نحن نحترم ما يحدث داخل الفرق ولا ننشر غسيلها الا ما يهم الرأي السديد.. ولا نرى في ما نكتبه غير ادلاء دلونا في الجانب الفني والبشري كلما دعت الحاجة الى ذلك طالما أنّ كرة القدم ليست بالعلم الصحيح وتخضع في كثير من الوضعيات الى اكثر من رأي.. ورأينا نستدل به انطلاقا من «مركب الحديقة» اين اينعت المواهب الثلاث للترجي.. معز عبود ووسيم النغموشي وشمس الدين الصامتي اذ في غفلة من الجميع انبلجوا من صفوف المنتخب التونسي للأصاغر من قدمهم للجمهور وللمشهد الاعلامي بعد الترشح الى كأس العالم واحتاجهم المدرب ماهر الكنزاري في المواجهات الاخيرة يوم تغيبت عديد الاسماء واصبحت قائمة اللاعبين محدودة فقدموا ما عليهم بل اجتهدوا حسب امكانياتهم الفنية والبدنية والذهنية في وقت معقد من مسار البطولة والكأس خاصة ان التواجد في التشكيلة الاساسية للترجي الكبير بالنسبة للاسماء الصغيرة تبدو دوما حلما... وان اشتغل المدرب ماهر الكنزاري على تواجد الاسماء الثلاثة بحنكة وتعقل وتبصر، فان الخوف لدى الجماهير القريبة من الحديقة «أ» يفرض نفسه والرغبة في حماية هذه المواهب جامحة طالما هذه الاسماء مازالت غضة وعودها رقيقا والتجربة عاشها الجميع في المواسم الكروية الاخيرة لما فقدت الاصناف الصغرى للترجي مواهب من معدن الياقوت.. حرقت المراحل بسرعة البرق فاحترقت في وسط الطريق.. الجماهير الترجية مازالت تتأسف لذبول العطاء لدى حمزة التليلي ونادر الفارسي وصفوان بن سالم والمهدي زيتون وفادي العرفاوي والمهدي توتي والعربي الصادق واحمد الماجري والقائمة تطول لمواهب تخرجت من مدرسة الترجي العريقة تحت اشراف العربي الزواوي واسكندر القصري وحسان القابسي والمنذر بواب... ولكن الرغبة في استعجال الشهرة دون صبر عجّل باقصائها فخسرت الترجي جيلا يافعا. معز عبود في هيبة ووقار صورة طبق الاصل للفرنسي «فييرا» او هو سليل «سراج الدين الشيحي» مردودا وتعاملا مع الكرة اذ هو فكّاك عنيد ولاعب ارتكاز متشبع بالتوهج التكتيكي وحركي على طول خط منطقته عرضا وطولا.. «وسيم النغموشي بتركيبة جسمانية محترمة اهلته ان يكون في صنفه سيد منطقته في خطة «بيفو» ضمن صورة اللاعب العصري دفاعا وهجوما.. متوثب ومتحفز وعنيد امام منافسيه.. شمس الدين الصامتي مايسترو المجموعة والقاطرة التي تجر خلفها كل الخطوط اذ يصنع اللعب ويؤلف الجمل الكروية ويفتح الثغرات في عمق دفاع المنافس بكرات ثمينة مثلما فعل لما شرّكه الكنزاري اساسيا في بعض المواجهات.. فنان وساحر على الميدان.. خبير في الكرات الثابتة ومختص في تنفيذ ضربات الجزاء لندرك انه سائر على خطى المساكني أداء ولوكا.. ثلاث حبات من عنقود الذهب ليس امامها الا التريث والتعقل لان التسرع غول يضرب في الصميم ولا يرحم.. وكرتنا في حاجة الى مثل هذه الاسماء التي يمكن ان تكتب مستقبل كرتنا الوضاء.