التونسية (تونس) نظم امس حزب صوت الفلاحين ندوة صحفية بنزل «الهناء» بالعاصمة بحضور رئيسه «فيصل التبيني» وعدد من اعضائه على غرار «مكرم المحفوظي» و «فؤاد الخولي» و «شريف القسطلي» و»نعمان العشي» و «منصف الحمدوني» لتسليط الضوء على ملابسات ما أسموه «تدجين المنظمة الفلاحية». وأكد رئيس الحزب «فيصل التبيني» ان القطاع الفلاحي يشكو من عديد التجاوزات رغم انه يمثل العمود الفقري للاقتصاد التونسي ،مضيفا ان المنظمة الفلاحية شهدت بعد الثورة «خروقات غير مبررة تمثلت اساسا في اقصاء مناضليها وتهميش القطاع ككل» على حد قوله. وقال «التبيني» انه لا يرغب في اعتلاء الكراسي ولا الاستحواذ على المناصب بل تجند تلقائيا لانقاد القطاع الفلاحي الذي يسير نحو الهاوية على حد تعبيره ،مضيفا انه على الفلاح أن يأخذ حقه بنفسه لأن جميع الأحزاب عاجزة عن تأمين ذلك . وعبر رئيس حزب «صوت الفلاحين» عن رفضه لنتائج مؤتمر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المنعقد بسوسة وطعنه في شرعيته وشرعية كل ما نتج عنه ،معتبرا أن التركيبة الجديدة للمنظمة الفلاحية لا تمثل منخرطي الحزب خاصة منهم الفلاحين مضيفا أن أي تفاهم أو تشاور معها بشكلها الحالي لا يلزمهم. وندد «التبيني» ب «التدخل السافر للسلطة الحاكمة في المنظمة الفلاحية»، قائلا «المنظمة وقع تدجينها من طرف الحزب الحاكم»، مشيرا الى ان وجود «عبد المجيد الزار» أحد أعضاء مكتب شورى حركة «النهضة» على رأس المنظمة الفلاحية «هو أكبر تعبير عن سياسة «النهضة» التسلطية». وأشار «التبيني» الى ان انتخابات سوسة كانت مجرد مسرحية كلفت الشعب اكثر من 500 الف دينار داعيا إلى ضرورة إعادة الانتخابات في جميع المراحل التي تسبق المؤتمر الوطني ، مؤكدا تمسكه باستقلالية المنظمة الفلاحية وتحييدها عن جميع الصراعات والتجاذبات السياسية. وأضاف أن استقلال المنظمة عن السلطة الحاكمة والأحزاب مطلب وطني غير قابل للمراجعة لما له من تأثير على نجاعة دورها في حماية الفلاحة والفلاحين. مشيرا الى ان «عبد المجيد الزار» لا يفقه شيئا في القطاع الفلاحي قائلا «يجب ان يكون على راس المنظمة فلاح لا مربي دجاج» على حد تعبيره . خروقات بالجملة من جهته قال «مكرم المحفوظي» عضو الهيئة التوافقية ان رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري لم يكن في الهيئة التوافقية التي تكونت في جانفي 2013 ،مضيفا ان هذا الاخير التحق بالهيئة في ماي 2013. وأشار «المحفوظي» الى ان عملية الاقصاء في الانتخابات الجهوية كانت بطريقة عشوائية مضيفا ان انتخابات رئاسة الاتحاد التونسي للفلاحة في مجملها «جرت في ظروف مشبوهة غابت فيها الشفافية» على حد قوله . ووجه «المحفوظي» جملة من الاتهامات بالفساد المالي الى «عبد المجيد الزار» وكذلك للرئيس السابق «احمد حنيدر جار الله» قائلا «فترة جار الله اسوء فترة مرت بها المنظمة». كما قال «المحفوظي» انه تحصل على معلومات تفيد بان الرئيس الحالي للاتحاد وأعضاءه سيتقاضون اجورا تتراوح بين ألف و3 ألاف دينار. متسائلا في السياق ذاته عن مدى مصداقية التقارير المالية صلب الاتحاد والحال انه تم السنة الفارطة تسليم 3 ألاف بطاقة انخراط للفلاحين قيمة الواحدة 10 دنانير دون ان يقع محاسبة الدوائر المعنية بهذه الاموال . قضية استعجاليه اما «محمد الهادي السويسي» فلاح وعضو الائتلاف الوطني للفلاحين فقد قال انه سيقع خلال اليومين القادمين رفع قضية استعجالية للطعن في شرعية مؤتمر سوسة والمطالبة بتنحي هذه الهيئة «الفاقدة للشرعية» على حد تعبيره . وأشار «السويسي» الى ان المكتب التنفيذي الحالي «متواطئ ضمنيا في مقتل لطفي نقض الرئيس السابق لفرع الاتحاد الجهوي بتطاوين» مضيفا انه كان من واجب رئيس المنظمة ان يحمي مقراته بمختلف انحاء الجمهورية وان يعلم بأي تحرك مشبوه حولها . وأوضح «السويسي» ان القطاع الفلاحي يسير نحو الهاوية مما سيؤدي إلى أزمة اقتصادية في غضون السنوات القادمة ،داعيا الحكومة الى مراجعة نظرتها إلى الفلاح باعتباره منتجا ومزودا وليس عاملا وموظفا ينتظر ترقية أو زيادة في المرتب أو الترسيم. قائلا «يجب القيام بالإصلاح الجذري من الآن قبل أن يستفحل الداء والالتفاف حول الفلاح قبل أن يرمي المنديل.»