على وجه الخصوص . لسنا من هواة القدح في إمكانيات الحكام ولسنا من دعاة التهجم على «قضاة الملاعب» بداع أو بدونه لكن لسائل أن يسال ما ذنب النادي الهلالي حتى يحرم من بلوغ نهائي «الأميرة» المحلية للمرة الأولى في تاريخه بخطإ تحكيمي «كارثي» ولا ندري هل تم ذلك عن حسن نية أو بنوايا مبيتة ؟ وهل تقمص طاقم تحكيم دربي الساحل أمس الأول دور «الجلاد» مثلما ذهب إليه البعض ممن تابع أطوار المباراة ؟ وهل أن النجم الساحلي يحتاج فعلا لمثل هذه «الهدايا» المجانية رغم أحقية تأهله لمسك ختام الكأس المحلية ؟ ثم وهذا الأهم الم يشاهد طاقم التحكيم وعلى وجه التحديد المساعد محجوب المرنيصي الدموع الغزيرة التي ذرفها حمدي جبنون لاعب النادي الهلالي بعد نهاية المباراة إحساسا بقهر المظلمة التحكيمية التي طالت فريقه وحرمته من التأهل إلى النهائي «الحلم» ؟ نطرح هذه التساؤلات في انتظار أن تجد من يجيبنا عنها قريبا دون مغالطات أو تزييفا للحقائق كما جرت العادة ونمضي في حال سبيلنا على أمل أن يستقيم حال كرتنا والبعض من حكامنا في يوم ما...