يعتبر فريق التقدم الرياضي بساقية الدائر من الفرق العريقة في جهة صفاقس حيث وقع تأسيس هذا النادي سنة 1965 اي مضى على وجوده حوالي نصف قرن وهي مدة لا بأس بها الا انه رغم ذلك لم يستطع هذا النادي المضي قدما في رياضة كرة القدم التونسية حيث كان على مدى تاريخه ملازما للاقسام السفلى ويعتبر افضل انجاز له هو اللعب في القسم الثاني في ثمانينات القرن الماضي ويعود ذلك اساسا الى قلة ذات اليد وهو السبب الرئيسي الذي يكمن وراء عدم بروز هذا النادي وطنيا رغم ان منطقة ساقية الدائر في صفاقس تضم العديد من رجال الاعمال الاثرياء الذين بامكانهم مد يد المساعدة لهذا النادي الذي يمثل الجهة. وبسبب عدم توفر الموارد المالية الكافية عاش هذا الفريق حالة فراغ كبيرة جدا في موسم 2011 وقد تم تغيير على مستوى رئاسة النادي بمجيء محمد دمق الى سدة الرئاسة حيث تسلم رفقة اعضاء قائمته وعدد منهم من اللاعبين السابقين بالفريق المقاليد الادارية في النادي رغم علمهم المسبق بالتحديات التي تنتظرهم نتيجة قلة الاموال. وقد ارتأت « التونسية » ان تقوم بحوار مع رئيس الفريق الذي سعى الى بذل قصارى الجهد من اجل الارتقاء بالتقدم رغم المصاعب المادية ويبدو ان تفاقمها وغياب الدعم من ابناء المنطقة دفعاه الى اتخاذ قرار بعدم مواصلة المشوار وعدم اكمال مدته النيابية : اولا لنعد الى البداية كيف كان مجيئكم الى دفة التسيير بالفريق ؟ سنة 2011 عاش فريق التقدم الرياضي بساقية الدائر مرحلة صعبة وكان الامر يفترض ويدفع الى اعادة الاعتبار لهذا النادي العريق فتقدمت بقائمة استجابة للفصل 66 من القانون العام للجمعيات الذي ينص على الانتخاب بالقائمات وكان معظم أعضائها من قدماء اللاعبين بالفريق وقد تقدمنا بمشروع واضح يتمثل اساسا في فرض الانضباط واعادة البريق الى الجمعية التي تاسست سنة 1965 وقد كان هدفنا الابرز هو ضمان البقاء واعادة هيكلة الفريق على اسس متينة و لاقى مشروعنا الاستحسان خاصة من ابناء الفريق وتسلمنا القيادة الادارية تحديدا في سبتمبر 2011 وانطلقنا بعدها في العمل لتحقيق الاهداف التي رسمناها في البداية. ما هو ابرز ما حققتموه مع الفريق في فترتكم النيابية ؟ كما قلت لك في البداية كان هدفنا هو ضمان البقاء الا اننا في الموسم الحالي كنا الى آخر لحظة ننافس من اجل الصعود حيث انهينا الموسم في المرتبة الثالثة التي لم تمكنا من لعب مباراة الباراج حيث حقق الفريق تسعة انتصارات واربعة تعادلات وهزيمتين فقط وكان يفصلنا عن نادي بدر العين ثلاث نقاط حيث لعب هذا الاخير مباراة الباراج مع نادي جبنيانة من اجل الصعود الى القسم الموالي والتي آلت فيها الكلمة الى الاخير كما كانت نتائج الشبان في فريقنا مرضية عموما ومن ابرز ما حققناه ايضا هو انتهاجنا لطريقة جديدة لترسيخ الروح الرياضية بين الفرق وهي بادرة حرصنا عليها منذ موسمين وتتمثل في تنظيمنا عقب كل مباراة حفل تكريم على شرف الفريق الزائر وذلك مهما كانت نتيجة اللقاء وقد لاقت هذه البادرة استحسان الجميع . ما هي اهم موارد رزق الجمعية خاصة واننا نعلم انك موظف ولا تستطيع تحمل العبء لوحدك ؟ يقال ان المال قوام الاعمال ودون مال لا تستطيع ان تفرض وجودك خاصة مع تغير العقلية حيث اصبح اللاعبون بمثابة الموظفين الذين لديهم حقوق تتمثل في خلاص اجورهم مثلما لديهم واجبات تتمثل في عدم ادخار اي مجهود من اجل الوان النادي وفي ساقية الدائر تكاد تكون الاموال غائبة حيث يعيش الفريق على منحة البلدية التي تمثل 60 بالمائة من ميزانية النادي والاربعين بالمائة الباقية هي من دعم الجامعة اضافة الى وزارة الشباب والرياضة التي وعدتنا بمنحة قيمتها ثلاثون الف دينار لم يقع صرف الا 12 الفا منها ونحن مازلنا في انتظار تسلم البقية . اذن نفهم من كلامك ان المشكل الاساسي في الجمعية هو قلة الموارد المالية ؟ بالفعل فالمنح المرصودة للفريق من طرف البلدية والجامعة لا تفي بالغرض لان الفريق ينشط فيه 150 مجازا بين رياضتي كرة القدم والجيدو وهو ما يتطلب تضحيات مالية كبيرة من اجل الاعتناء بهما الا اننا للاسف لم نستطع توفير الاموال الضرورية خاصة مع عزوف ابناء ساقية الدائر ميسوري الحال عن تدعيم الفريق فالجهة تزخر برجال الاعمال الاثرياء الا انهم لم يقدموا لنا الاعانة والدعم اللازم والذي من شانه ان يساعدنا على النهوض بالنادي الذي يمثل الجهة وبالتالي فقد وجدت نفسي عاجزا تماما عن القيام بواجباتي تجاه الفريق خاصة وانني موظف ولا استطيع تحمل الاعباء المادية للجمعية وبالتالي فقد قررت الانسحاب من دفة تسيير الفريق وعدم اكمال مدتي النيابية في سنتها الثالثة . سمعنا انكم فكرتم في فترة ما في احياء فرع كرة اليد في الفريق ؟ كما قلت لك سابقا فقد كانت لدينا عدة مشاريع للنهوض بالفريق ومنها تأسيس فريق صلب يلعب من اجل الصعود الى الرابطة الثالثة وايضا تشييد مقر للجمعية يضم ويأوي ارشيف النادي ووثائقه كما فكرنا ايضا كما قلت في اعادة احياء فرع كرة اليد بالفريق نظرا لتوفر الطاقات البشرية في ساقية الدائر حيث انه كانت لدينا لاعبتان اصيلتا معتمدية ساقية الدائر في المنتخب الوطني لكرة اليد في السنوات القليلة الماضية الا ان نقص الاموال حال بيننا وبين تجسيدنا لهذه الطموحات التي ربما كانت لتتحقق لو قام اهالي ساقية الدائر بدعم فريقهم. هل لديكم عروض للاعبين صلب الفريق؟ في الوقت الحالي ليست لدينا عروض مباشرة ولكن الفكرة موجودة للتفريط في بعض عناصر الفريق لايجاد بعض السيولة المادية والمرشحون للتفويت فيهم خصوصا لاعب محوري في خط الدفاع ولاعب متوسط ميدان هجومي.