اكد امس «مصطفى بن جعفر» امين عام حزب «التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات» ورئيس المجلس الوطني التأسيسي خلال ندوة صحفية نظمها «التكتل» بمقره المركزي بالعاصمة، ان دعوى البعض بحل المجلس الوطني التأسيسي الذي اعتبره «المؤسسة الشرعية الوحيدة في البلاد» بمثابة «الدعوى الصريحة الى اعادة سيناريو العنف وسفك الدماء المصري»، مطالبا باستخلاص الدرس من الاحداث الاخيرة التي تعيشها مصر على خلفية إسقاط الرئيس محمد مرسي.كما شدد «بن جعفر» على امكانية تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل موفى سنة 2013 رغم «بعض التعطيلات التي تحول في الوقت الراهن دون تكوين هيئة الانتخابات» - على حد تعبيره-، مضيفا: «ان قضيتنا الاصلية تتمثل في ضرورة القضاء على كل مظاهر التفاوت الاجتماعي والاقتصادي والقضاء على البطالة والقطع مع كل الخيارات التي فاحت منها رائحة الفشل وأنّ الغبي فقط من يحافظ على ذات الخيارات التي ادت الى اندلاع ثورة لانها هي ذاتها التي ستؤدي حتما الى اندلاع ثورة اخرى»، داعيا في ذات السياق الى توحيد كل القوى الوسطية المدافعة عن نموذج تنموي حداثي اجتماعي ولم شملها لتنقية الاجواء وفض النزاع بين طرفي الاستقطاب الثنائي كلما اقتضت الحاجة. و اكد «بن جعفر» في مستهل الندوة التي اقيمت بمناسبة نهاية الشوط الاول من مؤتمر «التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات» الذي انعقد تحت شعار «فاعلين في بناء المستقبل»،على حجم الاستعدادات والتحضيرات التي اجراها الحزب على مر اشهر عدة لانجاح هذا المؤتمر على كل الاصعدة التنظيمية والهيكيلية.. مشددا على اهمية هذا المؤتمر الذي مثل –برأيه- محطة سياسية مهمة في تاريخ الحزب، مضيفا: «لقد حققنا من خلال هذا المؤتمر اهم الاهداف التي كنا نطمح الى تحقيقها من حيث الناحية التنظيمية ومن حيث تركيبة المجلس الوطني المنبثق عنه كما حققنا التواصل بين الجيلين الصامد والثائر، كما وفقنا في الاحتفاظ بإطارات ومناضلين استبسلوا في التصدي للاستبداد وفي ذات الوقت في استيعاب رصيد شبابي ضخم كما هو الشأن بالنسبة للعنصر النسائي». و صرح «بن جعفر» ان حزبه قد خلص ايضا من خلال هذا المؤتمر الى تحقيق مبدا التوازن بين المركزي والجهوي والى انتخاب رئيس المجلس الوطني للحزب ونائبا له بالاضافة الى بعث خطة امين عام مساعد بسبب انشغال «بن جعفر» بهام اخرى اهمها رئاسة المجلس الوطني التأسيسي، متابعا: «لقد خرجنا من هذا المؤتمر في افضل حال ونحن مستعدون لمواجهة التحديات القادمة بأكثر تناغما وأكثر انسجاما ولحمة وبحزب نموذجي وعصري ميزته انه يجمع بين الخبرة والطموح ويعمل من خلال كل لجانه ويشرك كل مناضليه..». من رفض المجلس يرفض شرعيته؟ وعن الدعوى التي اطلقها البعض بضرورة التمرد والعمل على اسقاط الحكومة وحل المجلس الوطني التاسيسي، أكد «بن جعفر» ان تزامن الدعوات الى اسقاط الشرعية مع الاحداث في مصر بمثابة «الدعوة الصريحة الى اعادة سيناريو مصر في تونس» -على حد تعبيره-، مضيفا: «ان الذين يشككون اليوم في شرعية المجلس الوطني التأسيسي هم ذاتهم الذين اعربوا في السابق عن رفضهم لتكوين المجلس وكمسؤولين لا يسعنا الا المطالبة بضرورة استخلاص الدرس من التجربة المصرية خاصة ان فكرة حل المؤسسة الشرعية الوحيدة و بعث مجلس خبراء يعنى بصياغة الدستور قد طفت على السطح من جديد». كل ما اقتربنا من الهدف الا...؟ وشدد رئيس المجلس الوطني التأسيسي على ان اعمال المجلس جارية على قدم وساق ، مستدركا «ولكننا كلّما اقتربنا من الهدف الا ووقف لنا بعضم في الطريق.. وكل ما اقتربنا من المحطة الانتخابية القادمة كلما لاحظنا اكثر عنجهية وغرورا». أما عن تقييم تجربة المشاركة في الائتلاف الحاكم، فقد قال «بن جعفر»: «نعتبر ان ما اتبعناه من خيار المشاركة في الحكم والعمل مع قوى سياسية تختلف عنا من حيث المرجعية كان خيارا سليما وصائبا حيث ساهم في انقاذ تونس من الفتنة والانقسام اللذين تشهدهما الشقيقة مصر وندعو الله ان تمثل الاحداث الدموية في مصر دافعا لمن يشكك في الشرعية حتى يعيد حساباته..لا نستطيع ان نقول اننا كنا مثاليين في الحكم حيث كانت لنا زلات وهنات وانزلاقات وهفوات ولكن ما يمكن ان يحسب ل«التكتل» ان ممثليه في الحكومة هم كانوا أفضل من غيرهم من حيث الاداء . و شدد «بن جعفر» على رفض حزبه لعودة المتسببين في تعذيب ابناء الشعب لسنوات طوال الى العمل السياسي وكأنّ شيئا لم يكن ، مضيفا: «اليوم رغم ما نسمعه يمينا ويسارا نقول لا للاستقطاب الثنائي المبني على الصدام والعداء..و لن نسمح حتى لمن التزم بالصمت عن الظلم بالدفاع عن الثورة والحديث باسمها». «الشطيح» و«الرديح» ...و صلاة «التراويح»؟ و قال «بن جعفر» ان المجتمع التونسي مجتمع وسطي معتدل يحب فرحة الحياة، متمنيا ان ينعم بالراحة والرخاء خلال قادم الايام القليلة المقبلة، مضيفا بالقول: «الايام القادمة ايام صيفية ميزتها «الشطيح والرديح» ولكن لا يجب ان نسهو ايضا عن صلاة «التراويح». وهو ما اثار ضحك الحضور. مواكبة: فؤاد مبارك